بين خطوة جنون..وخطوة خوف تجلس طفلة بشوق
تنحت على غصن البنفسج ملامح حزن
تهدئها أجنحة فراشتها الذهبية
لتخفيها عن عقاب حب مجنون
لكن الألم يعتصرها فتختنق
تهرب لزاوية غرفتها
لتحتضن أحلامها الوردية بهدوء
تشعر بجسد غول الليل يحتويها
ليسرق منها أحلامها الرقيقة
تصرخ لكفوف أمل تخلصها من قبضته
تفلت منه وتركض وتركض
لتسقط من سلم طفولتها
فوق
تهشم زجاج أنوثتها
لتلملم ما تبقى منها وتمضى فى دروب وحدتها
تلتفت لكل ملامحها
فترتعب من شيخوختها المتسارعة نحوها
تمسح أفكارها لتمضى لحالها
فالمستقبل يناديها لمجهول يخيفها
تصعد أول سلم من بداياته
وبأول خطوة تسقط
بحفرة متاهاتها العقلية بوحشية
تجلس على الأرضية
ترتب مبادئها بروية
وتمحو ذكرياتها الهمجية
ولتهدأ أفكارها الغاضبة
لتبنى أول أساس بحياتها
لتفاجأ بعيون طفولية تشبهها
تبتسم لها ببراءة ملائكية
لكن ذبذبات زلزال قادم تحت أقدامها يرعبها
يفاجئها بقدوم عواصف حب شتائية
لتنظر .. لتجد أن العمر لا يحتمل
وأن غرفتها لم تزل بعزلة وفوضوية
تتلمس أجزاءها فتكشف
أن جسدها خال من مشاعر انثى
وأن الماضى قد قتل الاحساس بداخلها
فلم تعد هناك من أوردة وشرايين بل اسلاك شائكة
وأضلع قاسية تنادى لمن يناجى
لم تعد الروح بداخلها..مجرد أصوات أشباح خالية
فالقلب خلع عقارب ساعاته فتجمد
والروح انحبست بقوقعة الامها فانخرست
فلم يبقى لك سوى هذا الهدوء الذى لا يسبق اى عاصفة
فحتى هواء وطنك رحل واختنق الصدر من همك وانشنق
استيقظت الطفلة على ملامح دميتها النائمة
والشيب يملأ وسادتها الفستقية
والماضى والحاضر لا يملكان سوى أثواب الأفكار السوداوية
آآآآه
أين أنت يا أُمى أين أنت يا امرأة
لِمَ تركتِ طفلتك لوحدتها تنهش بها
***********************************