دروس وعبر من الإسراء والمعراج

فى هذا الشهر الكريم قام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأعظم رحلة وهى رحلة الإسراء والمعراج وفى هذه الرحلة المباركة عبر ودروس مستفادة منها:
(1)-مكانة النبى صلى الله عليه وسلم من خلال تكريمه فى رحلة الإسراء والمعراج ويظهر ذلك من خلال
-إمامته صلى الله عليه وسلم للرسل والأنبياء,يقول عليه الصلاة والسلام فى ذلك فحانت الصلاة فأممتهم صحيح مسلم
-الإستدعاء الإلهى لنبينا صلى الله عليه وسلم فى هذه الرحلة لاشك أن استدعاء الله عز وجل لنبينا فى هذه الرحلة إنما هو تكريم له عليه الصلاة والسلام..سُبْحَانَ الْذِى أَسْرى بِعَبْدهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِد الْحَرَاك إلَى الْمَسْجِد الأَقْصَى الْذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لنُرِيِه مِنْ ايَاتِنَا إنْه هُو السَّمِيعُ البَصِيرُ..الإسراء1
وكرمه فى قوله تعالى"وَالنّجْم إذَا هَوَى مَاضَلْ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطقُ عَنْ الْهَوَى إنْ هُو إلاَ وَحْىٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدَيِدُ الْقُوَى" النجم 1-5 ويقول سبحانه "مَا كَذَبَ الْفُوادُ مَا رَأى أفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآه نَزْلَةَ أُخْرَى عِنْد سدْرِةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذ يَغْشَىَ السَّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَات رِبِه الْكُبْرى" النجم 11-17
- معرفة أهل السماوات له عليه الصلاة والسلام مما يدل على مكانته وذلك أن جبريل حين طرق أبواب السموات و سألوا عمن يرافقه فقال محمد ,فلم يسألوا من محمد؟ ولكن قالوا:وقد بعث إليه؟ فهو صلى الله عليه وسلم معروف فى السموات العلا

(2)-الربط بين المسجدين..لقد وثقت رحلة الإسراء والمعراج الرباط بين المسجدين إذ لم يعرج برسول الله عليه الصلاة والسلام مباشرة من المسجد الحرام الى السموات بل كان المرور بهذه المحطة القدسية المرور ببيت المقدس فى هذه الأرض التى بارك الله فيها للعالمين والصلاة بالأنبياء الذين استقبلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام فى بيت المقدس وهذا الربط يشعر بأمرين
-ان التهديد للمسجد الأقصى وأهله إنما هو تهديد للمسجد الحرام وأهله وأن النيل من المسجد الأقصى إما هوتوطئة للنيل من المسجد الحرام وهو ما صرح به زعماء اليهود عندما قال ديفيد بن غوريون لقد استولينا على القدس ونحن فى طريقنا الى يثرب
-إكرام واجب امتنا المسلمة ومسئوليتها تجاه مسرى نبيها عليه الصلاة والسلام

(3)-إكرام الرسول صلى الله عليه وسلم فى هذه المرحلة إكرام لأمته ويتجلى ذلك فيما أفاض الله على رسوله عليه الصلاة والسلام من تخفيف الصلاة وجعلها خمساً فى الأداء وخمسين فى الأجر والثواب ويظهر ايضا هذا التكريم حين أمَّ نبينا عليه الصلاة والسلام الأنبياء ليربط أمته بكل أصولها وأسلافها من الأنبياء والصدقين والشهداء وليصل بها الى أمة الإمامة.. أمة القيادة..أمة الواجب..أمة المسئولية

(4)-تمحيص الفئة المؤمنة..قال صاحب البحر المحيط قال الجمهور هى رؤيا عين ويقظة وهى ما رآه فى ليلة الإسراء وقال الشنقييطى فى أضواء البيان :ما راه نبى الله عليه الصلاة والسلام من الغرائب والعجائب ليلة الإسراء والمعراج فتنة للناس لأن عقول بعضهم ضاقت عن قبول ذلك فمعجزة الإسراء محصت الفئة المؤمنة فقد ارتد بعض ضعاف الإيمان لما حدثت معجزة الإسراء وفتنوا لاستبعاد عقولهم الضعيفة أمر الذهاب الى بيت المقدس والصعود الى السماوات العلا ومنها الى سدرة المنتهى ثم العودة الى مكة فى جزء من الليل

(5)- الدعوة الى الله لا يتوقف تحت أى ظرف أو ضغط..فلاشك أن نبينا عليه الصلاة والسلام ظل يدعو الى الله عزوجل مهما اشتد به البلاء ومهما كانت المحن وجاءت هذه الرحلة فى وقت عصيب فقد فيه زوجه خديجة وعمه أبا طالب ومع حزن رسول الله صلى الله عليه وسلنم عليهما والذى سمى عام فقدهما عام الحزن ومع ذلك لم يتوقف لحظة واحدة عن الدعوة الى الله وهو ما جسده قوله عليه الصلاة والسلام والله لا أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو اهلك دونه
فالتوقيت المعجز لهذه الرحلة يشعر بضرورة إعداد النفوس المؤمنة ولفت انتباهها الى تحرير المسجد الأقصى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

» ليلة الإسراء والمعراج دروس وعبر ~~~
» الاسراء والمعراج - على خطى الحبيب
» معجزة ليلة الاسراء والمعراج للرسول صلي الله عليه وسلم