رجل من زمن جميل المشرف المميز
عدد المساهمات : 3688 السٌّمعَة : 453 تاريخ التسجيل : 03/03/2011
| موضوع: لديك ( 1 ) رسالة لم تقرأ يا قلبى الخميس 11 يوليو - 0:13 | |
| لديك ( 1 ) رسالة لم تقرأ
رسالة : إنّ قِطارَ الحيَاةِ الذي يَحملُنا مُمتلئ بالكَثيرِ من الرسائل الواردة والتي لم تُفتح بَعْد ... لو أمْكَننا فقط أن نتأملهَا . دُروس وعِبَر أكتُبهَا خالصةً من قلبي إلى " قلبي " قبلَ قُلوبكم , بل كَتَبتُها فأسألُ الله لها نماءً في قلبي وحياةً بقربكَ كمَا تُحبّ ربي وتَرضَى .
" أن تَضع على قائمة أولوياتك حبّه ... ثمّ حينَ الشّدائدِ لا تُولّه لا تَرْعَه , لهُوَ حقاً أمر مُحزِن ! "
تأملتُ حَالَ الدّنيا فرأيتهَا دُنيا غَريبَة وأعجبُ مَا وَجدتُ فيهَا , تلكَ المُضغَة التي لِصغرهَا قد لا نَكتَرِث لها , بينمَا أشارَ إليهَا حَبيبُنا المُصطَفى أن لوْ صَلُحت لصَلُحَ الجسد كلّه .
وأعْجَبُ ! ... من قَلبِ إنْسَانِ يدّعي مَحبّة الله - وأوّلهم قلبي - ثمّ عندَ الشّدائدِ يَنكشفُ الغِطَاء , ويَنْقشعُ السّيل عَن زبدِ الخِدَاعِ والرّيبْ ربّما تَعَاظمَ الكذب على النّفسِ بمحبّتهِ حتى آلفته وصدّقته قولاً مُجرداً من كلّ إحْسَاسٍ أو فِعل , أو رُبّما حَفظتُه حِفظاً دُونَ فهمٍ للمَعْنى .
,
يا قلب : " أن تَقُول أعلمُ ثمّ لا تُقدِمُ خُطوَة , لأنتَ تَجهلُ حقّاً ! وأنْ تَقُولَ أدري ثمّ تَرْجِعُ خُطوة لأنتَ أحمقُ فعلاً "
كم ادّعيتَ محبّة الله ... وكُلّ جَنباتك تَمتلئُ , وتَنبِضُ بِه , تَدقّ نَواقيسَ المَحبّة شَرفاً تُعلنهَا لأوردةٍ قُلتَ يوماً بأنّها لَه ! ثمّ عِندَ أوّل ابتلاءٍ انْشَقت أوديَةُ الحُزنِ تَبتَلعُ الأخضرَ واليَابِس , وما به تُولي شَطركَ لليأسِ وكأنّك نسيت أطيبَ كلامِه الذي مِنه : " ولا تَيْأَسُوا مِنْ رَحْمَةِ الله , إنّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ روُحِ الله إلا القَوْم الكَافرُون " ( يُوسف : 87 )
كمْ تَدّعي مَحبّة الله ... تُعلنُهَا أبداً في البيدَاءِ ... تَتَنفسهَا ضُلُوع ! ثمّ حينَ تُخيّرُ بينَ اثْنَيْنٍ مُتنَاقضين لا يَجتَمِعانِ في قلب مُؤمِن مَوجُوع أصْعَبهما عليك أحبّهما إلى الله , تُغبرُ شعرَ رأسك تَختار ُالأيسَرَ - بل الأسْوَء - خَوفَ المَشقّة التي تَرَاها إنّما - تتوهما - ورُبّما تَقُول وقتها أنّي لا أسْتَطيع ! [SIZE=6
وأنت الذي قالَ يَوماً ... يا ربُّ مَهما تَكالبَت عليّ الدّنيا سأكونُ كمَا تُريد .
كم تدّعي مَحبةَ الله ... تَملئُ أسمَاعك مِنْهَا , وتَشعرها تَتغلغلُ في شِريَانِ القَلب ثمّ حينَ تَخلُو وَحيداً - ومَا خَلوتَ بل عَليكَ رَقيبُ - تُشبِعُ أوصالك مَعصيةً , والعَجبُ أنّكَ تَذكرُ أنّ الله حَسيبٌ من فوق , فتقُول ربّي غَفُور وتَمضي وكأنّ ذنباً مَا كانَ في ذاكَ الدّرب !!
كمْ تَدّعي يَا قلبُ محبّة ربكَ ... وتَكتبهَا في صَبَاحاتِ يَومِكَ حَتى إذا آلَ المَسَاء تَكُون قد اغْتَبتَ , وشَتَمتَ , وأسأت , وكَذبت , وظَلَمت , وَعَصَيْت , وسَببتَ , وأكلْتَ من الحقُوقِ مَا أكلتَ ... وبعدَ هذا تَقُولُ ربّي وأنتَ لم تَتُب بعد !
كم تَدعي محبّة الله ... تَشكُرهُ على أفضَالهِ ونَعمائهِ , ثمّ حينَ يَطْرُق بابكَ سَائلاً / مُحتاجاً / طَالباً ... تَنهرهُ وتذمّه , وتَدْفَعُه عن بابكَ , تَشكُو الله منه ! والله الذي أعْطَاكَ يَومَ طَرقت أبوابه فقيراً , سَائِلاً , ودَائِماً مَا تَفعل يَقول : " وأمّا السّائلَ فَلا تَنْهَر " ( الضّحَى : 10 )
كم تَدّعي مَحبّةَ الله ... تَسْألهُ صَلاحَ الذّرية وزِيادَتها ... ثمّ حينَ تُبتَلى بمَوتِ أحدِها تَشقُّ الثِيَابَ صَارِخَاً , وَتَنُوحُ مُفرِطاً في الحُزنِ الحَلال , وَرُبّما غَفلت عَن ( يَا ربّي اخلفني في مُصيبَتي خيراً منْهَا ) والتي كُنتَ تَقولها يوماً كَبلسمٍ لجُرحِ صَديقٍ فقدَ حَبيب !
كَم تَدّعي مَحبةَ الله ... تَلْهُو في مَتَاعِ الحياةِ الدّنيَا , ثمّ حينَ تُصابُ في نَفسك تَنهالُ رجاءً , ودُعاءً , تَملئُ أنفَاسكَ أدعيةً كضمادٍ لنُدوبِ جُروحِ الرّوح وتُوصيهَا بل تَعِدُ باريهَا اسْتقَامةً من بَعدِ شفاءٍ يَلُوح , حتى إذا أنعمَ عَليكَ وشَافاك عُدتَ ضحيّةً لهَوى طَالمَا أغراكَ !
وكَمْ تَدّعي مَحبةَ الله ... تَنسَابُ رقْرَاقاً كأجملِ مَا يَكون بينَ رِفقتك , وزُملائِكَ , وأصحَابِكَ كَريمٌ , عَطُوفٌ , حَنُونٌ... حَتى إذا جئتَ أهلكَ كشّرتَ عن أنيابِ الغَضبِ المَخزون , لا يُعجِبكَ العجب , وسيّدُ المُرسَلينَ يَقول : " خَيرُكم خَيرُكم لأهله "
وَكم تَدّعي مَحبّتهُ ... تَقُولُ أنْ لَو يَمنّ الله عليّ بكذَا ؛ لفعلتُ كذَا وَكَذا حَتى إذَا أكرمكَ وأنعمَك , اسْتَخدَمتهَا فيمَا لا يُرضِي ربّكَ , وأعنتَ هَواكَ على رُوحٍ اسْتَوت منْ شدّة خَطَاياكَ !
وكَم , وكَم , وكَمْ مِنْ هَذَا يَا قلبي ... تَرْدُمكَ حيّاً غَافِلاً حتى تَندمُ في يَومٍ لا يَنفعُ فيهِ النّدم ! والحبرُ مُسترسلٌ لو شَاءَ ربّي , لكنّ الأنْفَاسَ خَجِلَت ! ضَاقَت منْ صَدرٍ يَبتلعُ قولاً لا يَفْعَل , اكْتَفت , اكْتَفت من أنْ تظلّ تَكذبُ لا تسْاَل !
وأعجبُ أن تَقول : أن في كُلّ مثقَالِ ذرّةٍ في قلبي مِنْ خَيرٍ لهَا وَزنٌ يومَ المِيعاد ( يومَ تلقَاه ) فلا تَقلَق !
وأقولُ لكَ يا قلبي : [ وهَل تتَحملُ نارَ جهنّمَ التي أوقدَت حتى اسودّت ؟ ونارُ الدّنيَا التي إنْ لامستكَ صَرختَ تَأوهاً تَشكُو الألم ؟! أوَ تتحَمل ؟! ]
والآن افْعَل مَا شِئْت !
[ رِسَالَة وَرَدتكَ لمْ تَقرأهَا بَعْد ]
فانْظُر يا قلبي في صُندوقِ وَاردك , قبلَ أن يَفيضَ زَحماً ويَردمك ( ولمَن شَاء ) أنْ يَخطّ رسائلَ لقلبهِ هنا فمِنْهَا نعتَبِر , وفيها رُوحٌ تَفتَخِر | |
|