اخوتى نعيش معكم اليوم و مع العذراء الطاهرة الذى طهرها الله واصطفاها على نساء

[strike][u][i][b]
[tr]

الحمد لله كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه الكريم المجيب لكل سائل..التائب على من تاب فليس بينه وبين العباد حائل..جعل ما على الارض زينة لها وكل شىء لامحالة زائل..حذر الناس من الشيطان وللشيطان منافذ وحبائل ..فمن أسلم وجهه لله فذاك الكيس العاقل ومن استسلم لهواه فذاك الضال والغافل..نجمده جل وعلا فالحمد منه والى جنابه واصل..ونعوذ به من الفتن فى عاجل أمرنا والاجل..ونسأله الفوز بالجنة ورفقة الصديقين والمقربين الاوائل

اما بعد اخوتى نعيش معكم اليوم و مع العذراء الطاهرة الذى طهرها الله واصطفاها على نساء العالمين مع مريم البتول نعيش ومع اصفى حمل واعجز ميلاد..

والقصة تبدأ بتلك المرأة العجوز المسنة (حنة بنت فاقود) زوجة عمران وهى جالسة تحت ظل شجرة فرأت طائرا يطعم فرخا فتحرك قلبها نحو الولد -على الرغم من كبر سنها- الا انها دعت ربها ان رزقها الولد وهبته لخدمة بيت المقدس .. وتحمل المرأة بقدرة الذى يقول للشىء كن فيكون واذا هى تضع فتاة جميلة يحبها الكل- وقد مات ابوها وهى فى بطن امها - فلما رأوها بهذه الخلقة الجميلة فقالوا من يكفلها وقد مات ابوها؟؟ واذا بهم يقترعون فرموا بأقلامهم فى نهر الاردن فجرت الاقلام جميعها الا قلم زكريا عليه السلام فوقف فى مكانه وعاكس اتجاه الماء فكفلها زكريا علية السلام
وتأمل فى حكمة الله البالغة فى أن يكفلها هو اولا :انه نبى يلقى الحكمة فتتعلم منه كيف تكون الحكمة.. ثانيا:انه زوج خالتها فهى تعيش فى بيت خالتها
فقد تربت تلك الزهرة التقية فى بستان النبوة ونشأت فى خدمة بيت المقدس كما نظرتها امها.. وكان لها مكان مخصص لها تخلو فيه وتتعبد لربها عز وجل
وفى يوم من الايام دخلت خلوتها تتعبد وأذا بصوتها ينحسر وعينها شاخصة فاذا بها تجد بشرا سويا كامل الخلقة فى خلوتها وهى العفيفة الحصينة ويصف القرآن الكريم لنا ذلك المشهد وصفا جليا { واذكر فى الكتاب مريم اذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا * فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا * قالت انى اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا * قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا *قالت أنى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أك بغيا *قال كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله ايه للناس ورحمة منا وكان امرا مقضيا }
وهنا تتجلى قدرة الله المطلقة فى الخلق فقد خلق آدم بلا اب ولا ام وخلق حواء من اب بلا ام وخلق عيسى من ام بلا اب وخلق الخلق جميعا من ام واب ليعلم الكل ان الله على كل شىء قدير
فحملت مريم ولكن كيف حملت؟؟
نفخ جبريل فى اعلى فتحة قميصها فحملت بأذن الملك الذى يقول للشىء كن فيكون ..وحملت حملا عاديا وبدأت مظاهر الحمل تظهر عليها شىء فشىء حتى يلاحظ ذلك (يوسف النجار) الذى كان يخدم معها فى بيت المقدس فكان ينظر اليها ويحسن بها الظن بها فهو يعلمها تقية ورعة حتى اقترب منها يوما وكلمها
فقال : يامريم انى سائلك عن شىء فلا تعجلى .
قالت:قل يا يوسف ما شئت وقل قولا جميلا
فأشار يوسف: يامريم هل يكون زرع من غير بذر؟ وهل يكون نبت من غير مطر؟وهل يكون ولد من غير اب؟
فقالت : نعم يا يوسف
فقال : وكيف ذاك ؟؟
قالت : اما علمت ان الله خلق ادم يوم خلقه من غير اب ومن غير ام ! اما علمت أن الله انبت الزرع يوم انبته من غير بذر !
ام علمت ان الله اخرج النبت حيث شاء من غير مطر
قال : اعلم يا مريم ان الله على كل شىء قدير


ثم جاء وقت الوضع ..{ فحملته فانتبذت به مكانا قصيا * فأجاءها المخاض الى جزع النخلة قالت ياليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا * فناداها من تحتها الاتحزنى قد جعل ربك تحتك سريا *وهزى اليك بجذع تساقط عليك رطبا جنيا }
ثم بعد ذلك { فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا* يا أخت هارون ماكان ابوك امرأ سوء وما كانت امك بغيا * فأشارت اليه قالوا كيف نكلم منكان فى المهد صبيا }
هنا تحتبس الانفاس وتخرص الالسنة لانه قد ضاق بها الحال وهى لاتعلم ان الله سيجرى على يد ولدها معجزة
وهنا ينطق الطفل الرضيع بأمر ربه قائلا { انى عبد الله اتانى الكتاب وجعلنى نبيا * وجعلنى مباركا اين ما كنت واصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا*وبرا بوالدتى ولم يجعلنى جبارا شقيا*والسلام على يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا* ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذى فيه يمترون * ما كان لله ان يتخذ من ولد سبحانه اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون}
وانظر وتدبر فى ايات ربك وفى اول كلمة نطق بها الرضيع اقرارا بعبوديته لله وليس ببنوته او الوهيته سبحانك ربى ! لذلك عقب الحق فى نهاية الايات ب { ماكان لله ان يتخذ من ولد }
وتأمل ايضا الرضيع وهو يلقى الحكمة فى قولة { وبرا بوالدتى }ولم يقل برا بوالداى فهو يعلم انه من غير اب ... فسبحان من انطقه وسبحان من علمه الحكمة وهو مازال فى مهده


واذا بالايام تمر ويقضى عيسى فى الارض ما يقضى ثم يتربص به اليهود ليقتلوه ... ياالله فاليهود متخصصون فى سفك دماء الابرياء والانبياء والقرآن خير شاهد على ذلك والواقع خير شاهد على ذلك وأرض فلسطين تشهد على ذلك... واغرى اليهود بالاموال خائنا وهو (يهوذا الاسخريوطى) ليدلهم على مكان عيسى عليه السلام ودلهم على مكانه فعلا ولكن ربك بالمرصاد
فألقى الله شبه عيسى على ذلك الخائن (يهوذا) فأخذوه وقتلوه ورفعوه على الصليب ورفع الله عيسى ابن مريم الى السماء وهذه هى عقيدتنا نحن المسلمين وقد أخبرنا عنها رب العالمين فى كتابه العزيز... { وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وأن الذين اختلفوا فى الكتاب لفى شك منه ما لهم بذلك من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما }

وزعم اليهود انهم قتلوا المسيح واتهمتهم النصارى بذلك واثبت اليهود انهم قتلوه فى تلمودهم الخبيث
والتلمود عند اليهود كتاب يدونون فيه تعاليم الحاخامات وهم يقدسونه اكثر من التوراة حتى ان جاء فيه (من سخر بالتوراة فلا حرج عليه ومن سخر بالتلمود فقد استحق الموت) واسمع الى ما يقولونه فى حق عيسى بن مريم (وعيسى ابن زنا وامه زانية) لعنكم الله لعنا كبيرا بل انت الانجاس انتم اولاد الزنى يا نسل القرود يا ملاعين... ويأتى آخرون من بعدهم يقولون هو الله او هو ابن الله ...تعالى الله عما تقولون علوا كبيرا
والله ثم والله ما كرم عيسى ابن مريم وامه شريعة مثل شريعة الاسلام فانظر الى كلام الحق سبحانه وتعالى { يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين } وانظر لكلام سيدنا عيسى مخاطبا ربه { ...ماقت لهم الا ما امرتنى به ان اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم }
وجاء فى الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم {كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا مريم بنت عمران واسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وفضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام}


فحمدا لله تعالى ان ميزنا بشريعته الغراء الحنيفية السمحة من بين الامم وخصنا بأحمد نبيا ورسولا اضاء للعالم الحيران دروب الهدى وتركنا على المحجة البيضاء الذى لا يزيغ عنها الا هالك...ايه الايات ومعجزة المعجزات لمن سلم عقله من العطب
[/tr][table]