السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ختم النبوة يعنى انقطاع الوحى الإلهى المرتبط بالتشريع والأحكام بحيث يظل من يأتى بعد زمن محمد عليه الصلاة والسلام على الولاء للرسالة المحمدية وعقيدة القرآن والسنة بلا نبوة جديدة لا مؤسسة ولا مؤكدة
لكن ذلك لايعنى بحال من الأحوال انقطاع صلة التكريم من الله تعالى ولعباده المؤمنين
فإن هناك ألواناً كثيرة تحقق هذه الصلة وتعمقها منها
1-المبشرات....عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يبق من النبوة إلا المبشرات,قالوا: وما المبشرات؟ قال الرؤيا الصالحة
كانت الرؤيا الصالحة جزءاً من النبوة على جهة التشبيه من حيث كونها اطلاعا على بعض الغيب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة
وقد جاءت زوايات أخرى بخمسة وأربعين وسبعين وغيرها
المراد من ذلك (العدد) تباعد ما بين النبوة والرؤيا
وقد قسم رسول الله عليه الصلاة والسلام الرؤيا إلى ثلاث اقسام
أ- الرؤيا الصالحة بشرى من الله
ب- رؤيا تحزين من الشيطان
ج- رؤيا مما يحدث المرء نفسه فإن راى احدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس
2- المحدثون....
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون , فإن يك فى أمتى أحد, فإنه عمر
والمحدَّث (بفتح الدال المشددة)ويُكلمون أى تحدثهم الملائكة وتكلمهم بحيث يلهمون الخير والتوفيق-إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
ليس المعنى خاص بعمر بن الخطاب رضى الله عنه وإن كان له مزيد فضل بهذا الحديث فإن الله تعالى قد منح هذا التوفيق لكل مؤمن تقى نقى
قال سبحانه(إِنَّ الَّذيِنَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزّلُ عَلَيْهِمْ الّملائكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا ولا تَحْزَنُوا وَأَبْشرُوا بِالْجَنَّة الَّتِى كُنْتُمْ تُوعَدُون نَحْنُ أَوْليَاؤكُمْ فىِ الْحَيَاةِ الدُّنيَا وفى الآخرَة) - فصلت 30-31
فتنزل الملائكة على أولياء الله للتأييد والنصرة والتسديد -قائم إلى يوم القيامة فهى تنزل عتد قراءة القرآن وحلق العلم والذكر وفى ليلة القدر
وللتفريق بين إلهام الملائكة ونزغات الشياطين لابد ان يكون الحكم حينئذ لأصول الشرع وقواعد الدين ومسلمات الفطرة فما وافقها كان مقبولا وما خالفها كان مردودا
3- نزول عيسى عليه السلام....
هناك رأى راجح لدى علماء العقيدة يؤكد نزول عيسى ابن مريم إلى الأرض فى اخر الزمن بناء على ظاهر القرآن وصريح السنة
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال:قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: والذى نفسى بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد وحتى تكون السجدة خيرا له من الدنيا وما فيها
عن أبى هريرة أن النبى عليه الصلاة والسلام قال: الأنبياء إخوة لعلات(اولاد الرجل من نسوة شتى) أمهاتهم شتى ودينهم واحد وإنى أولى الناس بعيسى ابن مريم لأنه لم يكن نبى بينى وبينه وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه-رجل مربوع( ليس بالطويل ولا بالقصير) إلى الحمرة والبياض عليه ثوبان مصفران كأن رأسه يقطر إن لم يصبه بلل فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس إلى الإسلام ويهلم الله فى زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك الله فى زمانه المسيخ الدجال ثم تقع الأمانة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الأبل والنمار مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيات ولا تضرهم فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون
وعلى هذا فنزول عيسى عليه السلام لا يقدح فى ختم النبوة لأنه لا يأتى بنبوة جديدة وانما ينزل ايه من أيات الله على صدق الإسلام والقصص الحق الذى جاء به القرآن ويدعوهم الى عقيدة التوحيد وكلمة التقوى والعروة الوثقى
لا إله إلا الله محمد رسول الله
*************************************