حوار مع فتاة تحب الزينة وتعشق الجمال وترفضل الحجاب
كاتب الموضوع
رسالة
رجل من زمن جميل المشرف المميز
عدد المساهمات : 3688 السٌّمعَة : 453 تاريخ التسجيل : 03/03/2011
موضوع: حوار مع فتاة تحب الزينة وتعشق الجمال وترفضل الحجاب الأحد 10 فبراير - 0:12
حوار مع فتاة تحب الزينة وتعشق الجمال وترفضل الحجاب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على الحبيب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، المبعوث رحمةً للعالمين ، وبعد
فبهذه الفتاة الطيبة القلب التقيت، وودِدتُ أن أحدِّثها عن الحجاب وما تشعر به الفتاة من راحة ، و سَكينة ، وسعادة بعد ارتداءه ، ولكنها قالت: " أرجوكِ لا تحدثيني عن الحجاب
فهو يُخفي جمالي، وأنا أحب الجمال "!! فقلت لها:" بالطبع يا غاليتي، فهذا أمر طبيعي، ولا ألومك على ذلك، فقد فطر الله تعالى المرأة على ذلك، ولكن هل من الضروري إظهار كل جمالك أمام كل الناس؟ ألا يكفيك أن تُظهري نصفه فقط؟ إن الحجاب لا يُخفي سوى نصف جمالك، ولكنه مع هذا- إن صدَقَت نيَّتك لله تعالى- يُضفي عليكِ جمالاً آخر، إنه جمال ملائكي ...ليس هذا فحسب، إنه أيضا يُضفي عليكِ نوراً ربَّانيا يزيدك جمالاً وتألُّقاً
وفوق كل هذا فثوابك الخلود في الجنة إن شاء الله ...و ما أدراكِ ما الجنة!!!
فبالإضافة إلى نعيمها الدائم الذي لا ينتهي،
فأنت هناك تكونين أجمل من الحور العين!!!
هل سمعتِ بهن ؟ قالت : نعم بالطبع... ولكن كيف؟ قلت: إن الحور العين يا غاليتي خُلِقنَ طائعات لله ، فليس لهن اختيار...أما أنت فلك أن تختاري طاعة الله أو معصيته، هذا مع وجود: هــواكِ ، و نفسك الأمَّارة بالسوء، وشياطين الإنس والجِن!!!
فإن حاربتِ كل هؤلاء وآثَرتِ مُراد الله على مُرادك كان جزاؤك أن تكوني أفضل من الحور العين جمالا ُوبهاءً و تألُّقاً، بل ومكانة أيضا فالحَوراء تكون لكِ خادمة؛ وأنتِ سيِّدتها...كما أن جمالك في الجنة يزداد كل يوم جمعة من كل أسبوع...وهذا لأنك أطعتِ الله باختيارك، وقاومتِ كل المغريات التي تبعدك عن طاعته .
قالت : ما أجمل هذا الكلام ، أنا أسمعه لأول مرة ... ولكني أيضا أعشق الزِّينة !!!
قلتُ: نعم وهذا أيضا ًأمر طبيعي، فقد فطر الله تعالى المرأة على حُب الزِّينة، واستنكر على الناس أن يحرِّموا عليَّ عباده التزيُّن، والاستمتاع بما أحل الله ... والدليل قوله سبحانه:
" قُل مَن حرَّم زينةً الله التي أخرج لعبادهِ والطيِّباتِ من الرِّزق"؟!!
و لقد منَّ الله على بني آدم كلهم بلباس الزينة حين قال عز شأنه: " يا بَني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يُواري سوءاتكم وريشاً ولباسُ التقوى ذلك خير" [الأعراف:26].
يقول أهل العلم: لقد اختار الله سبحانه الريش لأنه لا يوجد في أجناس الحيوان كلها مثل الطير في كثرة أنواع ريشها، وبهجة مناظرها، وتعدد ألوانها وأناقة مظهرها ...فهي جامعة لجميع أنواع المنافع والزينة إذن لا اعتراض على حبك للزينة ، ولكن الاعتراض على من تَظهرين أمامهم بزينتك ،
فالله سبحانه لم يحرمك من إظهار الزينة الخارجية مثل الِقرط، والقلادة ، و الإسورة أمام المحارم (الوالد ، والأخ، والأخ من الرضاعة، والخال والعم،والزوج ،ووالد الزوج ،والابن، وابن الزوج ،وابن الأخ ، وابن الأخت )...أما الزوج فلها أن تُظهر أمامه ما تشاء من زينة وجمال. فالله –ربُّك - جميلٌ يحب الجمال ،
تريدين الدليل؟
قالت : نعم
فقلت: إذن استمعي معي إلى هذا الحديث الشريف: قال رسول الله صلى الله عله وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر . قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونَعْلُه حسنة . قال : إن الله جميل يحب الجمال . الِكبْر بَطَر الحق و غَمْط الناس " حديث صحيح رواه مسلم
إذن تزيَّني كما شِئتِ في بيتك ، ولك أن تُظهري الزينة الخارجية أمام المحارم فقط ، حتى يمُن الله تعالى عليك بزوج صالح تتزينين له كما تشائين ... أما إظهار الزينة كلما خرجت من منزلك، فإنه يجعلك مطمعا لكل مَن هبَّ ودب!!!
وقبل أن ترد عليَّ وضعتُ يدي في حقيبتي، و نزعت الورقة عن إحدى قطع الحلوى الكامنة بداخلها، ثم تناولتُها مع قطعة أخرى، وقدمتهما لها ...فتناولَت القطعة المغطَّاه. فسألتُها: لماذا لم تتناولي الأخرى؟!!! فتعجبَت و قالت: لأن التي تناولتُها نظيفة ، ومضمونة أكثر .
قلت لها: وكذلك أنت يا قطعة الحلوى الغالية، كلما ستَرْتِ جمالك وزينتك عن الغرباء كلما زادت قيمتك وصار الرجل يراك "طاهرة، و مضمونة أكثر"!!!! فكما نصون قطعة الحلوى من الأتربة والذباب وغير ذلك بغطاءها، كذلك يصونك الله تعالى من عيون العابثين و اللاهين.. بهذا الحجاب .
قالت : نعم معك حق فيما تقولين...و لكن –بصراحة- يعز عليَّ كثيراً أن يقل جمالي بسبب الحجاب. فقلت: نعم يا زهرتي قد يقل جمالك، ولكن ليس في كل الأحوال؛ فبعض المحجبات يكنَّ أكثر جمالاً بالحجاب، خاصة حين يعمُر الإيمان القلب فيمتلىء الوجه نوراً وبهاء...
وتذكَّري أن الجنة هي سلعة الله، والله تعالى سلعته غالية ؛
وأن الجنة محفوفة بالمكارِه ، كما أن النار محفوفة بالشهوات...فلا تظني أن الطريق إلى الله سهل ممهد ...فكلما تعبتِ منأجل إرضاء ربك كلما ارتفعت مكانتك في ا لجنة وكلما ازدَدْتِ سعادة في الدنيا والآخرة فالبطولة الحقيقية هي أن تتخطي كل العقبات حتى تصلي إليه سبحانه، و لسان حالك يقول:" وعجلتُ إليك ربِّ لتَرضى"...فتكوني من الأبرار الذين قال الله تعالى عنهم: " إنََّ الأبرارَ لفي نعيم ،على الأرائكِ ينظرون، تعرف في وجوهِهم نَضرةَ النعيم،يُُسقَون من رحيقٍ مختوم،خِتامُه مسكٌ،وفي ذلك فليتنافس المُتنافسون" المطففين2 2-27
و ما رأيُكِ لو اعتبرتِ الحجاب صَدَقة ببعض جمالك، شُكراً لله على هذا الجمال ؟ فكما نؤدين زكاة المال بإنفاق بعضه وكما نؤدين زكاة العلم بتعليم الجاهلين، وكما نؤدين زكاة الصحة بإعانة الضعفاء...كذلك نؤدين زكاة الجمال بإخفاء بعضه ابتغاء مرضاه الله .
قالت:إنها فكرة حيدة...ولكن أعتقد أن الحجاب يتسبب في سقوط الشعر ،أليس كذلك؟ قلت: لك أن تعلمي أن هذا القول غي صحيح، والدليل قول الدكتور"محمد ندا" عن" تأثير الحجاب على صحة وسلامة الشعر:"
"الحجاب حماية للشعر،فقد أثبتت البحوث والتجارب أن تيارات الهواء وأشعة الشمس المباشرة تؤدي إلى فقدان الشعر لنعومته وشحوب لونه ، فتصبح الشعرة خشنة باهتة اللون،كما ثبت أن الهواء الخارجي(الأكسجين) وتهوية الشعر ،ليس له أي دور في تغذية الشعر،ذلك لأن الجزء الذي يظهر من الشعر على سطح الرأس وهو ما يعرف بقصبة الشعر،عبارة عن خلايا قرنية (ليس بها حياة )وهي تستطيل بانقسام برعم الشعر الموجود داخل الجلد...وهذا الجزء النشيط والذي يؤدي انقسامه إلى استطالة الشعر بمعدل نصف ملليمتر كل يوم، يحصل على غذائه من الأوعية الدموية داخل الجلد ،ومن هنا نستطيع القول بأن صحة الشعر تتبع صحة الجسم عامة ...وأن أي شيء يؤثر على صحة الجسم من مرض أو نقص في التغذية يؤدي إلى ضعف في الشعر. وفي حالةارتداء الحجاب، يجب غسل الشعر بالصابون أو الشامبو مرتين أو ثلاثاً في الأسبوع حسب درجة تدهن البشرة. بمعنى أنه إذا كانت البشرة دهنية فينبغي غسل الشعر ثلاث مرات في الأسبوع وإن كان غير ذلك، فيكتفي بغسله مرتين أسبوعيا.. و ينبغي ألا يقل عن هذا المعدل في كل الأحوال.. إذ إنه بعد مضي ثلاثة أيام تبدأ الدهون في التحلل إلى أحماض دهنية، وهذا يؤدي إلى كسر قصبة الشعر ؛ أي : تقصف الشعر"
قالت :لماذا أرتدي الحجاب، بينما يرتدي الشاب أو الرجل كما يحلو له ؟
قلت لها ، معك حق في هذا السؤال ،ولكن لعلك تعلمين أن الله تعالى أمر الجميع- بمنتهى الوضوح - بغض البصر، لأن ذلك خير لهم في قوله تعالى : " قُل للمؤمنين والمؤمنات يَغُضوا من أبصارهم ، ويحفظوا فروجهم، ذلك أزكَى لهُم ، إن اللهَ خبيرٌ بما يصنعون" (سورة النور- 30)
فإذا ارتديتِ الحجاب وأصر الشاب أو الرجل على أن يتطلع إليكِ فالذنب عليه مادمتِ محتشمة، تَغُضِّين بصرك ، و تمشين بوقار واحترام . كما أن الرجل ليس له مطلق الحرية كما تطنين ، فله عورات هو الآخر وعليه محظورات.. فينبغي أن يكون لباسه ساتراً للعورة ، فلا يرتدي الثياب الضيقة التي يسمونا (سترِتش ) ، ولا يرتدي البنطلون الضيِّق الذي يصف عوراته ، بل يغطيها بقميص أو أي رداء آخر واسع ساتر، كما ينبغي أن يرتدي البنطلون واسعاً أيضا ... هذا إن لم يرتدي الجلباب مع السروال .
قالت : ولكني أظن أن الحجاب سيعوق حركتي!!!
قلت : يا أخيتي "لقد لقيَت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة كفيلة بأن تصون عفتها، وتجعلها عزيزة الجانب، سامية المكان، وإن الشروط التي فرضت عليه في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة ،
وهذا ليس تقييداً لحريتها بل هو وقاية لها من أن تسقط في درك المهانة، ووحل الابتذال، أو تكون مسرحاً لأعين الناظرين"( 6)
كما أن الحجاب لا يتقيد بلباس معين وإنما هو كل ما يستر العورات ولا يصفها أو يشف عنها، فلك أن ترتدي ما يناسب حرية حركتك مما يحقق الحجاب الصحيح،
وتذكري أن أمهات المؤمنين والصحابيات كن يتحركن بكامل الحرية: يسافرن، و يحاربن مع الرسول صلى الله عليه و سلم،و يعالجن الجرحى، و يمارسن شتى الأنشطة في الحياة،دون أن يعيقهن الحجاب عن الحركة...فالمشكلة لا تكمن في الحجاب إذن!!!
ولكن القيود الحقيقية هي التي جاءت في الآية الكريمة:" إذِ الأغلالُ في أعناقِهم والسلاسلُ يُُسحَبون"!!!
قالت هذا حقيقي أعوذ بالله من هذه الأغلال.... ولكني أخشى أن أفقد أناقتي بعد الحجاب!!
قلت : لقد كان هذا الاعتقاد الخاطىء يا حبيبتي يسود بين الفتيات ولكن الآن- بعد أن امتلأت المحال التجارية بأزياء المحجبات من شتى الموديلات،والألوان ،وأنواع الأقمشة،حتى أن غير المحجبات قد أقبلن على ارتداءها من شدة أناقتها - لم يبقَ لك من عذر!
ولا تظني أن الإسلام يريدك رثَّة الثياب سيئة المظهر،ولك أن تراجعي سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي كان نظيفاً يدعو للنظافة ،أنيقاً يدعو للأناقة،وعلى الرغم من هموم ومشاغل أمته كان يحرص على التطيُّب مع أن عَرَقه كان أطيب من الطيب،وعلى دهن شعره ولحيته ليكونا في أبهى منظر!!
فالمسلم قدوة لغيره،لذا يجب أن يكون أنيق المظهر ، أنيق التصرفات.
ولك أن تستمعي لما قالته( "فابيان "أشهر عارضة أزياء فرنسية سابقا ؛ بعد أن هداها الله للإسلام: " لولا فضل الله علي َّو رحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته و غرائزه بلا قيم و لا مبادئ ") لقد قالت ذلك بعد أن ارتدت من أفخر ا لثياب ما لا تحلم به أية فتاة، و جربت من خطوط الموضة ما تتوق له أ ي امرأة،
،ولكنها أدركت أن كل ذلك سرا ب خادع، وأن نهاية الإنسان -لا محالة- للحساب ،جعله الله تعالى لنا ولك يسيراً إن شاء الله.
قالت: نعم لقد تحمَّستُ قليلاً للحجاب، ولكن ؛ لا أُخفي عليكِ أنني أخشى أن أبدو أكثر وزنا ،أو تختفي رشاقتي بعد الحجاب !!
قلت مازحة :يا لَكِ مِن مُراوغة ...نعم ؛ هذا حقيقي ؛ ولكن ما يضيرك أن يحدث هذا؟
إن الدنيا يا غاليتي سُوَيْعات قلائل وستمر؛ فإن أنت صنتِ رشاقتك عن أعين الناظرين أبدلك الله في الجنة بقوام ورشاقة خير مما عندك، وإن لم تفعلي احترقَتْ رشاقتك هذه في النار وذابت ثم عادت ثم احترقت...و هكذا؛ فما رأيك؟!!!
قالت: أعوذ بالله من النارنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة ...ولكني أقوم –والحمد لله - بالكثير من الطاعات وقلبي مطمئن بالإيمان، فما دخل اللباس ؟ إن الحجاب حجاب القلب !
قلت: لعلك تعلمين أنه:" لا يقوم بهذا الدين إلا من أحاطه من جميع جوانبه"
أي أنه عليك أن تتقبلي كل أوامر الله ورسوله وتنتهي عن نواهيهما، و لا تكوني كالذين قال الله تعالى عنهم:" أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ في الحياة الدنيا،ويوم القيامة يُرَدّون إلى أشد العذاب"(البقرة-85)
ثم (أما تقرئين قوله تعالى: { و إذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ، ذلكم أطهر لقلوبكم و قلوبهن} لقد نزلت الآية عن أمَّهات المؤمنين، وتقول:أطهر لقلب خديجة، و زينب ، و عائشة - رضي الله عنهن - فهل أنت أطهر قلبا منهن ؟؟
وتذكري أنك تشبهين –بعدم حجابك مع فعل الطاعات-مَن تحمل قِربة من الحسنات ولكنها مثقوبة!!!
فلا تضيعي أعمالك الصالحة بسبب كل من يراك بغير الحجاب في كل مكان،
ولك أن تقارني عدد من رأوك من غير المحارم كل يوم بعدد ما اكتسبت من الحسنات،هل يستويان؟!!!) نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة و لعلك تلحظين أن أمر المرأة بالحجاب فيه( تلميح إلى معنى أصيل في الفطرة الإنسانية وهو أن الأصل الستر بينما الكشف هو الاستثناء؟!! ولم لا، وقد كانت أول فتنة إبليس لآدم وزوجه في الجنة في اللباس، حتى لقد طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة؟ إذن فالحياء معنى من معاني الحياة، وهو مركب في ذلك المخلوق المكرَّم؛الذي أُنزل الله إليه اللباس ستراً والرياش زينة ؛كما أُنزل له الهدى برا وتقوى، فقال تعالى: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتِكم وريشا ولباسُ التقوى ذلك خير)
قالت : ولكني ما زلت غير مقتنعة بالحجاب ، فهل هو فرضٌ أم سُنَّة ؟
قلتُ: أولاً: إن عدم اقتناعك بالحجاب ينقض إسلامك ويُنقصه والعياذ بالله، لأنك بانتسابك لدين الإسلام أعلنت استسلامك لأوامر الله ،
ولقد اختبر المولى سبحانه سيدنا إبراهيم في ابنه الذي رزقه به على كبر، بعد أن حُرم من الولد، فلما بلغ أشده أمره بذبحه، فهل تردد وطلب من أحد أن يقنعه؟
هل كذَّب نفسه وقال تلك الرؤيا كانت أضغاث أحلام؟
وهل تردد إسماعيل أو حاول الهرب؟
وهل اعترضت هاجر المؤمنة الصابرة؛ على الرغم من محاولات الشيطان معهم جميعا؟
وهل كانوا يعرفون السبب؟!
لقد اختُبر إبراهيم في فلذة كبده فاستسلم وأطاع، أفلا تطيعين في الحجاب؟!!!
من الأفضل أن تعترفي بضعف إرادتك أو عدم قدرتك على ارتداء الحجاب؛وتطلبي من الله العون؛ فذلك أهون من أن ترُدي على الله أمره وتقولي: " أنا غير مقتنعة"
فنحن لسنا مكلفين بالاقتناع بأوامره سبحانه وإنما بطاعته؛يقول الله سبحانه وتعالى:
" و ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخِيَرَة من أمرهم"؛ فلا تكوني كالذين قالوا " سمِعنا وعصينا" والعياذ بالله!! نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة أما مسألة الفرض والسنة، فلك أن تطالعي آيات الحجاب الواضحة الصريحة التي فصّلها الله سبحانه في القرآن تفصيلاً ،يقول الله تعالى: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن ،ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)
و لعلك لا تريدين التخلف عن ركب المؤمنين الذين قال الله تعالى فيهم: ((إنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إذَا دُعُوا إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ)) [النور: 51] . فإسلامك يعني الاعتراف بالبعث بعد الموت والحساب يوم القيامة ،فماذا أعددتِ لهما؟
قالت : آهٍ منك!!! لقد اقتنعت الآن، وأستغفر الله العظيم مما قلته منذ قليل...ولكني أعلم أن والدتي سوف تمنعني من لبسه إذا أردت ذلك ، فهل أعصي أمي ويكون مصيري النار؟
قلت : لن أجيبك على هذا السؤال يا حبيبتي، ولكني سأترك الرد لأكرم خلق الله، رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الذي قال : ("لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"
"فإن مكانة الــوالــدين في الإسلام ـ وبخاصة الأم ـ سامية رفيعة، بل ان الله تعالى قرنها بأعظم الأمور ـ وهي عبادته وتوحيده ـ في كثير من الآيات، كما قال (تعالى): ((وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَاناً)) [النساء: 36].
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة فطاعة الوالدين لا يحد منها إلا أمر واحد هو: أمرهما بمعصية الله ، قال تعالى : ((وَإن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا)) [لقمان: 15].
ولا يمنع عدم طاعتهما في المعصية من الإحسان إليهما وبرهما؛ قال (تعالى)(وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً))
،ولكن-مع كل هذا - طاعتها في معصية الله غير جائزة...فكيف تطيعين أمك و تعصين الله الذي خلقك وخلق أمك ؟
قالت : شكراً لك على هذا الإيضاح.. ولكن زيديني فيما يتعلق بهذا الأمر، إن لي صديقة فوجئت بعد زواجها بأن زوجها يطلب منها أن تخلع الحجاب؟ قلت لها: نعم إن هذا يحدث للأسف، ولكن قولي لها: " هل يضمن لك زوجك الجنة؟ " إن كانت الإجابة هي نعم ، فلا بأس من طاعته، و لكن أن يكون الزوج سلمك لجهنم، فهذا مالا أرضاه لك ولا ترضينه لنفسك بالطبع!
وتذكري –مرة أخرى - قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، فزوجك عبد ضعيف فاني عاجز لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرا ًولا موتاً ولا حياةً ولا نُشورا، ناصيته بيد الملِك،فسِيري في طاعة الملِك يطعك كل شيء ، فقلوب العباد -ومنهم زوجك- بيده تعالى...أما إن أصر هذا الزوج على موقفه فلا تربطي مستقبلك في الدنيا و مصيرك في الآخرة به، فلا خير فيه إن كان عاصيا لله ؛ والله قادر على أن يعوضك خيراً منه ، إن لم يكن في الدنيا الفانية ففي الآخرة الباقية إن شاء الله.
قالت : ولكن ألا يجعل الحجاب الزوج يرى الفتيات والنساء الأخريات أجمل من زوجته؟!!
قلت :إحترسي يا بنيتي فإن هذا القول من مداخل الشيطان !!
وتذكري يا عزيزتي أننا قلنا في بداية حوارنا أن الحجاب مطلوب أمام غير المحارم فقط؛ أنك في بيتك تستطيعين أن تظهري جمالك لزوجك كما تشاءين، بل هو فرض عليك أن تتزيني لزوجك ، كما أن جمال وجهك ليس هو كل المطلوب للاحتفاظ بحب زوجك، فجمال الروح، والعقل ،وحسن الطبع يزيدونك جمالاً وجاذبية.
و للشيخ محمد متولي الشعراوي-رحمه الله- قول لطيف في هذه المسألة، يقول:
" لو أن كل امرأة التزمت بالحجاب الشرعي –كما أراد الله- وسترت مفاتنها إلا عن محارمها، لظل كل زوج معجباً بزوجته،و لأصبحت الزوجة أجمل من يرى من النساء،لأنه لا يرى مفاتن الأخريات،وفي هذا حماية لزوجك وأزواجهن! فإن صانت المرأة أزواج الأخريات بستر محاسنها، ستر الله عن زوجها محاسن الأخريات فأصبحت في عينيه أجمل النساء!!!"
قالت : ولكن ألا ترين أن الحجاب يكلِّفني مادياً أكثر من ملابس التبرج ،فالعباءات غالية الثمن ،وتفصيلها يتطلب كمَّاً أكبر من القماش،هذا ناهيك عن أغطية الرأس. قلت : نعم يا زهرتي الغالية ...هذه حقيقة ولكن ألا يستحق المولى سبحانه الذي أنعم عليك بنعم لا تحصى أن تضحي من أجله بخزانة ملابسك، ويكون ثوابك أن تصبري على البدء بثوب أو ثوبين حتى تمتلىء خزانة ملابسك،ويكون ثوابك رضوانه وأمانه؟
إن ما تنفقين من أجل طاعته تعالى هو في سبيل الله، وأنه لابد سيجزيك عنها خيرا في الدنيا والآخرة...كما أن ملابسك وكل ما تملكين هو من رزقه تعالى،فهل تنفقين رزقه في معصيته؟!!!
ثم( هل تعلمين يا حبيبتي أن المرأة المسلمة لا يجوز لها الخروج من المنزل بأي حال من الأحوال حتى يستوفي لـبـاسـهـــــا الشروط المعتبرة في الحجاب الشرعي والواجب على كل مسلمة تعلُّمها فنحن جميعا نحرص على تعلم أمور الدنيا ولكن لا يصح أن ننسى الأمور التي تنجينا من عذاب الله وغضبه بعد الموت ، ألم يـقـل الله تعالى : ((فَاسْأََلُوا أََهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) [النحل: 43]،
فهل لك با غالية أن تتعلمي شروط الحجاب؟!
.إن الحجاب الذي يُرضي ربك الكريم هو : 1- الذي لا يصف أياً من ملامح جسدك الغالي(أي أن يكون فضفاضا ً) ، فلا يظهر منك إلا الوجه والكفِّّين ، ولكن بدون زينة أو مساحيق .
2- ألا يكون شفافاً يكشف ما وراءه،
3- ألا يكون لا فتاً للنظر ....سواء بلون مُبهر ، أو حِلية لافتة ،
4- ألا يكون مُعطَّراً.
فإذا كان لا بد من خروجك ،فــلا تخرجي إلا بالحجاب الشرعي؛ إرضاءً للرحمن، وإذلالاً للشيطان؛ لأن مفسدة خروجك بدون حجاب أكبر من مصلحة خروجك للضرورة. فلو صَدَقَتْ نيّتُك يا بنيتي وصـحّـــتْ عـزيـمـتُـك لامتدت إليك ألف يدٍ خيِّرة، ولسهل الله تعالى لك الأمور !
أليس هو القائل : ((وَمَن يـَـتَّـقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))( الطلاق: 2، 3 )( 9)
والدليل هو هذا العدد الكبير من المحجبات ، لك أن تسألي واحدة منهن كيف امتلأت خزانة ملابسها تدريجياً بعد الحجاب،لعل جوابها يريحك.
فبدا عليها الاقتناع ، ثم أردفت : إن صديقة لي ترتدي الحجاب، إلا أن ملابسها ضيِّقة ، فما رأيك؟
قلت : لا تسأليني عن رأيي، بل عن رأي الدين.....فقد تكون صديقتك ترتدي هذه الملابس الضيقة بسلامة نية أو عن غير علم كاف بالدين، ولكن ينبغي لك أن تنصحيها بأن تستبدل ملابسها بغيرها مما يرضي الله ورسوله،حتى لا تكون-والعياذ بالله- من الذين يستبدلون " الذي هو أدنى بالذي هو خير"...
فالملابس التي تصف العورات مثل البلوزة الضيقة ، أو البلوفر القصير ، أو البنطلون الضيق لا يصح للفتاة المسلمة أن ترتديها لسبب بسيط وهو أنها تكشف عن عورات لا يصح للأخ أو الأب أن يراها ....فما بالك بكل الناس في الطريق؟!!! قالت: " نعم ، إنها لا تقصد ذلك بالطبع..ولكن ماذا عن حرارة الجو في فصل الصيف ؟! أنا بطبيعتي لا أحتمل الجو الحار ، فكيف إذا لبستُ الحجاب ؟ "
قلت : لعلك تعلمين يا عزيزتي كيف كان جو "مكة" والجزيرة العربية بأسرها قبل أن يكون لديهم أجهزة التكييف!!
وهل ترددت المسلمات الأُوليات في ارتداء الحجاب لهذا العذر؟ هل كانت الخيام تمنع عنهن الحر؟؟ !!!
كلا ! ولكنهن امتثلن لأمر الله مهما تكن الظروف، حباً له ،وإيماناً به... بل لعلك سمعت من إحدى المحجبات أنها لا تشعر بالحر إلا بعد أن تعود لمنزلها وتخلع الحجاب!!! فهذا والله يحدث يا بنيتي في أشد الأيام حراً، لأن مَن يتَّقِ الله يجعل له مخرجا، و لأن من ترتدي الحجاب حباً في الله لا تشعر بتبعاته، لأن حبها لله ينسيها ما تعانيه من أجله ...هذا لمن تحب الله تعالى حق الحب ،
أما من عداها فأود أن أذكِّّرها بأن حر الدنيا لن يصل في درجته إلى نار جهنم، وقانا الله وإياها منها، " قُل نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ" [التوبة: 81]
قلت: لا أظن أنك لا زلت تؤمنين بتلك الاعتقادات القديمة التي كانت تبيح للشابات أن يرتدين ما يحلو لهن بحجة أن يتمتعن بشبابهن،وأن الاحتشام يقتصر على من بلغن من العمر أرذله؛ وأن الحجاب لا ترتديه إلا كبيرات السن اللاتي أدين فريضة الحج لأنهن قد شبعن من لذات الدنيا؛وهن الآن يتهيأن للقاء الله لأن آجالهن قد اقتربت!!!
ولعلك تدركين بالمنطق أن الشابة أولَى بستر محاسنها من كبيرة السن،
كما أنك إذا طالعت صفحة الوفيات لفوجئت بالأعداد الهائلة من الشباب الذين انتهت أعمارهم فجأة وهم يعتقدون أن مَلَك الموت لا يزور إلا المسنِّين فقط!!!
أو الذين اعتقدوا أنه كان سيعطيهم مهلة للتوبة قبل أن يقبض أرواحهم!
وأعتقد أن الانطلاق، وممارسة الرياضة، والأنشطة المختلفة، في حدود طاعة الله ،مع النعيم الدائم في الجنة.. أفضل من المتع القليلة الزائلة في معصية الله ،التي تؤدي إلى جهنم والعياذ بالله!!!
وإذا كنا لا نطيق لمسة من نار الدنيا، فهل نطيق لحظة واحدة في جهنم؟!!!
لماذا لا تكوني من الأُوليات اللاتي يسارعن في الخيرات ويسابقن إلى طاعة الله ، فتصبحي من الذين قال عنهم سبحانه:" والسابقون السابقون، أولئك المُقرَّبون،في جنات النعيم، ثُلَّةٌ من الأولين وقليلٌ من الآخرين ، على سُرُرٍ مَوضُونَة مُتَّكِئين عليها متقابلين،يطوفُ عليهم ولدانٌ مُخلَّدون بأكوابٍ وأباريقَ وكأسٍ من معين ،لا يُصَدَّعون عنها ولا يُنزَِْفون،وفاكهةٍ مِمَّا يتخَيَّرون ولحمِ طَيرٍ مِمَّا يشتهون جزاءً بما كانوا يعملون(الواقعة- 10 )
و ما يمنعك بُنيتي عن تلبية نداء الحق: ((سَابِقُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)) [الحديد: 21]؟!!!
(إن كل يوم يمضي يزيدك من الآخرة قُرباً ،وعن الدنيا بُعدا... فماذا أعددت لنفسك بعد الموت؟
اركبي ـ يا بنيتي ـ قطار التوبة قبل أن يرحل عن محطتك .
تأملي ـ يا حبيبتي ـ في هذا العرض ...اليوم قبل الغد .
فكِّري فيه ـ يا قُرَّة عيني ـ الآن... قبل فوات الأوان!!! )(
قالت : دعيني أكون صريحة معك...أنا أفكر في ارتداء الحجاب ،ولكن بعد أن يتقدم الشاب المناسب لخطبتي
قلت :أشكرك لصراحتك...ولكن ، من هو الشخص المناسب في نظرك يا غالية ؟
أهو الدَّيوث الذي مقره النار لأنه يرضى أن يرى الغير عورات زوجته؟
إن من يتقدم لخطبتك وأنت سافرة يعنى-في الغالب- رضاه عن ذلك ، وإن حاولت ارتداء الحجاب بعد الزواج،فسوف يعترض ويحاربك،لأنه يريدك كما رآك أول مرة،فهل تفضلين رضاه على رضا الله عز وجل؟ وهل تبيعين الجنة بزوج لا يطيع الله فيك؟ أما إن اختارك الشاب وأنت تزهين بحجابك،
فهذا يعني موافقته الضمنية على ذلك ويعني أنه تقي إن أحبك أكرمك ، وإن كرهك لم يظلمك. وتذكَّري أنك إن بنيت حياتك الزوجية على أساس من معصية الله ،فهل تعتقدي أن تنجح هذه الزيجة؟؟ كما أن الزواج نعمة من الله يعطيها من يشاء، فكم من محجبة تزوجت، وكم من سافرة لم تتزوج؟!!! وإذا قلتِ: "إن عدم ارتدائي للحجاب هو وسيلة لغاية طاهرة، ألا وهي الزواج، فإني أقول لك:إن الغاية الطاهرة لا تبيح الوسيلة غير الطاهرة في الإسلام، فإذا شَرُفت الغاية فلا بد من طهارة الوسيلة؛ لأن قاعدة الإسلام تقول: "الوسائل لها أحكام المقاصد")( 10)
واستطردتُ قائلة : وإليك يا غالية أهدي هذه القصة التي حدثت مع إبن صديقة لي، تعيش مع أسرتها في "هيوستون" بأمريكا، ولكنهم جميعا يحبون الله ورسوله، و يلتزمون بتعاليم الدين ،وكأنهم يقيمون بيننا في مصر، وحدث أن قابل هذا الشاب فتاة مسلمة أعجبه جمالها،وثقافتها ... فلما تقدم لخطبتها انبهر بشخصيتها ، وزاد لها حبا وإعجابا . ولم يكن بينهما خلاف سوى أنها كانت لا ترتدي الحجاب...وبعد مرور فترة قصيرة على الخطبه ، تحدث معها بشأن الحجاب، فقالت له:" أنا أرفض ارتداءه"، فسألها :"وماذا لو قُلت لك أن هذا طلب مني ويهمني كثيرا أن تنفذيه؟"، قالت له: " لا تُرغمني على فعل مالا أحب" فظل الشاب يفكر، واستشار والديه، فقالا له:" أنت ناضج بدرجة كافية لأن تحكم على هذا الأمر، ويجب أن تتصرف بنفسك "... واكتفيا بالدعاء له بالخير. وبعد أيام فوجىء الوالدان بابنهما وهو يقول لهما :" لقد انفصلت عن خطيبتي وأنهيت ما بيننا"!!! ، فلما تعجبا –لأنهما يعلمان انه يحبها كثيرا- قال لهما:" إن هذه الفتاه رفضت تنفيذ أمر الله الذي خلقها ورزقها وأنعم عليها بكل هذه النِّعم، فكيف أتوقع منها أن تطيعني بعد أن أصبح زوجها؟!!" إن فتاه كهذه لن تكون زوجة مريحة ، وباختصار لن تكون لي قُرَّة عين " "كما أنني أفضل أن أتألم في الدنيا وأنا بعيد عنها ، على أُلقَى في النار يوم القيامة بسبب سلبيتي مع زوجة تُبرز جمالها أمام غيري من الرجال "!!!!
وهنا تنهَّدت قائلة: " كم هي مؤثِّره هذه القَصة ... ولكن –كما تعلمين - إن الفتاة تحلم دائما بأن تكون في أجمل وأبهى صورة يوم زفافها، فماذا لو ارتديت الحجاب بعد ليلة زفافي؟
قلت : ولماذا لا تتطهري من ذنوبك و تبدأي حياتك الزوجية وأنت طائعة مستريحة البال والضمير ؟
و هل تظني أن تأجيل طاعة الله من أجل أمر دنيوي ينتج عنه توفيقا في ذلك الأمر؟!!!
إن ضمنت أن يطول عمرك لما بعد ليلة زفافك ،فلك أن تنتظريه ثم تتوبي و ترتدي الحجاب.
أما إذا كان المدعوون إلى حفل زفافك يقتصرون على النِّساء المسلمات ،والأقارب المحارم كالأبِ والأخ والعم والخال-وذلك بمَعزِل عن الرجال الأجانب- فلا بأس من الظهور بكامل زينتك،مع مراعاة حدود العورة الشرعية أمام هؤلاء.
قالت: ولكني أظن أن الله لم يهدِني بعد للحجاب!!
قلت: أرجوك يا عزيزتي ،لا تنتظري الهداية التي قد تأتي أو لا تأتي ؛ فالله سبحانه يريدك أن تأتيه بملء إرادتك، كما أنه يقول :" إن الله لا يغيِّرُ ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم" ؛فلا تطيلي الانتظار فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" لا يزال المرء يتأخر حتى يؤخره الله" ،فلا تبيعي سعادتك الأبدية في الجنة ،بهذه الدنيا الفانية، ودعي عنك هذه الوساوس.) (ولابد من السعي لمرضاة الله،كما تركبين الدابة للسفر دون أن تعرفي هل ستبلغين مقصدك أم لا،وكما تتناولين الدواء ،والشافي هو الله؛كذلك خذي بأسباب الحجاب،وقلبك يدعوه تعالى:" إهدنا الصراط المستقيم")
قالت :نعم ولكني أخشى من أن أشعر بالخجل من الظهور بالحجاب أمام زملائي.
قلت : عجباً لك يا فتاتي !!!!
كيف تخجلين من العفة والاحتشام، وإرضاء الله ولا تخجلين من ظهور عوراتك أمام كل من هب ودب ،ومعصية الله ؟!!! أما علمتِ أن من أرضى الناس بسخط الله سخط عليه الله وأسخط عليه الناس،
ومَن أرضى الله بسخط الناس،رضي الله عنه وأرضى عنه الناس؟!!!
قالت : أرجو ألا تنزعجي من كثرة أسئلتي... ولكني أخشى إذا رآني أحد من الغربيين -الذين أتعامل معهم أحياناً بحُكم عملي - أن يظن أنني متخلفة تعود إلى العصور السحيقة !!
قلت : يا غاليتي ، إذا كان رأي هؤلاء يهمك، فلعلك - إن كنت قد تعاملت مع بعض هؤلاء الغربيين- قد اكتشفت ِ أنهم يبحثون لدينا عن الجديد الذي لا يعرفونه،فإذا اكتشفوا أن مُحدِّثهم يتكلم بألسنتهم ويفكر بعقولهم، أعرضوا عنه على الفور ؛وبحثوا عن غيره ممن يدلهم على الجديد مما لا يعرفونه عن التراث والحضارات الأخرى... ولعلك لاحظت أنهم يحترمون من يحترم بيئته، ويفخر بتراثه، ويعتز بمعتقداته،فنراهم يتعجبون من قوة إيماننا ،وعزوفنا عن الدنيا،و ينبهرون بقدرتنا الهائلة على ضبط النفس و طاعة الله ؛وفي نفس الوقت حرصنا على العمل والإنجاز؛
والأعجب من ذلك أنهم يبحثون عن الحقيقة وراحة النفس والسكينة التي لا يجدونها في معتقداتهم البالية،بدليل تزايد أعداد المسلمين عندهم،وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 حين أقبلوا على القراءة عن الإسلام لمعرفته ومعرفة خصائص أتباعه،فاكتشفوا أنه دين الفطرة السليمة، الذي يحترم العقل، وحرية الإرادة؛وأنه ضالَّتهم المنشودة...بل أن الكثير منهم يعيش دون الانتماء إلى أي دين،لا لشيء إلا لأنهم غير مقتنعين بالأديان الأخرى،وفي نفس الوقت لم تُتح له الفرصة للتعرف على الإسلام!
ولعلك سمعتِ قولهم المأثور: Be yourself
وهو يعني : كُن نفسك، وتصرف على طبيعتك وفطرتك،وتعامل مع الآخرين بشخصيتك الفريدة التي خلقها الله لك، ولا تُقلِّد أحدا ً. فما اختلاف الطبائع والشخصيات إلا آية من آياته سبحانه و هو من ضروريات عمارة الكون وصلاحه...ولا تنسي أن حضارتهم قامت على حضارتنا العربية الإسلامية ؛ التي تدهورت بعد ذلك –بمرور الوقت - بسبب بُعد المسلمين عن دينهم ،وانحرافهم عن صراط الله المستقيم. وإذا كنت تفضلين موقف الغرب من المرأة، فلا تنخدعي بالمظاهر الزائفة؛ (و لك أن تتأملي:من أكرمها ومن أهانها؟ هل الغرب الذي جعل منها أداة رخيصة لتسويق السلع، فلا يكاد يخلو منتج لديهم إلا وعليه صورها الخليعة ؟ أ م الإسلام الذي أعزَّها وصانها كاللؤلؤة المكنونة؟
حتى ولو كان شكل المحارة لا يعجبنا ؛ فهي ضرورية لصيانة اللؤلؤة!!!)
فلو لم تكوني غالية على الإسلام لما حرص على صيانتك كما تصوني جواهرك وأشياءك النفيسة داخل علبة ثم علبة أخرى ثم في الخزانة، ثم تغلقينها بالمفاتيح!!!
أم أنك تتركينها عرضة لأن يصيب منها كل من غدا أو راح؟!!!)
وإذا كنت لم تقتنعي بما أقوله بعد، فإليك أهدي مقالة بعنوان:"نساء غربيات يعشقن الحجاب" وهي متاحة على الموقع http://www.lahaonline.com/LahaOpinio...02.doc_cvt.htm و كذلك مقالة أخرى بعنوان: "السماح لشرطية مسلمة في أميركا بارتداء الحجاب" وهي متاحة على الموقع: www.alqanat.com/newstories/a6100701.shtml فالغربيون يا غاليتي يحترمونك إذا رأوك تحترمين عاداتك وتقاليدك ومعتقداتك، وليس العكس كما تطنين . نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ولعلك تعلمين أن الحجاب ليس فريضة إسلامية فقط بل هو فريضة في أديان أخرى كالمسيحية واليهودية،
قالت وهي مندهشة : حقا ً؟
قلت: نعم ، ألم تشاهدي صوراً للسيدة مريم عليها السلام ،
والأم تيريزا ،
ونساء يهوديات متدينات؟!!
قالت نعم لقد رأيت ولكني لم أربط بين ذلك وبين الحجاب الإسلامي!!.
قلت: إن حجاب المرأة فطرة إنسانية يا حبيبتي ،ولكن أكثر الناس لا يعلمون . ثم ألم تسمعي عن القانون الفرنسي الذي منع دخول البنات المسلمات إلى المدارس بالحجاب؟
قالت : وماذا فعلن؟
قلت: لقد احتججن وعارضن وتظاهرن لإعلان تمسكهن بالحجاب ، إنظري إلى بعض من صورهن :
كاتب الموضوع : خادم الإسلام المنتدى : الحوار العام افتراضي رد: الحجاب : حوار مع فتاة تحب الزينة وتعشق الجمال وترفضل الحجاب
قالت : شكراً لك على هذا الإيضاح.. ولكن زيديني فيما يتعلق بهذا الأمر، إن لي صديقة فوجئت بعد زواجها بأن زوجها يطلب منها أن تخلع الحجاب؟ قلت لها: نعم إن هذا يحدث للأسف، ولكن قولي لها: " هل يضمن لك زوجك الجنة؟ " إن كانت الإجابة هي نعم ، فلا بأس من طاعته، و لكن أن يكون الزوج سلمك لجهنم، فهذا مالا أرضاه لك ولا ترضينه لنفسك بالطبع!
وتذكري –مرة أخرى - قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، فزوجك عبد ضعيف فاني عاجز لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرا ًولا موتاً ولا حياةً ولا نُشورا، ناصيته بيد الملِك،فسِيري في طاعة الملِك يطعك كل شيء ، فقلوب العباد -ومنهم زوجك- بيده تعالى...أما إن أصر هذا الزوج على موقفه فلا تربطي مستقبلك في الدنيا و مصيرك في الآخرة به، فلا خير فيه إن كان عاصيا لله ؛ والله قادر على أن يعوضك خيراً منه ، إن لم يكن في الدنيا الفانية ففي الآخرة الباقية إن شاء الله.
قالت : ولكن ألا يجعل الحجاب الزوج يرى الفتيات والنساء الأخريات أجمل من زوجته؟!!
قلت :إحترسي يا بنيتي فإن هذا القول من مداخل الشيطان !!
وتذكري يا عزيزتي أننا قلنا في بداية حوارنا أن الحجاب مطلوب أمام غير المحارم فقط؛ أنك في بيتك تستطيعين أن تظهري جمالك لزوجك كما تشاءين، بل هو فرض عليك أن تتزيني لزوجك ، كما أن جمال وجهك ليس هو كل المطلوب للاحتفاظ بحب زوجك، فجمال الروح، والعقل ،وحسن الطبع يزيدونك جمالاً وجاذبية.
و للشيخ محمد متولي الشعراوي-رحمه الله- قول لطيف في هذه المسألة، يقول:
" لو أن كل امرأة التزمت بالحجاب الشرعي –كما أراد الله- وسترت مفاتنها إلا عن محارمها، لظل كل زوج معجباً بزوجته،و لأصبحت الزوجة أجمل من يرى من النساء،لأنه لا يرى مفاتن الأخريات،وفي هذا حماية لزوجك وأزواجهن! فإن صانت المرأة أزواج الأخريات بستر محاسنها، ستر الله عن زوجها محاسن الأخريات فأصبحت في عينيه أجمل النساء!!!"
قالت : ولكن ألا ترين أن الحجاب يكلِّفني مادياً أكثر من ملابس التبرج ،فالعباءات غالية الثمن ،وتفصيلها يتطلب كمَّاً أكبر من القماش،هذا ناهيك عن أغطية الرأس. قلت : نعم يا زهرتي الغالية ...هذه حقيقة ولكن ألا يستحق المولى سبحانه الذي أنعم عليك بنعم لا تحصى أن تضحي من أجله بخزانة ملابسك، ويكون ثوابك أن تصبري على البدء بثوب أو ثوبين حتى تمتلىء خزانة ملابسك،ويكون ثوابك رضوانه وأمانه؟
إن ما تنفقين من أجل طاعته تعالى هو في سبيل الله، وأنه لابد سيجزيك عنها خيرا في الدنيا والآخرة...كما أن ملابسك وكل ما تملكين هو من رزقه تعالى،فهل تنفقين رزقه في معصيته؟!!!
ثم( هل تعلمين يا حبيبتي أن المرأة المسلمة لا يجوز لها الخروج من المنزل بأي حال من الأحوال حتى يستوفي لـبـاسـهـــــا الشروط المعتبرة في الحجاب الشرعي والواجب على كل مسلمة تعلُّمها فنحن جميعا نحرص على تعلم أمور الدنيا ولكن لا يصح أن ننسى الأمور التي تنجينا من عذاب الله وغضبه بعد الموت ، ألم يـقـل الله تعالى : ((فَاسْأََلُوا أََهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) [النحل: 43]،
فهل لك با غالية أن تتعلمي شروط الحجاب؟!
.إن الحجاب الذي يُرضي ربك الكريم هو : 1- الذي لا يصف أياً من ملامح جسدك الغالي(أي أن يكون فضفاضا ً) ، فلا يظهر منك إلا الوجه والكفِّّين ، ولكن بدون زينة أو مساحيق .
2- ألا يكون شفافاً يكشف ما وراءه،
3- ألا يكون لا فتاً للنظر ....سواء بلون مُبهر ، أو حِلية لافتة ،
4- ألا يكون مُعطَّراً.
فإذا كان لا بد من خروجك ،فــلا تخرجي إلا بالحجاب الشرعي؛ إرضاءً للرحمن، وإذلالاً للشيطان؛ لأن مفسدة خروجك بدون حجاب أكبر من مصلحة خروجك للضرورة. فلو صَدَقَتْ نيّتُك يا بنيتي وصـحّـــتْ عـزيـمـتُـك لامتدت إليك ألف يدٍ خيِّرة، ولسهل الله تعالى لك الأمور !
أليس هو القائل : ((وَمَن يـَـتَّـقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))( الطلاق: 2، 3 )( 9)
والدليل هو هذا العدد الكبير من المحجبات ، لك أن تسألي واحدة منهن كيف امتلأت خزانة ملابسها تدريجياً بعد الحجاب،لعل جوابها يريحك.
فبدا عليها الاقتناع ، ثم أردفت : إن صديقة لي ترتدي الحجاب، إلا أن ملابسها ضيِّقة ، فما رأيك؟
قلت : لا تسأليني عن رأيي، بل عن رأي الدين.....فقد تكون صديقتك ترتدي هذه الملابس الضيقة بسلامة نية أو عن غير علم كاف بالدين، ولكن ينبغي لك أن تنصحيها بأن تستبدل ملابسها بغيرها مما يرضي الله ورسوله،حتى لا تكون-والعياذ بالله- من الذين يستبدلون " الذي هو أدنى بالذي هو خير"...
فالملابس التي تصف العورات مثل البلوزة الضيقة ، أو البلوفر القصير ، أو البنطلون الضيق لا يصح للفتاة المسلمة أن ترتديها لسبب بسيط وهو أنها تكشف عن عورات لا يصح للأخ أو الأب أن يراها ....فما بالك بكل الناس في الطريق؟!!! قالت: " نعم ، إنها لا تقصد ذلك بالطبع..ولكن ماذا عن حرارة الجو في فصل الصيف ؟! أنا بطبيعتي لا أحتمل الجو الحار ، فكيف إذا لبستُ الحجاب ؟ " نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قلت : لعلك تعلمين يا عزيزتي كيف كان جو "مكة" والجزيرة العربية بأسرها قبل أن يكون لديهم أجهزة التكييف!!
وهل ترددت المسلمات الأُوليات في ارتداء الحجاب لهذا العذر؟ هل كانت الخيام تمنع عنهن الحر؟؟ !!!
كلا ! ولكنهن امتثلن لأمر الله مهما تكن الظروف، حباً له ،وإيماناً به... بل لعلك سمعت من إحدى المحجبات أنها لا تشعر بالحر إلا بعد أن تعود لمنزلها وتخلع الحجاب!!! فهذا والله يحدث يا بنيتي في أشد الأيام حراً، لأن مَن يتَّقِ الله يجعل له مخرجا، و لأن من ترتدي الحجاب حباً في الله لا تشعر بتبعاته، لأن حبها لله ينسيها ما تعانيه من أجله ...هذا لمن تحب الله تعالى حق الحب ،
أما من عداها فأود أن أذكِّّرها بأن حر الدنيا لن يصل في درجته إلى نار جهنم، وقانا الله وإياها منها، " قُل نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ" [التوبة: 81]
قلت: لا أظن أنك لا زلت تؤمنين بتلك الاعتقادات القديمة التي كانت تبيح للشابات أن يرتدين ما يحلو لهن بحجة أن يتمتعن بشبابهن،وأن الاحتشام يقتصر على من بلغن من العمر أرذله؛ وأن الحجاب لا ترتديه إلا كبيرات السن اللاتي أدين فريضة الحج لأنهن قد شبعن من لذات الدنيا؛وهن الآن يتهيأن للقاء الله لأن آجالهن قد اقتربت!!! نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ولعلك تدركين بالمنطق أن الشابة أولَى بستر محاسنها من كبيرة السن،
كما أنك إذا طالعت صفحة الوفيات لفوجئت بالأعداد الهائلة من الشباب الذين انتهت أعمارهم فجأة وهم يعتقدون أن مَلَك الموت لا يزور إلا المسنِّين فقط!!!
أو الذين اعتقدوا أنه كان سيعطيهم مهلة للتوبة قبل أن يقبض أرواحهم!
وأعتقد أن الانطلاق، وممارسة الرياضة، والأنشطة المختلفة، في حدود طاعة الله ،مع النعيم الدائم في الجنة.. أفضل من المتع القليلة الزائلة في معصية الله ،التي تؤدي إلى جهنم والعياذ بالله!!!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وإذا كنا لا نطيق لمسة من نار الدنيا، فهل نطيق لحظة واحدة في جهنم؟!!!
لماذا لا تكوني من الأُوليات اللاتي يسارعن في الخيرات ويسابقن إلى طاعة الله ، فتصبحي من الذين قال عنهم سبحانه:" والسابقون السابقون، أولئك المُقرَّبون،في جنات النعيم، ثُلَّةٌ من الأولين وقليلٌ من الآخرين ، على سُرُرٍ مَوضُونَة مُتَّكِئين عليها متقابلين،يطوفُ عليهم ولدانٌ مُخلَّدون بأكوابٍ وأباريقَ وكأسٍ من معين ،لا يُصَدَّعون عنها ولا يُنزَِْفون،وفاكهةٍ مِمَّا يتخَيَّرون ولحمِ طَيرٍ مِمَّا يشتهون جزاءً بما كانوا يعملون(الواقعة- 10 )
و ما يمنعك بُنيتي عن تلبية نداء الحق: ((سَابِقُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)) [الحديد: 21]؟!!!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
(إن كل يوم يمضي يزيدك من الآخرة قُرباً ،وعن الدنيا بُعدا... فماذا أعددت لنفسك بعد الموت؟
اركبي ـ يا بنيتي ـ قطار التوبة قبل أن يرحل عن محطتك .
تأملي ـ يا حبيبتي ـ في هذا العرض ...اليوم قبل الغد .
فكِّري فيه ـ يا قُرَّة عيني ـ الآن... قبل فوات الأوان!!! )(
قالت : دعيني أكون صريحة معك...أنا أفكر في ارتداء الحجاب ،ولكن بعد أن يتقدم الشاب المناسب لخطبتي
قلت :أشكرك لصراحتك...ولكن ، من هو الشخص المناسب في نظرك يا غالية ؟
أهو الدَّيوث الذي مقره النار لأنه يرضى أن يرى الغير عورات زوجته؟
إن من يتقدم لخطبتك وأنت سافرة يعنى-في الغالب- رضاه عن ذلك ، وإن حاولت ارتداء الحجاب بعد الزواج،فسوف يعترض ويحاربك،لأنه يريدك كما رآك أول مرة،فهل تفضلين رضاه على رضا الله عز وجل؟ وهل تبيعين الجنة بزوج لا يطيع الله فيك؟ أما إن اختارك الشاب وأنت تزهين بحجابك،
فهذا يعني موافقته الضمنية على ذلك ويعني أنه تقي إن أحبك أكرمك ، وإن كرهك لم يظلمك. وتذكَّري أنك إن بنيت حياتك الزوجية على أساس من معصية الله ،فهل تعتقدي أن تنجح هذه الزيجة؟؟ كما أن الزواج نعمة من الله يعطيها من يشاء، فكم من محجبة تزوجت، وكم من سافرة لم تتزوج؟!!! وإذا قلتِ: "إن عدم ارتدائي للحجاب هو وسيلة لغاية طاهرة، ألا وهي الزواج، فإني أقول لك:إن الغاية الطاهرة لا تبيح الوسيلة غير الطاهرة في الإسلام، فإذا شَرُفت الغاية فلا بد من طهارة الوسيلة؛ لأن قاعدة الإسلام تقول: "الوسائل لها أحكام المقاصد")( 10)
واستطردتُ قائلة : وإليك يا غالية أهدي هذه القصة التي حدثت مع إبن صديقة لي، تعيش مع أسرتها في "هيوستون" بأمريكا، ولكنهم جميعا يحبون الله ورسوله، و يلتزمون بتعاليم الدين ،وكأنهم يقيمون بيننا في مصر، وحدث أن قابل هذا الشاب فتاة مسلمة أعجبه جمالها،وثقافتها ... فلما تقدم لخطبتها انبهر بشخصيتها ، وزاد لها حبا وإعجابا . ولم يكن بينهما خلاف
حوار مع فتاة تحب الزينة وتعشق الجمال وترفضل الحجاب