Admin الادارة
عدد المساهمات : 4925 السٌّمعَة : 344 تاريخ التسجيل : 26/02/2011
| موضوع: كيف تتعامل مع الشخصيات الوقحة ؟ الجمعة 10 يونيو - 15:09 | |
|
كيف تتعامل مع الشخصيات الوقحة ؟ لا انسى هذه القصة ، صحيح أنها قديمة لكن الإنسان يتعلم في الحياة من خلال التجارب ، واللطيف في هذه التجربة التي سوف ارويها انها جعلتني أسبر أغوار نوع معين من الشخصيات التي لطالما اشتكى منها المجتمع ، والى يومنا هذا كم من مدون امر على مدونته إلا واسمع شكوى والم بسبب انه مر في يومه بهذه النوعيه من الشخصيات ، ولكن ماهي القصة ؟ وكيف بدأت ؟ وكيف أنتهت؟ ، هذا ماسوف نقرأه سوياً من خلال الأسطر القادمة ..
تبدأ القصة حين قررت الذهاب لأحد المحلات التجارية من أجل شراء طلب معين ، وطبعاً اوقفت سيارتي امام المحل ثم دخلت للمحل وخرجت وقد أخذت طلباتي ، وحين توجهت لركوب سيارتي فإذا بي اجد احدهم قد اوقف سيارته بشكل ملاصق لسيارتي ولم يترك مجالاً حتى افتح باب السيارة ، وطبعاً في تلك اللحظة من كامل حقي أن انزعج ، لكن اخترت الخيار الثاني فلابد أن يعود الإنسان نفسه على الصبر وإلا لن يسير في حياته ، لم أفكر كثيراً وسرعان ما ألتفت بهدوء ناحية المحل الذي خرجت منه للتو ، فوجدت شاباً ينظر لي بنصف عين ، فأبتسمت له ابتسامه تلطف بأن يبعد سيارته ،وكنت اتوقع بالطبع أن تصرفي اللطيف معه سوف يجعله يبعد سيارته بنفسٍ راضية ، لكن حدث عكس ما كنت اتوقعه !
فجأة وجدته يصرخ من داخل المحل وبدأ واضحاً أنه يشتمني ويوبخ بقوة ، حتى خيل إلى ان احد عروق رقبته سوف ينفجر فجأة !
بقدرة الله استطعت المحافظة على هدوء ملامحي كما هي دون تغير وظللت محافظاً على إبتسامي ، وبالطبع من داخلي أنزعجت من تصرفه ، فأنا من يجب أن يغضب ، لكن يبدوا ان صديقاً ينتمي لحزب ” اصرخ حتى تبدوا اقوى “
وفعلاً خرج من المحل وحين اقترب ليبعد سيارته ، قلت في نفسي يبدوا أن امراً ما يعكر عليه يومه ، فقررت التصرف بلباقة أكثر ، بينما المفروض ان يعتذر هو على تصرفه وبالرغم انه كان متوجه اصلاً لإبعاد سيارته ، إلا انني قلت له ” اسف إن كنت أزعجتك “
هنا رأيت وسط ذلك الوجه الغاصب إبتسامة خبيثة تشبه إبتسامة ذئب حين يرى فريسة سهلة المنال ، وصيداً لم يكن في الحسبان ..
بمجرد أن سمع كلمات تأسفي ، توقف وأستدار نحوي وقد ضاقت عيناه وأوشكت أن اشاهد فيها لمعان ، ثم قام بتوجيه تعليقات ساخرة نحوي !!
هنا علمت أني امام انسان ملوث النفس ، وقد فسر تهذيبي بأنه ضعف ، ولكن صدق أو لا تصدق تركته وتصرفت كأن شيء لم يكن وتوجهت لسيارتي بهدوء وتصنعت أني لم اسمعه بتاتاً ، وادرت محرك سيارتي وأوشكت على مغادرة المكان ، ثم فجأة خطرت في عقلي فكرة تبدوا جنونية بعض الشيء ، فقلت لنفسي مهلاً لماذا ينتهي شريط الأحداث بأن اكون دائماً انا الشخص المهذب؟ لحظة دعني اجعل النهاية مختلفة هذه المرة !!
وكان هدفي هذه المرة ان اعرف لماذا تتصرف هذه الشخصيات المؤذيه بهذا الشكل ، قد يبدوا اسلوبي فيه الكثير من المخاطرة مع شخصية لاتعرف ماذا تخبيء لك ، ففي اسوء الأحوال قد يباغتك بعصا يخبأها عادة امثال هاؤلاء في الصندوق الخلفي للسيارة !
لم أفكر كثيراً وقررت أن اقترب بسيارتي بجواره ، وكان للتو خارجاً منها عائداً ليكمل طلباته من المحل ، فأشرت له أن يقترب رغبة في محادثته ، ولك أن تصدق ان ذلك الشخص الذي كان اشبه بأسد يزأر ، قد تحولت ملامح وجهه كطفل خائف ، وحين اقترب مني ، سألته بهدوء عن سبب قوله لتلك العبارات لي ، فتصنع الغباء ، وقال أي عبارات ؟ قلت العبارة التي وصفتني بها منذ قليل ؟ هل اخطأت معك حتى تصفني بعبارت غير مهذبة ؟
هنا استعاد وجهه تلك الملامح الخبيثة وكأنه يقول ، يبدوا ان هذا المغفل لم يشيع وسوف اشبعه هذه المره حتى يكره ليلته تلك …
ولك أن تصدق أنه أخذ يفسر كلامه بمزيد من الوقاحة والعبارات الساخرة ، ولا أخفيكم أني اندهشت فهو يتصرف بوقاحة متناهية وكأنه لايخشى ردة فعلي ابداً ..
هنا قلت مكره أخاك لابطل ، فقلت له بهدوء شديد ، فقط هذا ماتقصده ؟ ….فرد ساخراً نعم ؟
فقلت رجل مظهره محترم مثلك ، وتتصرف بهذه الطريقة مع الناس ؟
هنا أسقط في يده واخذ العرق يتصبب على جبهته ، واخذ يحاول المراوغه لكنه فشل ، وقال ماهذا ماذا قلت ؟ الم ابعد سيارتي عنك ماذا تريد مني الأن ؟
لا اخفيكم اني تعجبت بشدة كيف تتحول هذه الشخصية بسرعه بمجرد مواجهتها بشكل مباشر بوقاحتها !
فقلت له لا اريد منك شيء وانصرف كل واحد منا في طريقه
غادرت المكان وانا اوبخ نفسي، لم يكن هناك داعي ياصريح ان تحرجه بالرغم انه لم يرحمك في البداية لكن لابأس ليس العيب ان نخطيء ، لكن العيب ان لانتعلم من أخطائنا وقد تعلمت الكثير من تلك القصة ..
لكن لماذا اسرد لك هذه القصة الأن ؟
تجد الإجابه على شكل نقاط تحليلة لهذه النوعيه من الشخصيات سوف تساعدك تماماً بأذن الله في التعامل معها في مستقبل الأيام ، وهذا السبب في أني استحدتت زاوية جديدة في التدوينة بعنوان ” تجارب مع الحياة “ ولانه ليس هناك اي داعي ان تصطدم بهذه الشخصيات حتى تعرف حقيقتها ، فقد قررت ادراج التجارب المستفادة من هذه القصة والتي كان لها أثراً كبيراً على التعامل مع هذه الشخصيات بعد ذلك ..
واليك اهم النقاط التي خرجت بها من هذه القصة ؟
1- تستمد الشخصية الوقحة قوتها من تواجدها في وسط جماعة فأن خرجت عن الجماعه تفقد قوتها تماماً وتحاول ابعاد من حولها بهالة مصطنعة تنجح كثيراً مع من لايعرفهم جيداً ..
2- الشخصية الوقحة هي شخصية ضعيفة جداً ، وتشعر في داخلها بنقص شديد مما يجعلها تلجاء لأسلوب استفزاز الأخرين والغطرسة وخصوصاً أن شعرت ان احد الأشخاص يفوقها في صفة ما ، فتلجاء إلى محاولة تحقيره حتى تسد النقص الحاصل في شخصيتها ، وايضاً تستطيع السيطرة على الموقف في حال كان اللقاء عابراً ..
3- في حال كنت مضطراً للتعامل مع شخصية وقحة بإستمرار مثل مكان العمل ، فسوف تلجاء الشخصية الوقحة للأسلوب الإستفزازي من اجل امر تعتقد انه مكسب لها ، وهو السيطرة عليك والتخفيض من مستوى انتاجك فغالباً سوف تعاملك بهذا الشكل حتى لاتبرز أكثر منها ، فأنت في نظرها منافس محتمل ، صحيح ان الشخصية الوقحة ليست شخصية ناجحة ، لكنها لاتريد ان يتجاوزها احد او تجد من يشيد بأحد غيرها ! ، فإن شعرت ان هناك من يستفزك بأستمرار بدون سبب ، فثق تماماً أنه يشعر بعقدة النقص حين يراك ، ويريد ان يحبط معنوياتك حتى تبدوا تحته لا فوقه كما يعتقد هو !
4- تعتمد الشخصية الوقحه في نجاحها على ردة فعلك ، فطالما انت تتجواب مع إستفزازتها سوف ترى علامات النشوة الهائلة على وجهها ، بل لاتحاول حتى ان تسأل صاحب هذه الشخصية عن السبب الذي يجعله يتصرف معك هكذا ؟ لأنه سوف يسخر من تفكيرك بل قد يجعلك تخجل من أنك فكرت في انه يتعمد ايذاءك نفسياً ، بينما في الحقيقة يكاد يتشقق من الفرح لأنك اخبرته دون ان تعرف انه قد حقق هدفك وقد بدأ يشغل بالك ، اما ان كانت مقابلتك له عابرة كما حدث معي ، فسوف يفسر استفهامك انه انزعاج منك وسوف يحاول حسم الموقف في وقتها لأنك بالنسبه له شخصية عابرة عكس مكان العمل فأمامه الوقت الطويل لإخراجك عن طورك ، وشعاره الإيام بيننا !
5- ان قابلت هذه الشخصيات في مكان عام ، ارسم ابتسامة واسعه وهادئة وباردة ، وأن استوعبت النقاط كلها جيداً سوف تجد هذه الابتسامة ترتسم تلقائياً ، لأن الإبتسامة تنجم عن شعورك بالنشوة انك تعرف جيداً لماذا يتصرف هذا الشخص هكذا ! ، فأن ادركت انه مجرد شخص جبان لايقوى على مواجهتك ، فهل سوف تلقي له بالاً بعد الأن ؟
6- لا تجهد عقلك وتسأل نفسك عن الطريقة الصحيحة للثأر لنفسك من هذه الشخصيات ، فأكبر صفعه توجهها لها ، هو أن لاترد عليها بتاتاً ، ورحم الله الإمام الشافعي الذي تعب من الخبث الذي رأه في بعض هذه الشخصيات ، فكتب بيت الشعر الشهير
إذا نطق السفيه فلا تجبه ……… فخير من إجابته السكوت
فــإذا إجبـته فرجت عنـه ………. وإذا تركته غيظــا يمــوت
وفعلاً بعد تلك القصة اصبحت اتخذ من التجاهل والصمت مع هذه الشخصيات سلاحاً للتعامل معهم ، وسبحانه الله تجد من يعاملك بهذه الطريقة يستشيط غضباً لتجاهلك ، وأعتقد ان من يتحدث مع الاخرين بوقاحة عليه أن يتحمل نتيجة افعاله حتى لو كانت عدم الرد عليه والذي يعتبره هو إهانه له ، وهذا امر طبيعي لانه في الأصل كما قلنا لايتعامل مع الناس بوقاحة إلا من شعوره بالنقص ، وحين لاترد عليه فقد جعلته يؤذي نفسه بنفسه !
والأمر المهم جداً في هذه الطريقة من التعامل مع هذه النوعيات ، هو أنك تتقي شر السفيه ، فقد كان جدي رحمة الله عليه يقول داروا السفهاء بنصف المال فإن لم تستطيعوا فا بالمال كله ، وحين تعود للحبيب صلى الله عليه وسلم تجد الحلم الشديد مع هذه النوعيه من البشر، مثال ذلك الذي كان يلقي بالقاذورات عند باب منزله فكان يبعدها ولايحاول حتى أن يسأله عن سر وقاحته ورميه للقاذورات عند بابه هكذا ؟
بل وذلك اليهودي الذي اعتدي عليه وهو يتصدر المجلس ، وقام بمسكه من إزاره وقال له اعطني نقودي يا محمد ، حتى كاد عمر ان يقطع عنقه لشدة ما راى من وقاحة ذلك اليهودي وقتها ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحاول الرد بتاتاً على حركة ذلك اليهودي بل أمر الصحابه بتركه وان يعطوه ماله الذي لم يأتي وقت سداده اصلاً ” رغم ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمكنه أن ينهره ويقول له لم ينقضي دينك حتى تأتي وتحدثني بهذه الطريقة الوقحة ؟ “
لكنك تتحدث عن صاحب الخلق الكريم ، الذي شهد له حتى اعداءه بعلوا اخلاقه
ولأن الله سبحانه وتعالى لم يوجد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في حياتناً عبثاً ، فيجب أن نستقي دائماً منه دائماً العبر في التعامل مع كل امور حياتناً ..
ولأني دائماً اشجع على إكتساب المحبه ونبذ سبيل الشيطان ، فسوف أخبرك بمفاجأة سارة ، وهي أن هذه النوعيه من الناس ليست كلها سيئة ، فمنهم من غلبه شيطانه وقتها ووسوس له ضدك ، ومنهم من نفسه ملوثة ولايحتاج لشيطان يوسوس له فقد تكفل هو بإيذاء اناس واعتادت نفسه على إزعاج الغير ، لهذا تجدهم فئة مكروهه منبوذة ، تعرفهم من حديث الناس عنهم بالسوء فلا يكاد احد يذكره بخير ، نسأل الله أن يصلحهم ويجعلنا جميعاً ممن يرتقون بأخلاقهم حتى يصلون لمرتبة العابد القائم كما جاء في الحديث .
واللطيف أن النوعيات التي تمر بحالة نزوة من الشيطان غالباً تخجل بشدة من رؤيتك حليماً معها بل وتوبخ نفسها وتستصغرها ، وسوف ترى مع الأيام انها باتت تتلطف لك وتتودد لك لأنها ادركت انها كانت مخطأة في تعاملها معك بهذا الشكل !
ولأن ديننا دائماً يحثنا على كل مافيه خير لنا ، فقد جعل الله اجوراً عظيمة لمن يعفوا عن الناس ، بل وأني اطلب منك أمر مهم جداً أفعله وسوف ترى نتائجه ، وهو أنك حين تترفع عن الخوض مع مثل هذه الشخصيات وتقرر ان تكون حليماً معها ، سوف تجد أن الله زادك عزاً وإحتراماً في عيون الناس ، فقد جاء في الحديث ( مازاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً )
والأية الكريمة يخص الله هذه الفئة من الناس بقوله ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس )
نعم أنا اعلم انك بشر مثلي وانك قد تشعر بغيظ شديد في أحد المواقف تود فيها لو أنك نفست عن غضبك وأخذت حقك بالرد على من امامك بمثل اسلوبه ، لكن جرب ان تصبر على هذا الغيظ احتساباً للأجر من الله ؟ والله سوف تدهش كيف يبدل الله صبرك راحة وسكينة ! بل وأنت سوف تقدر ذاتك اكثر ، وسوف تشعر أنك قد علوت على نفسك ولم تتجاوب مع انفعالاتها بل ارتقيت بها بأتباعك وصايا الله لك بالحلم وكظم الغيظ والإعراض عن الجاهلين الذين لايحسنون تعامل الناس ..
وإذا اردتني أن ابوح لك بسر ، فسوف اقول لك حين يعاملك احدهم بوقاحة فلا تعتبره هو عدوك بل انتبه جيداً لطرف الثالث الذي يقف بينكما ولا تراه ويحاول زرع مشاحنه بينكم ؟
هل عرفته ؟
إنه الشيطان الرجيم ، وقد نبهنا الله لهذه النقطة العظيمة في كتابه الكريم لكن من منا يقراء ويتدبر في القرأن ، أقسم بالله أن الذي لايقراء القرأن ويتدبره فقد فوت على نفسه نعماً كبيراً وسبلاً للراحة كثيرة ، كيف لا والقرأن الكريم هو منهج حياتك كشخص مسلم على ظهر هذا الكوكب وفيه مايعطيك الخيرات في دار الدنيا ودار القرار بحوله وقوته ..
وأما الأية العظيمة التي فيه والتي هي كفيلة لمن يتدبر معناها في أن تجعل امر عدواته مع غيره مستحيلاً هي قول الله تعالى :
(إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء )
فقط ضع هذا التنبيه الرباني امام عينك ، وسوف تشعر بشفقه شديدة على كل من يحاول إيذائك لأنه قد ضر نفسه ولم يضرك فقد استمع للشيطان وجعل من نفسه اضحوكة له ، بينما انت يحق لك ان تعتز بنفسك ، كيف وقد خالفت عدوك فأطعت الرحمن وقدمت بطاعتك لله عملاً يحبك الله به بأذنه سبحانه وتعالى ..
| |
|