فى السوق الطبى (دستات) ضخمة من الأطباء تحت عنوان (صحتك فى ايد امينة) أو ( جمالك فى أيد رحيمة) وهذا ليس سيئا اذا كانت الأصول الطبية والأخلاقية متبعة ولم يتحول الطبيب الى جامع اموال والمريض الى سلعة فلا يسأل غير عن شكواه يجيب عنه باقتضاب مثل عندى وجع معدة أو صداع ثم يتحول الى كرة تمر على جميع اللاعبين الطبيين والمنظرين والمصورين والمحللين بحيث يخرج فاتورة علاجية ضخمة تعادل معاش شهرين ومجموعة أدوية غالية ربما يكون جلها غير ضرورى لو استجوب المريض وفحص على مهل فى عيادة متواضعة لا تستعجل الزمن ولا التطور الشكلى المبالغ فيه
ذلك الاتجاه المادى امثر صراخاً فى حالات التجميل خاصة اذا وقع فى ايد ( متفانية) تريد ان ترجع العجوز الى صباه او تصابيه والصبايا على اختلاف اشكالهن وجمالهن المتواضع الى نسخ متكررة لمغنية عالمية او عربية ولك عندئذ ان تتخيل مدى التكاليف مقابل ذلك الهدف السحرى الذى لا يمكن الوصول اليه من دون ان يتعرض المرء لسخرية حقيقية نتيجة عشق الأوهام زد على ذلك تنامى الشعور بالقبح عند مجموعة مهتزة الثقة بالنفس ترى فى خلق الله الطبيعية عيوباً لا يراها غيرها وتكون اقرب الى الامراض النفسية حيث يختل الجمال الداخلى فلا يعوضه شىء والايد المتفانية تقوم بواجبها خير قيام
هذه قضية ثقافة تصيب بعض الناس ووقت لايجد كثير من الناس شيئاً ليملاءه اللهم الا بتضخيم حبة هنا واخرى هناك ولوك السير على دخان الأراجيل