فاطمة الزهراء المدير العام
عدد المساهمات : 1508 السٌّمعَة : 249 تاريخ التسجيل : 15/06/2011
| موضوع: على هامش الأديان الثلاثة السبت 26 مايو - 5:18 | |
| من المسلم به أن الأصول الجامعة بين الديانات السماوية الثلاث ليست متباعدة كما أن اتجاهها غير منتافر على حد قول شيخنا الغزالى رحمه الله أيه ذلك أن حقائق تلك الديانات فى مجالات التربية النفسية والتعارف الاجتماعى متقاربة إن لم تكن متحدة وهذه القرابة الروحية من حقها أن تجمع لا أن تفرق وفى تعاليم إسلامنا الحبيب عشرات الأدلة على صدق هذه الدعوى فها هو القرآن العظيم يؤكد أن الإسلام الذى جاء على لسان خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم يتفق فى أصوله العامة وغاياته مع ما أوحى الله لأنبيائه السابقين أليس ربنا جل وعلا هو القائل "شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الديِن مَاَ وَصَّى بِه نُوحا وَالْذىِ أَوْحَيْنَا إِليْكَ وَمَا وَصَيَّيْنَا بِه اِبرَاهِيم وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدّينَ وَلاَ تَتَفَرقُوا فِيه كَبِر عَلَى الْمِشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهم إِلِيه الله يَجْتَبِى إِلِيه مَنْ يَشَاء وَيَهْدِى إِلِيِه مَنْ ينيبْ" - الشورى 13 بل إن هذا الاتفاق يمتد ليشمل مكارم الأخلاق وفروع العبادات التى لا ينضج التدين الحق ولا يتم الكمال البشرى إلا بها ثم إن تعاليم عيسى عليه السلام التى حببت الصفح الى أتباعه ومقابلة الشر بالخير والقبيح بالجميل أليست هذه الروح المتسامية فى سماحتها المطهرة من دنس الحقد هى نفسها التى نطق بها نبى الإسلام صلى الله عليه وسلم فى قوله الشريف "أُمرت أن أصل من قطعنى وأن أعطى من حرمنى وأن أعفو عمن ظلمنى" وبالإضافة الى ذلك فإن الأديان الثلاثة توصى بحفظ العرض وضبط العلاقات الجنسية فى حدود الأسرة التى توثقت بكلمة الله تعالى حتى إن النهى عن الزنا كان أحد الوصايا العشر التى تواصى بها العهد القديم والجديد بل إن القرآن الكريم لام اليهود لأنهم خرجوا على تعاليم التوراة وكان يجب عليهم أن ينفذوا حكم الله مهما كان صارما حينما اعتدى يهودى على عرض امرأة وكان لابد كم رجمه حسب احكام التوراة ولكن اليهود تجاهلوا حكم كتابهم فأمرهم نبى الإسلام صلى الله عليه وسلم باحترامه ونزل قول الله عز وجل " وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمْ التَّوْرَاةُ فِيِهَا حُكْمُ الله ثُمَّ يَتَوَلّوْنَ مِنْ بَعْد ذَلَكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بَالمُوْمنِيِنَ"- المائدة 43 ومن ثم فإن الإسلام يكون أحيا الأحكام السماوية التى تناستها الأمم السابقة وفضلا عن ذلك فإن أتباع الديانات السماوية الثلاث يحترمون أبا الأنبياء ابراهيم عليه السلام ويعتبرونه جذر الشجرة التى تفرعت مع امتداد العصور وأنبتت موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام وفى شأن الإنجيل يقول القرآن العظيم "وقَفْينَا عَلى أَثَارِهم بِعِيسَى ابْن مَرْيمَ مُصَدّقَاً لِمَا بَيْنَ يَدَيِه مِنَّ اَلتَّوْرَاة وَاتَيْنَاهُ الإنجِيلَ فِيه هُدَّى وَنُورٌ وَمُصَدَّقاً لِمَا بَينَ يَدَيِه مَنْ التَّوَراةَ وَهُدَى وَمَوْعِظةً للمُتَقِينَ" ثم ها هو الإسلام الذى اثرناه واحببناه يقبل قيام الزوجية بين رجل مسلم وامرأة من أهل الكتاب يرعاها ويحنو عليها وتنشأ بينهما عواطف الود والرحمة مع بقاء كل منهما على دينه ولا ينبغى لنا ان ننفى ما بين الأديان السماوية من فروق ولا جمع اتباعها على وحدة فكرية ومذهبية واحدة ولكننا ننشد إبراز العوامل المشتركة التى تقرب ولا تباعد وترجح السلام على الخصام والألفة على الوحشة والتعاون على البر والخير وتعاون مثمر ,تعاون ترقى به الإنسانية وتقف فى وجه المادية العمياء وأن يوفى كل ذى دين بحقوق دينه فلا ينسى ربه ولقاءه ونحن نعلم أن أمتنا تعيش فترة من تاريخها لاتحسد عليها ولكننا بعون الله تعالى سنجتازها وسيأتى اليوم الذى يعيننا فيه ربنا على محاسبة من أعان على قتلنا وسلب مقدساتنا فتلك قبيحة ينمو مع الزمن عارها ولن تنسى لأصحابها
| |
|
القلب المجروح مدير
عدد المساهمات : 383 السٌّمعَة : 54 تاريخ التسجيل : 03/03/2011
| موضوع: رد: على هامش الأديان الثلاثة السبت 26 مايو - 7:17 | |
| | |
|