هوى الذات (من الآخر)

إذا كان الكبار يتصارعون على الكراسى وعلى الزعامات الوهمية فإن هناك صراعاً آخر بين المثقفين العرب .حرب من نوع آخر أشد خطورة إنهم يتصارعون لإثبات صدقهم ولعرض فكرهم وهم يتعاركون معارك دامية بالأقلام والحوارات والجدل والخصومات التى لا تنتهى فكل فئة منهم لها كرسيها الفكرى الخاص الذى تصارع من أجله ولكل منهم سلطته الفكرية التى يدين لها بالولاء والطاعة لكل منهم رأيه يقدسه ويمضى وراءه مغمض العينين مكفراً أى رأى آخر فإذا بحثت عن السبب وجدت ولاء لمصلحة ذاتية أبسطها البحث الدائم فى صدق الذات وكذب الآخر
التطرف جزء من الشخصية العربية والتطرف الفكرى والحرب الإرهابية لا تقتصر على من يسفكون الدماء ولكن قلم كل مثقف عربى هو بندقية اخرى يسددها نحو فكر الآخر
التحريض لا يقتصر على أهل السلطة والتسلط وأصحاب الزعامات وعبدة الكراسى وليس من معارضى السلطة ومن يقفون على الجانب الآخر وليس من الأحزاب ومؤسسيها والتيارات وروادها
هناك تحريض لا يقل خطورة ينفث فى الرماد ويحرض على الفتنة ويعمق الجرح ويذكى التفرقة ويبث السموم أبطاله المثقفون العرب الذين هم أملنا فى الخروج من عنق الزجاجة لنفاجأ بأنهم مفسدون وليسوا مصلحين
أزمة الأمة العربية فى شخوصها الذين ينتمون الى عشرات التيارات ويدينون لأكثر من دين ويعتقدون بأف اعتقاد وأن ليس هناك من يبحث عن المصلحة العامة
كيف ندرك المصلحة العامة وكيف الوصول اليها ؟

» التحدث مع الذات" القاتل الصامت "