رفض وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الذي وصل إسرائيل في أولى محطاته بالمنطقة، الحديث عن قضية إيلان جرابيل المعتقل في مصر بتهمة التجسس لحساب المخابرات الإسرائيلية "الموساد" والذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، بعدما تردد أنه سيتم الإفراج عنه وسعود بصحبته في ختام زيارته المقررة إلى مصر اليوم
وأضاف في مؤتمر صحفي بتل أبيب الاثنين مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك: "لا يمكنني التطرق لموضوع إطلاق سراح إيلان جرابيل حتى أصل إلى مصر، لقد أعربنا عن قلقنا حول الأمر وأتمنى أن نتمكن من تحريره في القريب"، وفقًا لما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت".
يأتي ذلك بعد أن أعلنت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي الأحد أن السلطات المصرية ستفرج عن جرابيل ذي الأصول الأمريكية، بعدما تأكد من أنه لا يعمل لصالح "الموساد"، وأن الصور التي التقطتها مع مصريين في القاهرة كانت من أجل التنزهة وليس التجسس، وفق قولها.
وأضافت أن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا سيزور القاهرة هذا الأسبوع من أجل اتمام إجراءات الإفراج عن جرابيل، وسيعود معه إلى الولايات المتحدة. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة كانت قد هددت بتقليص المساعدات العسكرية لمصر إذا لم يتم إطلاق سراح المتهم بالتجسس لحساب إسرائيل.
وكشفت مصادر لـ "المصريون"، أن هناك صعوبات في الاستجابة لطلب وزير الدفاع الأمريكي تحسبًا لتداعيات الإفراج عن جرابيل، بشكل قد يدفع البعض لتوجيه الانتقادات للمجلس العسكري ومقارنة هذه الخطوة بإقدام الرئيس المخلوع حسني مبارك على إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي السابق عزام عزام.
غير أنها ألمحت إلى قد يتم الإفراج عنه في إطار صفقة قد يتم بموجبها الإفراج عن ثلاثين أسيرا مصريا بالسجون الإسرائيلية، فضلا عن إطلاق سراح الدكتور عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي لـ "الجماعة الإسلامية" المحتجز بأحد السجون الأمريكية منذ 18عاما.
وأكدت المصادر أن جهات سيادية تجري مناقشات موسعة حول مصير جرابيل أوصت بتأجيل الإفراج عنه حتى تشكيل حكومة دائمة أو أن يحسم القضاء المصري مصيره، خشية تصاعد حالة الاحتقان الشعبي في ظل التوترات السياسية المتصاعدة، علي خلفية الشكوك بإمكانية تسليم المجلس العسكري السلطة لحكومة مدنية منتخبة.
ونفت المصادر أن تكون القاهرة قد قدمت تعهدات للجانب الأمريكي بتسليم الجاسوس للوزير الدفاع الأمريكي واصطحابه معه علي نفس الطائرة، مؤكدة أن زيارة بانيتا لا تقتصر فقط علي بحث مسألة الجاسوس بل تمتد أيضا للتعاون العسكري والسياسي بين البلدين واجه الدعم الذي ستقدمه واشنطن لمصر خلال هذه المرحلة.
وأكد إبراهيم الدواري رئيس مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي لـ "المصريون"، أنه لا نية لدى القاهرة للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل، قبل أن تجتاز مصر مرحلتها السياسية الانتقالية.
وأضاف إن هناك مخاوف كبيرة حاليا من أن يؤدي الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي إلى إثارة غضب الشارع المصري وأن يحدث ثورة جديدة غير محمودة العواقب، وقال إن التوجه الآن يكاد يستقر على الاحتفاظ بجرابيل رهن الاعتقال حتى يقول فيه القضاء المصري كلمته.
مع ذلك، رجح إمكانية إبرام جهات سيادية مصرية صفقة يتم بموجهبا الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي وتشمل الإفراج عن عدد من الأسرى المصريين بالسجون الإسرائيلي