???? زائر
| موضوع: وخير مثل في التواضع والبساطة الأحد 17 أبريل - 11:59 | |
| رجل تفر الشياطين من طريقه :
أما ذلك المهيب الذى كانت تفرّ الشياطين إذا جمعتهم به الطريق فقد كان من أقدر الصحابة استلهامًا لروح القرآن ومن أكثرهم تعبيرًا عن عطاء رسالة الإسلام فى صناعة الرجال الذين تكتمل فيهم الأهلية للاستخلاف عن الله فى الأرض ؛ فكان من الملهمين الذين ينزل القرآن متفقا وما يرونه فى بعض الأحوال كما حدث فى الموقف الذى حُسم به التعامل مع أسرى المشركين فى غزوة " بدر " مما لا يتسع المقام هنا لبسط القول فيه .
* * *
هذا المهيب عمر رضى الله عنه خطب فى المسلمين غداة مبايعته بالخلافة فكان مما قال : " لو رأيتم فىّ اعوجاجا فقومونى " فقام إليه رجل من المسلمين ليقول له : " والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا ".
فما غضب عمر ولا تغيّر .. وإنما كان قوله : الحمد لله الذى جعل فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم من يقوّم اعوجاج عمر بسيفه . ***** ينام أمير المؤمنين عمر على الأرض دون فراش أو وسادة تحت ظل شجرة فيمر به أعرابى كان عابرا للطريق فيؤخذ دهِشاً مما رأى من أمير بين يديه سلطان زمانه وكنوز الدنيا فما غيّر ذلك من نفسه ولا انسابت إلى خواطره مسحة من غرور أو استكبار. فقال هذا الأعرابى مخاطبا أمير المؤمنين النائم على الأرض بلا فراش ولا وسادة ولا حراس يحيطون به : حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر ..
**
* * *
وأبو بكر رضى الله عنه هذا ـ هو نفسه ـ الذى لخص العقد الاجتماعى بينه وبين رعيته من المسلمين فى كلمات شديدة الإيجاز عظيمة التعبير عن فلسفة الإسلام فى أصول الحكم والعلاقة بين الحكام والمحكومين فقال : [ أيها الناس إنى وُلِّيت عليكم ـ ولست بخيركم فإن رأيتمونى على حق فأعينونى وإن رأيتمونى على باطل فقومونى .. أطيعونى ـ ما أطعت الله ورسوله فيكم فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم ] .
هذه الكلمات القليلة حولتها مدنيات زماننا إلى آليات ومؤسسات وأجهزة لا تكاد تحصى ومع هذا لم تبلغ ما بلغته الكلمات القليلة التى تحدث بها أبو بكر لأن أبا بكر جعل الفصل فى الأمر ـ إذا حدث خلاف بينه وبين الرعية ـ إلى الله ورسوله . أى إلى القرآن الكريم والسنة النبوية ، وهما المرجعان اللذان تُجمع الرعية على قبول كل ما ينتهيان إليه ويقضيان به .
****** الخليفة الأول " أبو بكر الصديق " ـ رضى الله عنه ـ الذى قابله عمر غداة يوم أن بايعه المسلمون خليفة للرسول بعد موته .. لقيه عمر صبيحة ذلك اليوم فسأله :
إلى أين يا خليفة رسول الله ؟
قال : إلى السوق أبيع وأشترى وأكسب رزقى ورزق عيالى كما كنت أفعل من قبل ـ هكذا تحدث أبو بكر بتلقائية جميلة ونبيلة ـ كونتها صنائع الإيمان وأخلاقيات رجال مدرسة النبوة ..
تحدث أبو بكر بتلقائية جميلة ونبيلة لم يغيّر منها إنه فى هذا اليوم أصبح ولىّ أمر المسلمين ورأس دولتهم وصاحب السلطان عليهم .
|
|
???? زائر
| موضوع: رد: وخير مثل في التواضع والبساطة الأحد 17 أبريل - 18:06 | |
| |
|
رجل من زمن جميل المشرف المميز
عدد المساهمات : 3688 السٌّمعَة : 453 تاريخ التسجيل : 03/03/2011
| موضوع: رد: وخير مثل في التواضع والبساطة الثلاثاء 19 أبريل - 22:07 | |
| التواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس، وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس، وينشر الترابط بينهم، ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس، وفوق هذا كله فإن التواضع يؤدي إلى رضا المولى -سبحانه-. قال الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) [مسلم]، وقال الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تواضع لله رفعه الله) [أبو نعيم]. وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد) [مسلم]. شكرا سارة سلمت يداك | |
|