رجل من زمن جميل المشرف المميز
عدد المساهمات : 3688 السٌّمعَة : 453 تاريخ التسجيل : 03/03/2011
| موضوع: كيف نتلو القران الكريم الجمعة 3 أكتوبر - 17:29 | |
|
لا بد لنا من مراعاة بعض الآداب أثناء قراءتنا لكتاب الله العظيم، والتي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الكرام عليهم السلام قد أرشدونا إليها لنتأدب بها تأدب العبد الذليل، أمام المولى الجليل تبارك وتعالى، فمن الآداب:
أولا: تحسين الصوت، وليس المقصود به، كما يتبادر للبعض، أنه نوع من الغناء، والعياذ بالله، فهذا منهي عنه في النصوص الشريفة، لأنه من لحن أهل الفسوق، وهو متعارف بينهم، وإنما المقصود بتحسين الصوت، كما في الروايات المباركة، هو النطق الصحيح لمخارج الحروف مع وضوح ذلك، وأن يشعر الصوت بالخشوع والرغبة والرهبة، وأن يحدث تأثيرا في نفس المستمع فيخضع قلبه، وتخشع جوارحه كذلك، وأن يكون الصوت الحسن ذا تأثير في زيادة القرآن حسنا وحلية وزينة، كما في عدة روايات عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في الكتاب المبارك ( بحار الأنوار) وغيره عندما سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أي الناس أحسن صوتاً بالقرآن؟ قال: من إذا سمعت قراءته، رأيت أنه يخشى الله وفعلا، فقد كان ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، علي بن الحسين عليه السلام هكذا، أحسن الناس صوتا بالقرآن، فقد كان السقاؤون يمرون فيقفون ببابه، يسمعون قراءته، وكان أبو جعفر الباقر عليه السلام أيضا كذلك، كان أحسن الناس صوتا، كما في رواية الكافي الشريف للشيخ الكليني عليه الرحمة والرضوان
ثانيا: الاستعاذة من الشيطان، وخاصة الرجيم، الذي هو أخبث الشياطين، نعوذ بالله منهم، فتستحب الاستعاذة، ثم التسمية بسم الله المبارك سبحانه: ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)
ثالثا: التدبر في آيات الله، والتمعن بها، وحسن التفهم والتفكر والاعتبار، وذلك يكون بالقراءة المتأنية الهادئة الموجهة، مع تكرار الآية أكثر من مرة، إذا احتاج الأمر، لأن الهدف الأساسي من التلاوة هو التفهم والعمل، ولا خير فيما دون ذلك ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبّروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) وروي عن علي عليه السلام قوله: ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه وهذا الإمام الصادق عليه السلام يبين لنا بوضوح معنى التدبر وحق التلاوة، بحيث أنه عليه السلام يفصل الأمر تفصيلا، فيقول: يرتّلون آياته، ويتفهمون معانيه، ويعملون بأحكامه، ويرجون وعده، ويخشون عذابه، فيتمثّلون قصصه ويعتبرون أفعاله، ويأتون أوامره، ويجتنبون نواهيه
رابعا: الخشوع، ولعل أرقى حالات الخشوع في القراءة القرآنية الشعور وكأن آيات الله تتنزّل الآن علينا، وكأننا نحن المخاطبون بها مباشرة، أو كأننا نقرأ الآية للمرة الأولى، ولم نسمع بها قبلا هذا الشعور، وهذه الطريقة مجربان عند أهل الإيمان، وعلينا الالتزام بها إلى أن نصل إلى درجة إن وفقنا الله إليها، كلما مررنا بآية فيها ذكر للجنة بكينا رغبة فيها وشوقا، وسألنا الله الجنة، وكلما مررنا بآية فيها ذكر للنار بكينا رهبة منها وخوفا، وتعوذنا بالله منها وهكذا هم المتقون حقا: ( أما الليل، فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن، يرتلونها ترتيلا، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء دائهم، فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا، وتطلعت نفوسهم إليها شوقا، فظنوا أنها نصب أعينهم، وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم )
خامسا: الترتيل، والمقصود به القراءة المتأنية التي تبين الكلمات والآيات بوضوح، ويخالف الترتيل العجلة والسرعة ( ورتل القرآن ترتيلا)
| |
|
فاطمة الزهراء المدير العام
عدد المساهمات : 1508 السٌّمعَة : 249 تاريخ التسجيل : 15/06/2011
| موضوع: رد: كيف نتلو القران الكريم السبت 4 أكتوبر - 20:22 | |
| | |
|