التحقيقات فى تفجير قسم ثالث العريش تكشف: 10 مسلحين بينهم انتحارى قائد سيارة مفخخة مسروقة نفذوا العملية.. الانفجار أنتج حفرة بقطر 12 مترا وعمق 3 أمتار.. والمتهمون صوروا الحادث فيديو قبل فرارهم
أعلنت مصادر أمنية بشمال سيناء أن نتائج التحقيقات الأولية فى حادث تفجير قسم ثالث العريش تشير إلى أن خلية تابعة لجماعة أنصار بيت المقدس هى التى نفذت العملية بواسطة أكثر من 10 أشخاص بينهم الانتحارى الذى قاد السيارة المفخخة إلى محيط القسم.
وأشارت المصادر إلى أن المنفذين استخدموا سيارة نقل سبق الإبلاغ عن سرقتها وتم تنفيذ العملية بشكل مزدوج من جانبين من القسم حيث سبق وصول السيارة المفخخة قيام مجموعة مسلحة بإطلاق نار عن بعد على القسم واشتبكت مع القوات، وبينما تدور الاشتباكات سلكت سيارة نقل الطريق المؤدى إلى القسم من الناحية الجنوبية وواصلت سيرها رغم إطلاق القوات النار عليها حتى ارتطمت بالبوابة وانفجرت مخلفة حفرة بمحيط 12 مترا وعمق 3 أمتار.
وبحسب المصادر، فإن المسلحين الذين أطلقوا النار عن بعد نفذوا أيضا عملية تصوير للعملية باستخدام كاميرات فيديو حديثة، ثم لاذوا بالفرار بعد الانفجار. وتشير التحقيقات إلى أن قوات تأمين القسم حاولت إحباط التفجير بإطلاق كثيف للنيران على السيارة وانفجرت قبل وصولها للمبنى مخلفة دمارا شاملا فى المبنى الذى تحول إلى حطام، واستشهد 7 من القوات الأمنية والمدنيين وأصيب 68 من المدنيين والشرطة من المتواجدين داخل القسم وآخرون حول محيطة ومن تعرضت منازلهم لأضرار وسقطت عليهم نوافذ زجاجية وحوائط.
ولحق بمقر قسم الشرطة دمار شامل تضمن تهدم السور الخارجى وأجزاء من المبنى والغرف واحتراق الأثاث المكتبى وكميات من الأسلحة والذخائر وحاجيات الجنود. كما تأثرت منازل الأهالى المحيطة بالقسم، وقدر عددها بنحو 70 منزلا وشقة تعرضت لتلفيات مباشرة ومؤثرة بينها تهدم واجهات وخسائر بالممتلكات وتحطم النوافذ وعشرات من المنازل الأخرى أصيبت بأضرار محدودة فيما تهدمت واجهات وتحطمت نوافذ لمدرسة ومقرات حكومية مجاورة وتكسرت سيارات وممتلكات لمواطنين نتيجة قوة الضربة التى أحدثها الانفجار.
وفور وقوع الانفجار هرع إلى الموقع الأهالى الذين سارعوا بمساعدة فريق الإسعاف فى انتشال الجثث من تحت الأنقاض وإجلاء الجرحى وسط صيحات التكبير والتنديد بالإرهاب. وقال أحد شهود العيان لـ"اليوم السابع" إن المنظر كان صعبا حيث ألسنة اللهب تتصاعد من مقر القسم الذى أصبح شبحا من الطوب فيما انتهت معالمه والأنقاض فوق الأرض ومن تحتها نسمع صراخ المصابين وأجزاء من أشلاء آدمية منتشرة ودماء تغرق المكان والجميع فى حالة ذهول وخوف. وأغلقت قوات الأمن محيط قسم الشرطة عقب الحادث وانتهاء عمليات إجلاء المصابين وتم إبعاد المدنيين عن الموقع، وإقامة كردون أمنى حول الموقع وانتشرت القوات معززة بمدرعات وآليات أمنية وحلقت طائرات عسكرية فى سماء المنطقة.
وأعلنت مصادر طبية أن حصيلة عدد الشهداء والمصابين فى انفجار العريش حتى اللحظة، والذين تم نقلهم لمستشفى العريش العسكرى 7 شهداء، بينهم العقيد شريف مناع مفتش المباحث، والنقيب عمر محمد شكرى من قوات الأمن المركزى وتم نقلهم فى وقت لاحق للقاهرة وإبلاغ ذويهم، كما نقلت جثث أخرى من موقع التفجير لم يتم التعرف عليها وهى أشلاء، إضافة إلى أشلاء الانتحارى منفذ العملية، كما تم نقل 40 مصابا من القوات نقل على الفور من بينهم 10 حالات لخطورتها إلى مستشفيات متخصصة بالقاهرة بينهم ضباط بمباحث القسم فيما يخضع بقية المصابين للعلاج بالمستشفى. وأعلن مستشفى العريش العام، فى بيان له استقبال 28 مدنيا مصابا فى حادث تفجير العريش تم خروجهم بعد انتهاء علاجهم واحتجاز 3 مصابين من بينهم.
وعاين فريق من النيابة العامة بشمال سيناء موقع تفجير قسم ثالث العريش بإشراف المستشار عبد الناصر التايب المحامى العام الأول لنيابة استئناف الإسماعيلية وبرئاسة المستشار عماد الدهشان المستشار العام الأول لنيابات شمال سيناء ومحمود الحسينى رئيس النيابة إلى موقع الانفجار. وتم انهاء المعاينات للخسائر والأضرار بالقسم ومحيطة ثم واصل فريق النيابة التحقيقات والمعاينات وانتقل إلى المستشفى العام والعسكرى لمناظرة الجثث وسؤال المصابين، وقررت النيابة استدعاء الطب الشرعى لمناظرة جثث الشهداء لبيان أسباب الوفاة والتصريح بعد ذلك بالدفن.
بعد تفجير قسم ثالث العريش..خبراء: السيارة المفخخة تم إعدادها فى منطقة قريبة من موقع الحادث..ويجب إقامة بوابات إلكترونية وإخلاء الشيخ زويد ورفح من السكان..ومن يعتقد بوجود تقصير أمنى خائن أو جاهل...