القلب المجروح مدير
عدد المساهمات : 383 السٌّمعَة : 54 تاريخ التسجيل : 03/03/2011
| موضوع: ايها الشاب احفظ لسانك الجمعة 1 أبريل - 18:40 | |
| - البرنس الحزين كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله
قال اللّه تعالى: {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18] وقال اللّه تعالى: {إنَّ رَبَّكَ لَبالمِرْصَادِ} [الفجر:14].
فقد روى البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "مَنْ كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أوْ لِيَصْمُتْ".
فهذا الحديث المتفق على صحته نصّ صريح في أنه لا ينبغي أن يتكلم إلا إذا كان الكلام خيراً، وهو الذي ظهرت له مصلحته، ومتى شكّ في ظهور المصلحة فلا يتكلم.
وروى الترمذي وابن ماجه، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "منْ حُسْنِ إسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ ما لا يَعْنِيهِ" حديث حسن.
وعن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه ارتقى الصفا فأخذ بلسانه فقال:
يا لسان قل خيراً تغنم، واسكت عن شر تسلم، من قبل أن تندم، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أكثر خطايا ابن آدم من لسانه". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
وروى الترمذي، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص؛ أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "مَنْ صَمَتَ نَجا".
وفي الحديث الذي رواه الطبراني: واخزن لسانك إلا من خير فإنك بذلك تغلب الشيطان".
ولأحمد وصححه ابن حبان من حديث البراء "فكف لسانك إلا من خير".
وقد أخرج أبو الشيخ في "كتاب الثواب" والبيهقي في "الشعب" من حديث أبي جحيفة رفعه " أحب الأعمال إلى الله حفظ اللسان".
وقد روى الطبراني وغيره أن أبا ذر رضي الله عنه قال لرسول الله صلى اللّه عليه وسلم:
فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها: على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها صنع الله، وساعة يخلو فيها لحاجته
من المطعم والمشرب؛ وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه. ثم قال رسول الله لأبي ذر:
أوصيك بتقوى الله تعالى، فإنه رأس الأمر كله، وعليك بتلاوة القرآن، وذكر الله تعالى، فإنه ذكر لك في السماء، ونور لك في الأرض. عليك بطول الصمت إلا في خير، فإنه مطردة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك.
إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه. أحب المساكين وجالسهم، وانظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك، فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك. صل قرابتك وإن قطعوك. قل الحق وإن كان مرا.
لا تخف في الله لومة لائم.
وأما الآثار عن السلف وغيرهم في هذا الباب فكثيرة،
فقد روى البيهقي في الشعب موقوفا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به".
وقال عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه: ما من شيء أحقُّ بالسجن من اللسان.
وقال غيرُه: مَثَلُ اللسان مَثَلُ السَّبُع إن لم تُوثقه عَدَا عليك.
وقال أبو عليّ الفُضَيْل بن عياض رضي اللّه عنه: مَنْ عَدّ كلامَه من عمله قلّ كلامُه فيما لا يعنيه.
وقال الإِمامُ الشافعيُّ رحمه اللّه لصاحبه الرَّبِيع: يا ربيعُ! لا تتكلم فيما لا يعنيك، فإنك إذا تكلَّمتَ بالكلمة ملكتكَ ولم تملكها.
وقال الأستاذ أبو القاسم القُشيري رحمه اللّه في رسالته المشهورة: الصمتُ سلامةٌ وهو الأصل، والسكوتُ في وقته صفةُ الرجال؛ كما أن النطق في موضعه أشرفُ الخصال، قال: سمعت أبا عليّ الدقاق رضي اللّه عنه
يقول: مَنْ سكتَ عن الحقّ فهو شيطانٌ أخرس.
ومما أنشدوه في هذا الباب:
احفظْ لسانَك أيُّها الإِنسانُ لا يلدغنَّك إنه ثُعبانُ
كم في المقابرِ من قتيلِ لسانِه كانتْ تهابُ لقاءَه الشجعانُ
الله تبارك وتعالى أنعم على عباده بنِعَمٍ لا يحصيها إلا هو، فكان من تلك النعمِ اللسانُ، فإن الله جعل اللسان للإنسان ليعبر به عن حاجاته التي تهمه لتحصيل منافع ومصالح دينه ودنياه، هذا اللسان
نعمة من الله تعالى على عباده ليحصلوا به مصالح دينهم ومصالح ءاخرتهم أي ليستعملوه فيما ينفعهم ولا يضرهم، فمن استعمل هذا اللسان فيما ينفعه ولا يضره فليس عليه حرج وليس عليه مؤاخذة في الآخرة، وأما من
استعمله فيما نهاه الله عنه فقد اهلك نفسه ولم يشكر ربه على هذه النعمة العظيمة.
فمن فكر في قول الله تعالى: {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} عَلِمَ أن كل ما يتكلم به في الجد أو الهزل أو في حال الرضى أو الغضب يسجله الملكان، فهل يَسُرُّ العاقلَ أن يرى في كتابه
حين يعرض عليه في القيامة
كلمات خبيثة؟ بل يسوؤه ذلك ويُحزِنُه حين لا ينفع الندم، فليعتن بحفظ لسانه بما يسوؤه إذا عرض عليه في الآخرة.
وليفكر العاقل فيما يريد قوله قبل أن يتكلم، فإن كان خيرًا بادر إليه وإلا ألجم لسانه عنه.
وليحفظ لسانه من الغيبة والنميمة والبهتان والكذب والفتوى بغير علم واليمين الكاذبة وألفاظ القذف وشهادة الزور
فقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب.
وفي رواية الترمذي: إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا يهوي بها في النار سبعين خريفا.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على التقليل من الكلام إلا من خير، وعلى ترك الغضب، وعلى التقليل من التنعم، والقناعة باليسير من الرزق.
اللهم ءامين | |
|