أنا الحب ال كان
أنا الحب ال كان
أنا الحب ال كان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثقافى أجتماعى رياضى ترفهيى
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رجل من زمن جميل
المشرف المميز
المشرف المميز
رجل من زمن جميل


عدد المساهمات : 3688
السٌّمعَة : 453
تاريخ التسجيل : 03/03/2011

سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم   سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 31 مارس - 13:44

سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم



بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين

أحبتي بعد أن فرغت من جمع وعرض قصص
النساء اللاتي ورد ذكرهن بالقرآن الكريم

أبدأ معكم اليوم سلسة من قصص آمهات المؤمنين
زوجات رسول الله صل الله عليه وسلم

تزوج رسولنا الكريم حسب الرويات المعتمدة
من إحدى عشر سيدة أولاهن السيدة خديجة بنت خويلد
وأخراهن السيدة ميمونة بنت الحارث الهلالية
رضي الله عنهن وأرضاهن

اسأل الله العلي العظيم أن يوفقني في بحثي هذا
وأن تجدوا فيه المتعة والفائدة

والحمدلله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رجل من زمن جميل
المشرف المميز
المشرف المميز
رجل من زمن جميل


عدد المساهمات : 3688
السٌّمعَة : 453
تاريخ التسجيل : 03/03/2011

سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم   سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 31 مارس - 13:47


حديث شريف

خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى
القرشية الأسدية كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة .

بداية التعارف

كانت السيدة خديجة امرأة تاجرة ذات شرف و مال ،
فلمّا بلغها عن رسول الله -صل الله عليه وسلم -


صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه،
بعثت إليه فعرضـت عليه أن يخرج في

مالٍ لها الى الشام تاجراً، وتعطيـه أفضل
ما كانت تعطي غيره من التجـار،
مع غلام لها يقال له مَيْسَـرة،
فقبل الرسول -صل الله عليه وسلم-
وخرج في مالها حتى قَدِم الشام.
وفي الطريق نزل الرسول -صل الله عليه وسلم-
في ظل شجرة قريباً من صومعة
راهب من الرهبان فسأل الراهب ميسرة:
(من هذا الرجل؟)... فأجابه:
(رجل من قريش من أهل الحرم)... فقال الراهب:
(ما نزل تحت هذه الشجرة قطٌ إلا نبي)...
ثم وصلا الشام وباع الرسول -صل الله عليه وسلم-
سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد،
ثم أقبل قافلاً الى مكة ومعه ميسرة،
فكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتدَّ الحرّ يرى
مَلَكين يُظلاَّنه -صل الله عليه وسلم-
من الشمس وهو يسير على بعيره...
ولمّا قدم -صل الله عليه وسلم-
مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به
فربحت ما يقارب الضعف .

الخطبة و الزواج

وأخبر ميسرة السيدة خديجة بما كان من أمر محمد
-صل الله عليه وسلم-
فبعثت الى رسول الله وقالت له:
(يا ابن عمّ ! إني قد رَغبْتُ فيك لقرابتك،
وشرفك في قومك وأمانتك، وحُسْنِ خُلقِك، وصِدْقِ حديثك)...
ثم عرضت عليه نفسها، فذكر الرسول -صل الله عليه وسلم-


ذلك لعمّه الحبيب الذي سُرَّ وقال له:
(إن هذا رزقٌ ساقهُ الله تعالى إليك)...


ووصل الخبر الى عم السيدة خديجة، فأرسل الى رؤساء مُضَر،
وكبراءِ مكة وأشرافها لحضور عقد الزواج المبارك ،

فكان وكيل السيدة خديجة عمّها عمرو بن أسد،
ابن عمها ورقة بن نوفل،
ووكيل الرسول -صل الله عليه وسلم- عمّه أبو طالب...
وكان أول المتكلمين أبو طالب فقال:
(الحمد لله الذي جعلنا من ذريّة إبراهيم، وزرع إسماعيل وضئضئ معد،
وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته، وسُوّاس حرمه،
وجعل لنا بيتاً محجوباً وحرماً آمناً، وجعلنا الحكام على الناس،
ثم إن ابن أخي هذا، محمد بن عبد الله لا يوزن برجلٍ إلا رجح به،
وإن كان في المال قِلاّ، فإن المال ظِلّ زائل، وأمر حائل،
ومحمد مَنْ قد عرفتم قرابته، وقد خطب خديجة بنت خويلد،
وقد بذل لها من الصداق ما آجله وعاجله
اثنتا عشرة أوقية ذهباً ونشاً -أي نصف أوقية-
وهو و الله بعد هذا له نبأ عظيم، وخطر جليل) .
ثم وقف ورقة بن نوفل فخطب قائلا:
(الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت، وفضلنا على ما عددت،
فنحن سادة العرب وقادتها،
وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم،
ولا يردُّ أحدٌ من الناس فخركم ولا شرفكم،
وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم،
فاشهدوا يا معشر قريش بأني قد زوجت
خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله)...
كما تكلم عمُّهـا عمرو بن أسـد فقال:
(اشهدوا عليّ يا معاشـر قريـش أنّي قد
أنكحـت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد)...
وشهـد على ذلك صناديد قريش...

الذرية الصالحة

تزوج النبي -صل الله عليه وسلم-
السيدة خديجة قبل البعثة بخمس عشرة سنة ،
وولدت السيدة خديجة للرسول -صل الله عليه وسلم-
ولده كلهم إلا إبراهيم،
القاسم -وبه كان يكنى-، والطاهر والطيب -لقبان لعبد الله -،
وزينب، ورقيـة، وأم كلثـوم، وفاطمـة عليهم السلام...

فأما القاسـم وعبد الله فهلكوا في الجاهلية،
وأما بناتـه فكلهـن أدركـن الإسلام
فأسلمن وهاجرن معه -صل الله عليه وسلم-...

إسلام خديجة

وبعد الزواج الميمون بخمسة عشر عاماً نزل الوحي على النبي
-صل الله عليه وسلم- فآمنت به خديجة،
وصدقت بما جاءه من الله ، ووازرته على أمره،
وكانت أول من آمن بـ الله وبرسوله، وصدق بما جاء منه،
فخفف الله بذلك عن نبيه -صل الله عليه وسلم-
لا يسمع شيئاً مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له،
فيحزنه ذلك، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها،
تثبته وتخفف عليه وتصدقه، وتهون عليه أمر الناس،
قال الرسول -صل الله عليه وسلم-:
(أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قَصَب
-اللؤلؤ المنحوت-، لا صخب فيه ولا نصب)...

فضل خديجة

جاء جبريل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-
فقال: (إن الله يقرأ على خديجة السلام)...
فقالت:
(إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك السلام ورحمة الله)...

عام المقاطعة

ولمّا قُضيَ على بني هاشم وبني عبد المطلب
عام المقاطعة أن يخرجوا من مكة الى شعابها،
لم تتردد السيدة خديجة في الخروج مع رسول الله
-صل الله عليه وسلم-
لتشاركه أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها...


وعلى الرغم من تقدمها بالسن،
فقد نأت بأثقال الشيخوخة بهمة عالية وكأنها عاد إليها صباها،

وأقامت قي الشعاب ثلاث سنين،
وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى...

عام الحزن

وفي العام العاشر من البعثة النبوية وقبل الهجرة بثلاث سنين
توفيت السيدة خديجة -رضي الله عنها-،
التي كانت للرسول -صل الله عليه وسلم -
وزير صدق على الإسلام ، يشكـو إليها،
وفي نفس العام توفـى عـم الرسول
-صل الله عليه وسلم- أبو طالب،
لهذا كان الرسـول - صل الله عليه وسلم -
يسمي هذا العام بعام الحزن...

الوفـــــــــاء

قد أثنى رسول الله - صل الله عليه وسلم-
على السيدة خديجة ما لم يثن على غيرها،
فتقول السيدة عائشة:
(كان رسول الله -صل الله عليه وسلم-
لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة
فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوماً
من الأيام فأخذتني الغيرة، فقلت:
(هل كانت إلا عجوزاً قد أبدلك الله خيراً منها)...
فغضب ثم قال:
(لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنتْ بي إذْ كفرَ الناس،
وصدَّقتني إذ كذّبَني الناس،
وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس
ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء)...


قالت عائشة:
(فقلتْ في نفسي: لا أذكرها بعدها بسبّةٍ أبداً)



1-السيدة خديجة

" رضى الله عنها وأرضها "
أم المؤمنين

والله ما أبدلني الله خيراً منها .
قد آمنت بى إذ كفر بى الناس
وصدَّقتنى إذ كذبنى الناس ،
وواستنى بمالها إذ حرمنـى الناس
ورزقنى الله أولادها وحرمنى أولاد الناس .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رجل من زمن جميل
المشرف المميز
المشرف المميز
رجل من زمن جميل


عدد المساهمات : 3688
السٌّمعَة : 453
تاريخ التسجيل : 03/03/2011

سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم   سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 31 مارس - 13:53


2-السيدة سودة


" رضى الله عنها وأرضها "




السيدة سودة بنت زمعة



مقدمة

هي سودة بنت زمعة بن قيس العامرية القرشية أم المؤمنين

وهي أول امرأة تزوجها النبي صل الله عليه وسلم
بعد خديجة رضي الله عنها،
وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو النجارية.


إسلامها


أسلمت قديما وبايعت وكانت عند ابن عم لها

يقال له السكران بن عمرو وأسلم أيضا
وهاجروا جميعا إلى أرض الحبشة
في الهجرة الثانية فلما قدما مكة مات زوجها وقيل:
مات بالحبشة فلما حلت خطبها
رسول الله صل الله عليه وسلم وتزوجها.



زواجها من النبي

صل الله علي وسلم:



عن ابن عباس قال كانت سودة بنت زمعة عند السكران بن عمرو

أخي سهيل بن عمرو فرأت في المنام كأن النبي
صل الله عليه وسلم
أقبل يمشي حتى وطئ على عنقها فأخبرت زوجها بذلك
فقال وأبيك لإن صدقت روئتك لأموتن وليتزوجنك
رسول الله صل الله عليه سلم
فقالت حجرا وسترا - تنفي عن نفسها ذاك -
ثم رأت في المنام ليلة أخرى أن قمرا انقض عليها
من السماء وهي مضطجعة فأخبرت زوجها
فقال وأبيك لإن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرا
حتى أموت وتتزوجين من بعدي فاشتكى السكران
من يومه ذلك فلم يلبث إلا قليلا حتى مات
وتزوجها رسول الله صل الله عليه وسلم.
قالت خولة بنت حكيم السلمية امرأة عثمان بن مظعون:
أي رسول الله ألا تزوج قال:
"ومن؟"
قلت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا قال:
"فمن البكر" قلت: ابنة أحب خلق الله إليك:
عائشة بنت أبي بكر.
قال: ومن الثيب" قلت: سودة بنت زمعة بن قيس
آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه. قال:
"اذهبي فاذكريهما علي
" فجاءت فدخلت بيت أبي بكر......
ثم خرجتُ فدخلتُ على سودة فقلتُ:
يا سودة ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة!
قالت: وما ذاك قالت:
أرسلني رسول الله صل الله عليه وسلم أخطبك عليه.
قالت: وددت ادخلي على أبي فاذكري ذلك له قالت:
وهو شيخ كبير قد تخلف عن الحج فدخلت عليه فقلت:
إن محمد بن عبد الله أرسلني أخطب عليه سودة .
قال: كفء كريم فماذا تقول صاحبتك
قالت: تحب ذلك . قال: ادعيها . فدعتها فقال:
إن محمد بن عبد الله أرسل يخطبك
وهو كفء كريم أفتحبين أن أزوجك قالت:
نعم. قال: فادعيه لي، فدعته فجاء فزوجها...



موقف أخيها عندما تزوجها

رسول الله صل الله عيه وسلم:



عن عائشة قالت:

تزوج رسول الله صل الله عليه وسلم سودة بنت زمعة
فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل
يحثو التراب على رأسه فقال بعد أن أسلم:
إني لسفيه يوم أحثو في رأسي التراب أن تزوج
رسول الله صل الله عليه وسلم بسودة بنت زمعة.



من ملامح شخصيتها:

حبها للصدقة


عن عائشة قالت اجتمع أزواج النبي

صل الله عليه وسلم ذات يوم فقلنا يا رسول الله
أينا أسرع لحاقا بك قال أطولكن يدا فأخذنا
قصبة نذرعها فكانت سودة بنت زمعة بنت قيس
أطولنا ذراعا قالت وتوفي رسول الله صل الله عليه
وسلم فكانت سودة أسرعنا به لحاقا
فعرفنا بعد ذلك أنما كان طول يدها
الصدقة وكانت امرأة تحب الصدقة.



فطنتها:


آثرت بيومها حب رسول الله تقربا إلى رسول الله

وحبا له وإيثارا لمقامها معه فكان يقسم لنسائه
ولا يقسم لها وهي راضية بذلك
مؤثرة لرضى رسول الله رضي الله عنها،
فعن عائشة أن سودة وهبت يومها وليلتها
لعائشة تبتغي بذلك رضى رسول الله
وعن النعمان بن ثابت التيمي قال قال
رسول الله صل الله عليه وسلم لسودة بنت زمعة
إعتدي فقعدت له على طريقه ليلة
فقالت يا رسول الله ما بي حب الرجال ولكني
أحب أن أُبعث في أزواجك فأرجعني
قال فرجعها رسول الله صل الله عليه وسلم



من مواقفها مع الرسول

صل الله عليه وسلم



عن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال قدم بأسارى بدر

وسودة بنت زمعة زوج النبي صل الله عليه وسلم
عند آل عفراء في مناحتهم على عوف ومعوذ
ابني عفراء وذلك قبل أن يضرب عليهم الحجاب
قالت قدم بالأسارى فأتيت منزلي فإذا أنا بسهيل بن عمرو
في ناحية الحجرة مجموعة يداه إلى عنقه
فلما رأيته ما ملكت نفسي أن قلت
أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألا متم كراما قالت
فو الله ما نبهني إلا قول رسول الله صل الله عليه وسلم
من داخل البيت أي سودة أعلى الله وعلى رسوله
قلت يا رسول الله والله إن ملكت نفسي
حيث رأيت أبا يزيد أن قلت ما قلت.


وعن ابن عباس قال ماتت شاة لسودة بنت زمعة فقالت:

يا رسول الله ماتت فلانة يعني الشاة فقال
فلولا أخذتم مسكها فقالت نأخذ مسك
شاة قد ماتت فقال لها رسول الله صل الله عليه وسلم
إنما قال الله عز وجل
{ قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً
أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ
فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }


سورة الأنعام - 145

فإنكم لا تطعمونه ان تدبغوه فتنتفعوا به فأرسلت إليها
فسلخت مسكها فدبغته فأخذت منه قربة حتى تخرقت عندها

وعن عائشة قالت: استأذنت سودة بنت زمعة

رسول الله صل الله عليه وسلم أن يأذن لها
فتدفع قبل ان يدفع فأذن لها وقال القاسم
وكانت امرأة ثبطة قال القاسم الثبطة الثقيلة
فدفعت وحبسنا معه حتى دفعنا بدفعه
قالت عائشة فلأن أكون استأذنت رسول الله
كما استأذنت سودة فأدفع قبل الناس
أحب إلي من مفروح به

وفاتها

توفيت السيدة سودة بنت زمعة

رضي الله عنها وأرضاها
في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رجل من زمن جميل
المشرف المميز
المشرف المميز
رجل من زمن جميل


عدد المساهمات : 3688
السٌّمعَة : 453
تاريخ التسجيل : 03/03/2011

سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم   سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 31 مارس - 13:58


3- السيدة عائشة

عائشة بنت أبي بكر الصديق

المبرأة من فوق سبع سموات
رضي الله عنها


مقدمة


فهي (رضي الله عنها) بعلمها ودرايتها ساهمت بتصحيح المفاهيم،
والتوجيه لإتباع سنة رسول الله . فقد كان أهل العلم يقصدونها
للأخذ من علمها الغزير، فأصبحت بذلك نبراساً منيراً يضيء
على أهل العلم وطلابه.تلكم هي عائشة بنت أبي بكر الصديق
عبد الله بن عثمان، زوجة رسول الله وأفقه نساء المسلمين
وأعلمهن بالقرآن والحديث والفقه.
ولدت بمكة المكرمة في العام الثامن قبل الهجرة ،
تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة
الثانية للهجرة، فكانت أكثر نسائه رواية لأحاديثه.
كانت من أحب نساء الرسول إليه،
وتحكي (رضي الله عنها) عن ذلك فتقول
((فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر:
كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه،
وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع (أي دخل بي)،
ونزل عذري من السماء (المقصود حادثة الإفك)،
واستأذن النبي صل الله عليه وسلم نساءه في مرضه
قائلاً: إني لا أقوى على التردد عليكن،فأذنّ لي
أن أبقى عند بعضكن، فقالت أم سلمة:
قد عرفنا من تريد، تريد عائشة، قد أذنا لك،
وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، فقد استاك بسواكي،
وقبض بين حجري و نحري، ودفن في بيتي)).
توفيت(رضي الله عنها) في الثامنة والخمسين للهجرة.

علمها وتعليمها


تعد عائشة (رضي الله عنها) من أكثر النساء في العالم فقهاً وعلماً،

فقد أحيطت بعلم كل ما يتصل بالدين من قرآن وحديث وتفسير وفقه.
وكانت (رضي الله عنها) مرجعاً لأصحاب رسول الله
عندما يستعصي عليهم أمر، فقد كانوا (رضي الله عنهم)
يستفتونها فيجدون لديها حلاً لما أشكل عليهم.
حيث قال أبو موسى الأشعري :
((ما أشكل علينا –أصحاب رسول الله حديث قط،
فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً)) .


وقد كان مقام السيدة عائشة بين المسلمين

مقام الأستاذ من تلاميذه، حيث أنها إذا سمعت
من علماء المسلمين والصحابة روايات ليست على وجهها الصحيح،
تقوم بالتصحيح لهم وتبين ما خفي عليهم،
فاشتهر ذلك عنها ، وأصبح كل من يشك في رواية أتاها سائلاً.


لقد تميزت السيدة بعلمها الرفيع لعوامل مكنتها

من أن تصل إلى هذه المكانة، من أهم هذه العوامل:


- ذكائها الحاد وقوة ذاكرتها، وذلك لكثرة ما روت عن النبي .

- زواجها في سن مبكر من النبي صلى الله عليه وسلم ،

ونشأتها في بيت النبوة، فأصبحت (رضي الله عنها) التلميذة النبوية.


- كثرة ما نزل من الوحي في حجرتها،

وهذا بما فضلت به بين نساء رسول الله.


- حبها للعلم و المعرفة، فقد كانت تسأل و تستفسر

إذا لم تعرف أمراً أو استعصى عليها مسائلة، فقد قال عنها ابن أبي مليكة
((كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه)).


ونتيجة لعلمها وفقهها أصبحت حجرتها المباركة

وجهة طلاب العلم حتى غدت هذه الحجرة
أول مدارس الإسلام وأعظمها أثر في تاريخ الإسلام.
وكانت (رضي الله عنها) تضع حجاباً بينها وبين تلاميذها،
وذلك لما قاله مسروق
((سمعت تصفيقها بيديها من وراء الحجاب)).


لقد اتبعت السيدة أساليب رفيعة في تعليمها

متبعة بذلك نهج رسول الله في تعليمه لأصحابه.
من هذه الأساليب عدم الإسراع في الكلام
وإنما التأني ليتمكن المتعلم من الاستيعاب،.
فقد قال عروة إن السيدة عائشة قالت مستنكرة
((ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جانب حجرتي
يحدّث عن رسول الله يسمعني ذلك،
وكنت أسبِّح-أصلي-فقام قبل أن أقضي سبحتي،
ولو أدركته لرددت عليه، إن
رسول الله لم يكن يسرد الحديث كسردكم.


كذلك من أساليبها في التعليم،

التعليم أحياناً بالإسلوب العملي،
وذلك توضيحاً للأحكام الشرعية العملية كالوضوء.
كما أنها كانت لا تتحرج في الإجابة على المستفتي
في أي مسائلة من مسائل الدين
ولو كانت في أدق مسائل الإنسان الخاصة.
كذلك لاحظنا بأن السيدة عائشة كانت تستخدم الإسلوب العلمي
المقترن بالأدلة سواء كانت من الكتاب أو السنة.
ويتضح ذلك في رواية مسروق حيث قال
((كنت متكئاً عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة،
ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية،
قلت: ما هن ؟ قالت:
من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية،
قال: وكنت متكئاً فجلست فقلت:يا أم المؤمنين،
أنظريني ولا تعجليني،ألم يقل الله عز وجل



(وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ )
التكوير-23

فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله ،فقال:

( إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين،
رأيته مهبطاً من السماء سادّاً عِظَمُ خلقه ما بين السماء و الأرض)
فقالت: أولم تسمع أن الله يقول
(لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )
الأنعام-103
أو لم تسمع أن الله يقول
(وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ
أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ )
الشورى-51


قالت: ومن زعم أن رسول الله كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية ،

و الله يقول:
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ
فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )
المائدة-67
قالت: ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية ،


والله يقول

( قُل لّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )
النمل-65


وبذلك يتضح لنا بأن السيدة عائشة (رضي الله عنها)

كانت معقلاً للفكر الإسلامي، وسراجاً يضيء على طلاب العلم.
ولذكائها و حبها للعلم كان النبي صل الله عليه وسلم
يحبها ويؤثرها حيث قال
( كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون
ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).




السيدة المفسرة المحدثة

كانت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عالمة مفسرة ومحدثة،

تعلم نساء المؤمنين،ويسألها كثير من الصحابة في أمور الدين،
فقد هيأ لها الله سبحانه كل الأسباب التي جعلت منها أحد أعلام التفسير والحديث.
وإذا تطرقنا إلى دورها العظيم في التفسير فإننا نجد أن كونها
ابنة أبو بكر الصديق هو أحد الأسباب التي مكنتها
من احتلال هذه المكانة في عالم التفسير، حيث أنها
منذ نعومة أظافرها وهي تسمع القرآن من فم والدها الصديق،
كما أن ذكائها و قوة ذاكرتها سبب آخر،ونلاحظ ذلك من قولها
( لقد نزل بمكة على محمد صل الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب
(بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ )
القمر-46

وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده)).
ومن أهم الأسباب إنها كانت تشهد نزول الوحي على رسول الله،

وكانت(رضي الله عنها)تسأل الرسول عن معاني القرآن الكريم
وإلى ما تشير إليه بعض الآيات.فجمعت بذلك شرف تلقي القرآن
من النبي صل الله عليه وسلم فور نزوله
وتلقي معانيه أيضا من رسول الله. وقد جمعت (رضي الله عنها)
إلى جانب ذلك كل ما يحتاجه المفسر كقوتها في اللغة العربية

وفصاحة لسانها و علو بيانها.
كانت السيدة تحرص على تفسير القرآن الكريم بما يتناسب

وأصول الدين وعقائده، ويتضح ذلك في ما قاله عروة يسأل السيدة عائشة
عن قوله تعالى
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا
فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ )
يوسف-110
قلت: أ كُذِبُوا أم كُذِّبُوا؟ قالت عائشة: كُذِّبُوا،
قلت: قد استيقنوا أن قومهم كذّبوهم فما هو بالظن،
قالت: أجل لعمري قد استيقنوا بذلك، فقلت لها:
وظنَّوا أنهم قد كُذِبُوا؟ قالت: معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها،
قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم،
فطال عليهم البلاء و استأخر عنهم النصر،
حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم،
وظنت الرسل أن اتباعهم قد كذَّبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك)).


وفي موقف آخر يتضح لنا أن السيدة عائشة كانت تحرص على إظهار

ارتباط آيات القرآن بعضها ببعض بحيث كانت تفسر القرآن بالقرآن.
وبذلك فإن السيدة عائشة تكون قد مهدت لكل من أتى بعدها
أمثل الطرق لفهم القرآن الكريم .
أما من حيث إنها كانت من كبار حفاظ السنة من الصحابة،
فقد احتلت (رضي الله عنها) المرتبة الخامسة في حفظ الحديث وروايته،
حيث إنها أتت بعد أبي هريرة ، وابن عمر وأنس بن مالك ، وابن عباس
(رضي الله عنهم).


ولكنها امتازت عنهم بأن معظم الأحاديث التي روتها قد تلقتها مباشرة

من النبي صل الله عليه وسلم كما أن معظم الأحاديث التي روتها
كانت تتضمن على السنن الفعلية .
ذلك أن الحجرة المباركة أصبحت مدرسة الحديث الأول يقصدها أهل العلم
لزيارة النبي صل الله عليه وسلم وتلقي السنة من السيدة
التي كانت أقرب الناس إلى رسول الله،
فكانت لا تبخل بعلمها على أحدٍ منهم، ولذلك كان عدد الرواة عنها كبير.


كانت (رضي الله عنها) ترى وجوب المحافظة على ألفاظ الحديث كما هي،

وقد لاحظنا ذلك من رواية عروة بن الزبير عندما قالت له
(( يا ابن أختي بلغني أن عبد الله بن عمرو مارٌّ بنا إلى الحج فالقه فسائلْه،
فإنه قد حمل عن النبي صل الله عليه وسلم علماً كثيراً،
قال عروة:
فلقيته فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله صل الله عليه وسلم
فكان فيما ذكر أن النبي قال:إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعاً،
ولكن يقبض العلماء فيرفعُ العلم معهم،
ويبقى في الناس رؤوساً جهَّالاً يفتونهم بغير العلم،
فيَضلّون و يٌضلٌّون. قال عروة:
فلم حدثت عائشة بذلك أعظمت ذلك و أنكرته،
قالت: أحدَّثك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟
قال عروة: حتى إذا كان قابلٌ، قالت له: إن ابن عمرو قد قدم
فالقه ثم فاتحة حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم،
قال: فلقيته فساءلته فذكره لي نحو ما حدثني به في مرَّته الأولى،
قال عروة: فلما أخبرتها بذلك قالت:
ما أحسبه إلا قد صدق، أراه لم يزد فيه شيئاً ولم ينقص)) .
ولذلك كان بعض رواة الحديث يأتون إليها ويسمعونها
بعض الأحاديث ليتأكدوا من صحتها، كما إنهم لو
اختلفوا في أمر ما رجعوا إليها.
ومن هذا كله يتبين لنا دور السيدة عائشة و فضلها
في نقل السنة النبوية ونشرها بين الناس،
ولولا أن الله تعالى أهلها لذلك لضاع قسم كبير من سنة النبي
صل الله عليه وسلم الفعلية في بيته عليه الصلاة و السلام




السيدة الفقيهة

تعد السيدة عائشة(رضي الله عنها)
من أكثر النساء في العالم فقهاً وعلماً،
فقد كانت من كبار علماء الصحابة المجتهدين،
وكما ذكرنا سابقاً بأن أصحاب الرسول كانوا يستفتونها فتفتيهم،
وقد ذكر القاسم بن محمد أن عائشة قد اشتغلت بالفتوى
من خلافة أبي بكر إلى أن توفيت.
ولم تكتفِ (رضي الله عنها) بما عرفت من النبي صل الله عليه وسلم
وإنما اجتهدت في استنباط الأحكام للوقائع التي
لم تجد لها حكماً في الكتاب أو السنة،
فكانت إذا سئلت عن حكم مسألة ما بحثت في الكتاب والسنة،
فإن لم تجد اجتهدت لاستنباط الحكم،
حتى قيل إن ربع الأحكام الشرعية منقولة عنها .
فهاهي (رضي الله عنها) تؤكد على تحريم زواج المتعة
مستدلة بقول الله تعالى :
( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ
إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ


فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ
)
المؤمنون - 7,6,5

وقد استقلت السيدة ببعض الآراء الفقهية، التي خالفت بها آراء الصحابة،

ومن هذه الآراء:

1-جواز التنفل بركعتين بعد صلاة العصر، قائلة

(( لم يدع رسول الله صل الله عليه وسلم الركعتين بعد العصر)).
وعلى الرغم من أنه من المعلوم أن التنفل بعد صلاة العصر مكروه،
فقال بعض الفقهاء أن التنفل بعد العصر من خصوصياته صل الله عليه وسلم .


2- كما أنها كانت ترى أن عدد ركعات قيام رمضان إحدى عشرة ركعة مع الوتر،

مستدلة بصلاة رسول الله صل الله عليه وسلم،
وذلك عندما سألها أبو سلمة بن عبدالرحمن
((كيف كانت صلاة رسول الله صل الله عليه وسلم في رمضان؟
قالت: ما كان رسول الله صل الله عليه وسلم يزيد في رمضان
ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة،
يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن و طولهن،
ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن و طولهن،
ثم يصلي ثلاثا.
فقلت يا رسول الله: أتنام قبل أن توتر؟ فقال:
((يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي))..
فكان الصحابة (رضي الله عنهم) يصلونها عشرين ركعة،
لأن فعل النبي لهذا العدد لا يدل على نفي ما عداه .
وهكذا جمعت السيدة عائشة بين علو بيانها و رجاحة عقلها،
حتى قال عنها عطاء
( كانت عائشة أفقه الناس وأحسن الناس رأياً في العامة).


حادثة الإفك


ومن أهم المواقف في حياة أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها-

موقف التهمة الشنيعة التي اتهمت بها (حادثة الإفك)،
ذلك لأن نفوس المنافقين الذين رأوا انتصارات المسلمين
تتوسع يوما بعد يوم لم تسترح،
ووجدوا أن مكانتهم بدأت تنحسر وتتلاشى إلى أن مقتهم مجتمعهم،
فأرادوا- بزعمهم- أن يوجهوا ضربة قاصمة إلى النبي الكريم
- صل الله عليه وسلم-،
وأن يحدثوا في الصف المسلم فرقة وشقاقا،
فرموا أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق بالبهتان العظيم.


لقد كان عبدالله بن أبي بن سلول قد تولد النفاق والحسد في قلبه

من أول يوم سمع فيه بالإسلام، وطفق يكيد للنبي
- صل الله عليه وسلم-
وللإسلام المكيدة تلو الأخرى، ولكن حكمة الله - تعالى-
كانت له وللمنافقين بالمرصاد، فكانت تلجمهم وتكبتهم.


لقد كان لحادثة الإفك وقع أليم على قلب أم المؤمنين

عائشة- رضي الله عنها-، ومرت عليها
وعلى رسول الله- صل الله عليه وسلم-
والبيت البكري الصادق أوقات قاسية حرجة،
امتدت إلى شهر من الزمن، حتى نزل القران الكريم بالبراءة للعفيفة الشريفة،
وتحمل هذه البراءة شهادة مباركة للصحابي الجليل صفوان بن المعطل
الذي رمي بالحديث الآثم، كما وسمت المنافقين

بميسم الزور والبهتان الذي يلاحقهم إلى النهاية.
كانت هذه الحادثة في غزوة المريسيع سنة خمس من الهجرة،

وعمر عائشة- رضي الله عنها- يومئذ اثنتا عشرة سنة.


وها هي عائشة- رضي الله عنها- تحدثنا عن هذه الحادثة المؤلمة مفصلة فتقول:

كان رسول الله- صل الله عليه وسلم- إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه،
فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه.
فأقرع بيننا في غزوة غزاها، فخرج سهمي،
فخرجت معه بعدما نزل الحجاب، وأنا أحمل في هودج، وانزل فيه،
فسرنا، حتى إذا فرغ رسول الله- صل الله عليه وسلم- من غزوته تلك،
وقفل ودنونا من المدينة، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حينئذ،
فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت حاجتي أقبلت إلى رحلي،
فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع، فالتمسته، وحبسني التماسه،
وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي، فاحتملوا هودجي،
فرحلوه على بعيري، وهم يحسبون أني فيه،
وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن - اللحم،
إنما يأكلن العلقة من الطعام. فلم يستنكروا خفة المحمل حين رفعوه،
وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، !
فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب.
فأممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنهم سيفقدونني،
فيرجعون إلي، فبينا أنا جالسة غلبتني عيني، فنمت.


وكان صفوان بن المعطل السلمي، ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج،

فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني،
فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب. فاسترجع،
فاستيقظت باسترجاعه حين عرفت. فخمرت وجهي بجلبابي،
والله ما كلمني كلمة، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه،
فأناخ راحلته، فوطىء على يديها فركبتها.
فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش
بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة،
فهلك من هلك فيه،
وكان الذي تولى كبر الإفك عبدالله بن أبي بن سلول.


فقدمنا المدينة، فاشتكيت شهرا، والناس يفيضون في قول أهل الإفك،

ولا أشعر بشيء من ذلك، ويريبني في وجهي أني لا أعرف من رسول الله
- صل الله عليه وسلم-
اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي،
إنما يدخل علي، فيسلم، ثم يقول: كيف تيكم؟ ثم ينصرف،
فذلك الذي يريبني، ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعدما نقهت.
فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع ، وهو متبرزنا.
وكنا لا نخرج إلا ليلا، وذلك قبل أن تتخذ الكنف قريبا من بيوتنا،
وأمرنا أمر العرب الأول من التبرز قبل الغائط،
وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا.
فانطلقت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم بن عبد مناف،
وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق،
وابنها مسطح بن أثاثة بن المطلب، فأقبلت أنا وهي قبل بيتي،
قد فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح!
فقلت لها: بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا؟
قالت: أي هنتاه، أو لم تسمعي ما قال؟ قلت: وما ذاك؟

فأخببرتني الخبر، فازددت مرضا على مرضي.
فلما رجعت إلى بيتي، ودخل علي رسول الله- صل الله عليه وسلم-

فسلم ثم قال: كيف تيكم؟ فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟
وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما. فأذن لي.
فجئت ، أبوي، فقلت: يا أمتاه، ما يتحدث الناس؟ قالت: يا بنية هوني عليك،
فوالله لقلما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن عليها.
فقلت: سبحان الله! وقد تحدت الناس بهذا ؟!
فبكيت الليلة حتى لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم.
ثم أصبحت أبكي.
فدعا رسول الله- صل الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب
وأسامة بن زيد حتى استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله،
فأما أسامة فأشار على رسول الله- صل الله عليه وسلم-
بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود،
فقال: يا رسول الله، أهلك، ولا نعلم إلا خيرا.
وأما علي فقال: لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير،
واسأل الجارية تصدقك. فدعا بي رسول الله- صل الله عليه وسلم- بريرة،
فقال: أي بريرة، هل رأيت من شيء يريبك؟ قالت: لا والذي بعثك بالحق،
إن رأيت عليها أمرا اغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن،

تنام على عجين أهلها، فيأتي الداجن، فيأكله.
فقام رسول الله- صل الله عليه وسلم-
فاستعذر من عبدالله بن أبي سلول،

فقال وهو على المنبر: "يا معشر المسلمين،
من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي،
فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا،
ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا،
وما كان يدخل على أهلي إلا معي
". فقام سعد بن معاذ، فقال: يا رسول الله، أنا أعذرك منه،
إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا
من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك،
فقام سعد بن عبادة - وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا،
ولكن احتملته الحمية، فقال: كذبت لعمر الله، لا تقتله،
ولا تقدر على قتله، فقام أسيد بن حضير- وهو ابن عم سعد بن معاذ-
فقال: كذبت! لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين.
فتشاور الحيان: الأوس والخزج ، حتى سكتوا وسكت.


قالت: فبكيت يومي ذلك وليلتي، لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم،

فأصبح أبواي عندي، وقد بكيت ليلتين ويوما لا أكتحل بنوم، ولا يرقأ لي دمع،
حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي.
فبينما هما جالسان عندي، وأنا أبكي، استأذنت علي امرأة من الأنصار،
فأذنت لها، فجلست تبكي معي، فبينما نحن على ذلك
دخل علينا رسول الله- صل الله عليه وسلم- فسلم،
ثم جلس، ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل،
ولقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء.
قالت: فتشهد، ثم قال: "أما بعد، يا عائشة، فإنه بلغني عنك كذا وكذا،
فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله، وتوبي إليه،
فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه ".
فلما قضى مقالته، قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة،
فقلت لأبي: أجب رسول الله فيما قال،
قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله- صل الله عليه وسلم-.
فقلت لأمي: أجيبي رسول الله- صل الله عليه وسلم-،
قالت: ما أدري ما أقول لرسول الله- صل الله عليه وسلم-،
فقلت وأنا حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن:
إني والله لقد علمت، لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم،
وصدقتم به، فلئن قلت لكم: إني بريئة- والله يعلم أني بريئة-
لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني بريئة لتصدقني.
والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا قول أبي يوسف:
( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ )
يوسف-18
ثم تحولت، فاضطجعت على فراشي، وأنا أعلم أني بريئة، وأن الله- تعالى-
يبرئني ببراءتي، ولكن والله ما ظننت أن الله ينزل في شأني وحيا يتلى،
ولشأني كان في نفسي أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى،
ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله- صل الله عليه وسلم-
في النوم رؤيا يبرئني الله بها.


قالت: فو الله ما قام رسول الله- صل الله عليه وسلم-،

ولا خرج أحد من أهل البيت، حتى نزل عليه الوحي،
فأخذه من كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق،
وهو في يوم شات، من ثقل القول الذي ينزل عليه، فلما سري وهو يضحك،
قال: "يا عائشة، أما والله لقد برأك الله " فقالت أمي: قومي إليه،
فقلت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله. وأنزل الله - تعالى-:
(( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ
لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ
لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ
لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ
وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ
يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ))

سورة النور (11-20) .
قالت: فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبوبكر،

وكان ينفق على مسطح لقرابته وفقره: والله لا انفق على مسطح شيئا أبدا
بعد الذي قال لعائشة. فأنزلت:
(( وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى
وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا
أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ))
سورة النور22.



قال: بلى والله، إني لأحب أن يغفر الله لي.

فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه،

وقال: والله لا أنزعها منه أبدا.
قالت: وكاد رسول الله- صل الله عليه وسلم-
يسأل زينب بنت جحش عن أمري.

فقالت: أحمي سمعي وبصري، ما علمت إلا خيرا،
وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي- صل الله عليه وسلم-،
فعصمها الله- تعالى بالورع، وطفقت أختها حمنة تحارب لها،
فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك.


وهكذا أكرم الله- تعالى المؤمنين بفضله، ورد كيد المنافقين إلى نحورهم،

ورحم الله الشاعر حين قال على لسان عائشة- رضي الله عنها-:


وتكلم الله العظيــم بحجتي وبراءتي في محكم القران

والله في القرآن قد لعن الذي بعد البراءة بالقبيح رماني


والله فضلني وعـظم حرمتي وعلي لسان نبيه بـراني

والله وبخ من أراد تنقـصي إفكا وسبح نفسه في شاني




وفاتها

توفيت السيدة عائشة (رضي الله عنها) وهي في السادسة و الستين من عمرها،

بعد أن تركت أعمق الأثر في الحياة الفقهية و الاجتماعية والسياسية للمسلمين.

وحفظت لهم بضعة آلاف من صحيح الحديث عن رسول صل الله عليه وسلم.
لقد عاشت السيدة بعد رسول الله صل الله عليه وسلم

لتصحيح رأي الناس في المرأة العربية ،
فقد جمعت (رضي الله عنها) بين جميع جوانب العلوم الإسلامية ،
فهي السيدة المفسرة العالمة المحدثة الفقيهة.
وكما ذكرنا سابقاً فهي التي قال عنها رسول الله صل الله عليه وسلم
أن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام،
فكأنها فضلت على النساء.


كما أن عروة بن الزبير قال فيها

(ما رأيت أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة) .
وأيضا قال فيها أبو عمر بن عبدالبر
( إن عائشة كانت وحيدة بعصرها في
ثلاثة علوم علم الفقه وعلم الطب وعلم الشعر).


وهكذا فإننا نلمس عظيم الأثر للسيدة التي اعتبرت

نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه،
للسيدة التي كانت أقرب الناس لمعلم الأمة وأحبهم،
والتي أخذت منه الكثير وأفادت به المجتمع الإسلامي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رجل من زمن جميل
المشرف المميز
المشرف المميز
رجل من زمن جميل


عدد المساهمات : 3688
السٌّمعَة : 453
تاريخ التسجيل : 03/03/2011

سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم   سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 31 مارس - 14:01


4- السيدة حفصة


السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب
-رضي الله عنهما-


تزوّجها النبـي صل اللـه عليه وسلم سنة ثلاث من الهجرة ،
بعد أن توفي زوجها المهاجر( خنيـس بن حذافـة السهمـي )
الذي توفي من آثار جراح أصابته يوم أحـد ،
وكان من السابقين الى الإسـلام هاجر الى الحبشـة
وعاد الى المدينة وشهد بدراً وأحداً،
فترمَّلت ولها عشرون سنة .


الزواج المبارك

تألم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابنته كثيراً ،
لألمها وعزلتها ، وبعد انقضاء عدّتها أخذ يفكر لها بزوج جديد ،
ولمّا مرت الأيام ولم يخطبها أحد
قام بعرضها على سيدنا أبي بكر رضي الله عنه فلم يُجِبّه بشيء ،
وعرضها على عثمان بن عفان رضي الله عنه فلم يجبه أيضاً ،
فوَجَد عليهما وانكسر ،
وشكا حاله الى الرسول صل الله عليه وسلم- فقال له :
" يتزوّج حفصة من هو خير من عثمان ،
ويتزوّج عثمان من هو خير من حفصة ".
وخطبها الرسول صل الله عليه وسلم،
ونال عمر شرف مصاهرة النبي صل الله عليه وسلم
وزوَّج النبي عثمان بابنته ( أم كلثوم )
بعد وفاة أختها ( زينب ) .

بيت الزوجية

ودخلت أمنا حفصة بيت النبي صل الله عليه وسلم
ثالثة الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام ،
بعد أمنا سودة وأمنا عائشة ، أما أمنا سودة فرحّبت بها راضية ،
وأمّا أمنا عائشة فحارت ماذا تصنع بابنة الفاروق عمر ،
وسكتت أمام هذا الزواج المفاجيء ،
الذي تقتطع فيه أمنا حفصة ثلث أيامها
مع الرسول صل الله عليه وسلم ولكن هذه الغيرة
تضاءلت مع قدوم زوجات أخريات ،
فلم يسعها إلا أن تصافيها الودّ ،
وتُسرّ أمنا حفصة لودّ ضرتها عائشة ،
وعندها حذّر عمر بن الخطاب ابنته من هذا الحلف الداخلي ،
ومن مسايرة حفصة لعائشة المدللة ،
فقال لها : يا حفصة ،
أين أنتي من عائشة ، وأين أبوكِ من أبيها ؟

وارِثة المصحف

لقد عكِفَـت أم المؤمنين حفصـة
على تلاوة المصحف وتدبُّره والتأمـل فيه ،
مما أثار انتباه أمير المؤمنين سيدنا عمر رضي الله عنه
مما جعله يُوصي الى ابنته ( حفصة )
بالمصحف الشريف الذي كُتِبَ في عهد
سيدنا أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه
بعد وفاة النبي صل الله عليه وسلم ،
وكتابته كانت على العرضة الأخيرة
التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان
من عام وفاته صل الله عليه وسلم .
ولمّا أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين
عثمان بن عفان في جمع الناس
على مصحف إمامٍ ينسخون منه مصاحفهم ،
أرسل أمير المؤمنين عثمان الى أم المؤمنين
حفصة رضي الله عنها لترسل
إليهم بالمصُّحُفِ الموجود عندها .

وفاتها

وبقيت أمنا حفصة عاكفة على العبادة ، صوّامة قوّامة إلى أن
توفيت أول ما بويع معاوية سنة إحدى وأربعين ،
وشيّعها أهل المدينة ودُفنت في البقيع مع أمهات المؤمنين
رضي الله عنهن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رجل من زمن جميل
المشرف المميز
المشرف المميز
رجل من زمن جميل


عدد المساهمات : 3688
السٌّمعَة : 453
تاريخ التسجيل : 03/03/2011

سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم   سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 31 مارس - 14:06

5-السيدة زينب بنت خزيمة الهلالية
أم المساكين رضي الله عنها

اسمها ولقبها:

هي زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن
عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية،
ولم يختلف المؤرخون في نسبها من جهة أبيها
كما صرح ابن عبد البر في ترجمتها بالاستيعاب بعد سياق نسبها،
وهو ما أجمعت عليه مصادرنا لترجمتها أو نسبها ،
وأما من جهة أمها فأغفلته مصادرنا،
ونقل ابن عبد البر فيها قول أبى الحسن الجرجاني النسابة ،
وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة بنت الحارث – أم المؤمنين – لأمها ،
وكانت تدعى في الجاهلية – أم المساكين –
واجتمعت المصادر على وصفها بالطيبة والكرم والعطف
على الفقراء والمساكين في الجاهلية والإسلام ،
ولا يكاد اسمها يذكر في أي كتاب إلا مقرونا بلقبها الكريم
-أم المساكين- .


زواجها من الرسول
صل الله عليه وسلم

زينب بنت خزيمة هي إحدى زوجات النبي صل الله عليه وسلم
والتي لم يمض على دخول حفصة البيت المحمدي
وقت قصير حين دخلته أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين
فكانت بذلك رابعة أمهات المؤمنين.
ويبدو أن قصر مقامها ببيت الرسول صل الله عليه وسلم
قد صرف عنها كتاب السيرة ومؤرخي عصر المبعث
فلم يصل من أخبارها سوى بضع روايات لا تسلم من تناقض واختلاف ،
وزينب بنت خزيمة أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين
هو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب،
قتل عنها في بدر فتزوجها النبي صل الله عليه وسلم سنة 3 هجرية،
ويقال إنه كان زواجا شكليا، حيث إن الرسول
-صل الله عليه وسلم تزوجها - بدافع الشفقة.

واختلف فيمن تولى زواجها من النبي صل الله عليه وسلم
ففي الإصابة عن ابن الكلبي:
أن رسول الله خطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها ،
وقال ابن هشام في السيرة : زوَّجه إياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالي،
وأصدقها الرسول أربعمائة درهم .

واختلفوا أيضا في المدة التي أقامتها ببيت النبي صل الله عليه وسلم،
ففي الإصابة رواية تقول: كان دخوله صل الله عليه وسلم بها
بعد دخوله على حفصة بنت عمر،رضي الله عنها،
ثم لم تلبث عنده شهرين أو ثلاثة وماتت " ،
ورواية أخرى عن ابن كلبي تقول: ( فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث،
فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع) .
وفي شذرات الذهب: (وفيها- يعني السنة الثالثة- دخل بزينب بنت خزيمة العامرية،
أم المساكين، وعاشت عنده ثلاثة أشهر ثم توفيت)،
وكانت زينب - رضي الله عنها – أجودهن ؛
يعني أزواج النبي صل الله عليه وسلم
وأبرهن باليتامى والمساكين ،
حتى كانت تعرف بأم المساكين .
أول من دفن من أمهات المؤمنين في المدينة


وفاتـــها:

الراجح أنها ماتت في الثلاثين من عمرها كما ذكر "الواقدي"
ونقل "ابن حجر" في الإصابة.ورقدت في سلام كما عاشت في سلام.
وصل عليها النبي عليه الصلاة والسلام،
ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر سنة أربع ،
فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن.
وقد ماتت بعد زواجها بثمانية أشهر – رضي الله عنها -
ولم يمت منهن- أمهات المؤمنين - في حياته إلا السيدة خديجة
أم المؤمنين الأولى- ومدفنها بالحجون في مكة-
والسيدة زينب بنت خزيمة الهلالية،
أم المؤمنين وأم المساكين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رجل من زمن جميل
المشرف المميز
المشرف المميز
رجل من زمن جميل


عدد المساهمات : 3688
السٌّمعَة : 453
تاريخ التسجيل : 03/03/2011

سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم   سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 31 مارس - 14:09

6-السيدة أم سلمة


رضي الله عنها


نسبها

هي ام المؤمنين ام سلمة و اسمها :
هند بنت ابي امية سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية
أمها : عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن خزيمة بن علقمة بن فراس
و ابوها هو احد وجهاء قريش و قد عرف بلقب زاد الركب
لانه كان اذا خرج في سفر كفى من معه الزاد و ذلك من شدة كرمه
و هي ابنة عم سيف الله المسلول خالد بن الوليد
زوجها قبل رسول الله صل الله عليه و سلم هو
عبد الله بن عبد أسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
الشهير بأبي سلمة الصحابي ذو الهجرتين ابن عمة النبي
برة بنت عبد المطلب بن هاشم و اخوه صل الله عليه و سلم
من الرضاعة ارضعتهما ثوبية مولاة ابي لهب


حياتها قبل زواجها برسول
الله صل الله عليه و سلم

كان لابي سلمة و أم سلمة تاريخ عظيم في الاسلام فقد كانا
من السابقين الاولين و هاجرا مع العشرة الاولين الى الحبشة
حيث ولد هناك ابنهما سلمة ثم قدما مكة بعد تمزيق صحيفة المقاطعة
وقد اشتد اضطهاد قريش للمسلمين فلما اذن رسول لله صلى الله عليه و سلم
لاصحابه بالهجرة الى المدينة المنورة أجمع أبو سلمة امره على الهجرة
بأهله تصف السيدة أم سلمة هذا فتقول : فلما راه رجال
بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قاموا اليه فقالوا :
هذه نفسك غلبتنا عليها أرأيت صاحبتنا هذه ؟
علام نتركك تسير بها في البلاد ؟
و نزعوا خطام البعير من يده و أخذوني و غضبت عند ذلك
بنو عبد الاسد و أهووا الى سلمة و قالوا :
والله لا نترك ابننا عندها اذ نزعتموها من صاحبنا فتجاذبوا
ابني سلمة حتى خلعوا يده و انطلق به بنو عبد الاسد رهط ابي سلمة
و حبسني بنو المغيرة عندهم و انطلق زوجي أبو سلمة حتى
لحق بالمدينة ففرق بيني و بين زوجي و بين ابني قالت :
فكنت أخرج غداة فأجلس بالبطح فما أزال أبكي حتى سنة
او قربها حتى مر بي رجل من بني عمي من بني المغيرة
فرأى ما بي فرحمني فقال لبني المغيرة :
الا تخرجون من هذه المسكينة ؟
فرقتم بينها و بين زوجها و بين ابنها فقالوا لي :
الحقي بزوجك ان شئت ورد علي بنو عبد الاسد عند ذلك
ابني فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري ثم خرجت
اريد زوجي بالمدينة و ما معي احد من خلق الله فقلت:
أتبلغ بمن لقيت حتى اقدم على زوجي حتى اذا انا بالتنعيم
لقيت عثمان بن طلحة ابن ابي طلحة اخا بني عبد الدار فقال :
اين يا بنت ابي امية ؟ قلت اريد زوجي بالمدينة فقال :
هل معك أحد؟ فقلت : لا والله الا الله و ابني هذا فقال :
و الله ما لك من مترك فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني
فوالله ما صحبت رجلا من العرب اراه كان أكرم منه
اذا بلغ المنزل اناخ بي ثم نحى الى شجرة فاضطجع تحتها
فاذا دنا الرواح قام الى بعيره فقدمه فرحله ثم استأخر عني
و قال : اركبي فاذا ركبت و استويت على بعيري اتى فأخذ بخطامه
فقادني حتى ننزل فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي لى المدينة
فلما نظر الى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال :
زوجك في هذه القرية -و كان أبو سلمة نازلا بها-
فدخلتها على بركة الله تعالى ثم انصرف راجعا الى مكة و كانت تقول :
ما أعلم أهل بيت أصابهم في الاسلام ما أصاب ال أبي سلمة
و ما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة
و يقول ابن الاثير –رحمه الله- :
و قيا انها أول ظعينة هاجرت الى المدينة
و اصيب أبو سلمة رضي الله عنه
في أحد بسهم عولج منه ثم انتفض عليه جرحه فمات منه
و رسول الله صل الله عليه و سلم يعوده فأغمض عينه
و كانت هذه احدى كراماته رضي الله عنه
كانت ام سلمة رضي الله عنها قد قالت لزوجها :
بلغني انه ليس امرأة يموت زوجها و هو من أهل الجنة
ثم لم تتزوج الا جمع الله بينهما في الجنة فتعال اعاهدك
الا تتزوج بعدي و لا أتزوج بعدك قال : اتطيعينني ؟ قالت : نعم
قال : اذا مت تزوجي اللهم ارزق ام سلمة بعدي رجلا خيرا مني
لا يحزنها و لا يؤذيها فاستجاب الله تعالى لدعاء ابي سلمة رضي الله عنه
و تزوج أم سلمة سيد ولد أدم و خير الخلق اجمعين صل الله عليه و سلم
و قد كبر عليه رسول الله صل الله عليه و سلم تسع تكبيرات فقيل له :
يا رسول الله أسهوت أم نسيت ؟ فقال : لم أسه و لم أنس
و لو كبرت على أبو سلمة الفا كان اهلا لذاك

زواجها من رسول الله
صل الله عليه و سلم

و في الصحيح عن أم سلمة رضي الله عنها انها قالت :
ان ابا سلمة رضي الله عنه حدثها انه سمع
رسول الله صل الله عليه و سلم يقول :
(ما من عبد يصاب بمصيبة فيفزع الى ما امره الله به من قول
انا لله و انا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي و عوضني خيرا منها)
الا اجره الله في مصيبته و كان أمينا ان يعوضه خيرا منها
فلما هلك أبو سلمة ذكرت الذي حدثني به عن رسول الله صل الله عليه و سلم
فكنت أقول : انا لله و انا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي و عوضني خيرا منها
ثم قلت : اني اعاض خيرا من من ابي سلمة ؟
(أي كيف يعوضني الله بخير من ابي سلمة و ذلك لحبها الشديد له رضي الله عنه)
و انا أرجو ان يكون الله قد اجرني في مصيبتي
و اسند ابن سعد عنها رضي الله عنها انها قالت :
من هذا الذي هو خير من ابي سلمة
و قال بن عبد بر ان ابا سلمة قال عند وفاته :
اللهم اخلفني في أهلي بخير فأخلفه رسول الله صل الله عليه و سلم
على زوجته أم سلمة فصارت اما للمؤمنين
و على بنيه سلمة و عمر و زينب و درة
و تقدم لام سلمة ابو بكرالصديق خاطبا فرفضت في رفق
ثم عمر بن الخطاب فرفضت ايضا
وبالفعل بعد ان انقضت عدتها ارسل اليها رسول الله صل الله عليه و سلم
ليخطبها فقالت انها غيرى مسنة ...ذات عيال
فقال صل الله عليه و سلم : اما انك مسنة فانا أكبر منك
و اما الغيرة فيذهبها الله عنك و اما العيال
فالى الله و رسوله فتزوجت رسول الله صل الله عليه و سلم

أم سلمة و اولادها رضي الله
عنهم في بيت النبوة

و في الصحيحين حديث ام سلمة رضي الله عنها قالت :
قلت يا رسول الله هل لي من أجر في بني ابي سلمة
ان انفق عليهم و لست بتاركتهم هكذا و هكذا انما هم بني
قال : نعم لك أجر ما انفقت عليهم و عن عائشة رضي الله عنها
قالت : دخل علي يوما رسول الله صل الله عليه و سلم فقالت :
اين كنت منذ اليوم ؟ فقال : يا حميراء –لانها رضي الله عنها كانت حمراء الشعر-
كنت عند ام سلمة فقالت : اما تشبع من أم سلمة؟
فتبسم صل الله عليه و سلم و كان صل الله عليه و سلم يوما عندها
و ابنتها زينب هناك فجاءته السيدة فاطمة ابنته صل الله عليه و سلم
مع ولديها الحسن و الحسين رضي الله عنهم فضمهما اليه ثم تلى :
رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد فبكت أم سلمة
فنظر اليها رسول الله صل الله عليه و سلم و سألها في حنو مايبكيك ؟
قالت : يا رسول الله خصصتهم و تركتني و ابنتي فقال :
انك و ابنتك من أهل البيت و شبت زينب في رعاية النبي
صل الله عليه و سلم فكانت من افقه نساء أهل زمانها
و يروى انها دخلت على النبي صل الله عليه و سلم و هو يغتسل
فنضح في وجهها فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت و عجزت
و بلغ من حبه لربيبه سلمه ان زوجه من أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب
ابنة عمه الشهيد رضي الله عنه يقول أهل العلم بالنسب ان سلمة
هو الذي عقد للنبي صل الله عليه و سلم على أمه أم سلمة
فلما زوجه أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب أقبل صل الله عليه و سلم فقال :
اترون كافأته ؟ و كذلك شب اخوه عمر و اخته درة في كفالة النبي
صل الله عليه و سلم و رعايته فكانا مع سلمة و زينب من ربائبه
و أهل بيته رضي الله عنهم أجمعين

موقف تاريخي

وقد كان في صلح الحديبية لأم المؤمنين أم سلمة موقف لا ينسى
ينم عن رجاحة العقل و الحكمة فيذكر انه لما فرغ رسول الله صل الله عليه و سلم
من أمر كتابة الصلح قال لاصحابه : قوموا فانحروا ثم احلقوا
فما قام منهم رجل واحد حتى قال ذلك ثلاث مرات و لم يقم أحد
فكأنهم كانوا مذهولين محزونين لما حدث أو انهم توقفوا
لاحتمال ان يمون الامر للندب او رجاء نزول وحي من السماء
يبطل الصلح فلما رأى رسول الله صل الله عليه و سلم ذلك
دخل على أم سلمة محزونا فكأنها فهمت ما دار في انفس الناس
فقالت لرسول الله صل الله عليه و سلم :
أخرج ثم لا تكلم احدا منهم كلمة حتى تنحر بدنتك و تدعو حالقك ليحلق لك
ففعل رسول الله صل الله عليه و سلم و لما رأوا ذلك قاموا مسرعين فنحروا
و اخذوا بعضهم يحلق لبعض حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما



وحي و بشارة


و كان الوحي ينزل على رسول الله صل الله عليه و سلم في بيت عائشة رضي الله عنها
فتباهي بذلك ضرائرها حتى جاءت أم سلمة فأوحي اليه و هو عندها
قوله تعالى في سورة التوبة:
(وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا
عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
التوبة -102
و في سبب نزول الاية يروون ان النبي صل الله عليه و سلم
لما غزا بني قريظة في السنة الخامسة للهجرة و حاصرهم
حتى جهدهم الحصار قدف الله في قلوبهم الرعب فبعثوا
الى رسول الله صل الله عليه و سلم ليرسل اليهم صاحبه
ابا لبابة بن عبد المنذر الانصاري ليستشيروه في امرهم
فارسله اليهم فلما رأوه قاموا اليه الرجال
و جهش اليه النساء و الصبيان يبكون في وجهه
فرق لهم و سألوه :يا ابا لبابة اترى ان ننزل على حكم محمد؟
فأجاب نعم انه الذبح و اشار بيده الى حلقه فمازالت قدماه
من مكانهما حتى عرف انه خان الله و رسوله و انطلق
على وجهه فربط نفسه الى عمود من عمد المسجد و قال :
لا ابرح مكاني هذا حتى يتوب الله علي مما صنعت
و عاهد الله الا اطأ بني قريظة ابدا و لا اوى في بلد
خنت الله و رسوله فيه ابدا قال ابن هشام :
أقام ابو لبابة مرتبطا بالجذع ست ليال تأتيه امرأته
في كل وقت صلاة فتحله للصلاة ثم يعود ليربط بالجذع
قال ابن اسحاق :
فلما بلغ رسول الله صل الله عليه و سلم خبره
و كان قد استبطأه قال : اما انه لو جائني لاستغفرت له
فاما اذ فعل ما فعل فما انا بالذي اطلقه من مكانه
حتى يتوب الله عليه ثم روى ابن اسحاق بسنده ان توبة ابي لبابة
نزلت على رسول الله صل الله عليه و سلم من السحر
و هو في بيت أم سلمة فقالت و قد سمعته يضحك :
قلت مما تضحك يا رسول الله أضحك الله سنك قال :
تيب على ابي لبابة قلت : افلا ابشره يا رسول الله قال :
بلى لن شئت فقامت على باب حجرتها و ذلك قبل ان يضرب
الحجاب على امهات المؤمنين فقالت :
يا ابا لبابة ابشر فقد تاب الله عليك فسار الناس ليطلقوه فابى و قال :
لا و الله حتى يكون رسول الله صل الله عليه و سلم هو الذي يطلقني بيده
فلما مر رسول الله صل الله عليه و سلم خارجا الى صلاة الصبح اطلقه


حفاظها على الدين

كانت أم سلمة رضي الله عنها حريصة كل الحرص على احكام الدين
فيروى انه لما مات أبو سلمة رضي الله عنه قالت رضي الله عنها:
غريب و في ارض غربة لأبكينه بكاء يتحدث عنه تقول :
فكنت قد تهيأت للبكاء عليه اذ اقبلت امرأة من الصعيد تريد
ان تسعدني فاستقبلها رسول الله صل الله عليه و سلم و قال :
أتريدين ان تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه ؟ مرتين
فكففت عن البكاء فلم أبك رواه مسلم
و كانت احيانا تتشدد على نفسها في بعض الاحكام الفقهية
فيرفق بها رسول الله صل الله عليه و سلم مثل قولها :
يا رسول الله اني امرأة اشد ضفر رأسي فأنفضه لغسل الجنابة ؟
قال : لا انما يكفيك ان تحثي على رأسك ثلاث حثيات
ثم تفضين عليك الماء فتطهرين رواه مسلم
و يروى انه اتى مساكين بيت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها
فسألوا و الحوا في السؤال و أمرهم بعض من كان في البيت
بالخروج منه فنهت أم المؤمنين رضي الله عنها عن ردهم صفر اليدين
و أمرت بأعطائهم و لو كان شيئا يسيرا فقالت :
ما بهذا يا جارية ردي كل واحد –أو واحدة- و لو بتمرة تضعيها في يده
و يروي سعيد بن حسين رضي الله عنه انه دخل عليها و هو غلام
و كان في يده خاتم من ذهب فقالت : يا جارية ناوليه
فناولتها اياه فقالت : اذهبي به الى اهله و اصنعي له خاتم من ورق (أي فضة)
فقلت : لا حاجة لأهلي فيه قالت : فتصدقي به و اصنعي خاتما من ورق


أم سلمة راوية الحديث


رويت السيدة أم سلمة رضي الله عنها ثلاث مئة و ثمانية و سبعين حديثا
و اتفق البخاري و مسلم لها على ثلاثة عشر
و انفرد البخارى بثلاثة و مسلم بثلاثة عشر
كما كانت السيدة أم سلمة مرجعا في كثير من الاحكام الفقهية


وفاتها


توفيت رضي الله عنها في خلافة يزيد بن معاوية سنة احدى و ستين
على أكثر الاقوال بعدما جاءها خبر مقتل الحسين عليه السلام
فحزنت عليه أشد الحزن ثم ما لبثت ان ماتت بعده بيسير
و صلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه و دفنت بالبقيع رضي الله عنها
و جمعها بحبيبها رسول الله صل الله عليه و سلم في الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رجل من زمن جميل
المشرف المميز
المشرف المميز
رجل من زمن جميل


عدد المساهمات : 3688
السٌّمعَة : 453
تاريخ التسجيل : 03/03/2011

سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم   سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 31 مارس - 14:12


7- زينب بنت جحش
رضي الله عنها

نسبها


زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صيرة بن مرّة بن كثير بن غنم بن
دودان بن أسد بن خزيمة ، أم المؤمنين وأمُّها أميمة بنت عبد المطلب عمّـة
رسـول الله -صل الله عليه وسلم- ، ولدت بمكة قبل البعثة بسبع عشرة
سنة وكانت من المهاجرات الأول ، أسلمت قديماً

زواجها من زيد

كان زيد بن حارثة مولى للسيدة خديجة -رضي الله عنها- ،

فلمّا تزوّجها الرسول -صل الله عليه وسلم-وهَبَته له ،
وتبناه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأصبح زيد بن محمد ،
وبعد الإسلام نزل قوله تعالى
( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ )
الأحزاب-5
فعاد من جديد زيد بن حارثة
وأما قصة زواجه من السيـدة زينـب تعود الى أن زينب قد خطبها
عدّة من قريش فأرسلت أختـها ( حمنة ) الى رسـول الله -صل الله عليه وسلم-
تستشيره ، فقال الرسـول -صل الله عليه وسلم-
( أين هي ممن يُعلّمها كتاب ربّها وسنّة نبيها ؟)
قالت حمنة ( ومن هو يا رسـول الله ؟)
قال ( زيد بن حارثة )
فغضبت ( حمنة ) غضباً شديداً وقالت
( يا رسول الله ! أتزوج ابنة عمّتك مولاك ؟!)
وعادت الى زينب فأخبرتها ، فغضبت زينب
وقالت أشد من قول أختها فأنزل الله تعالى
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا
أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا )
الآحزاب-36
فأرسلت زينـب الى الرسـول -صل الله عليه وسلم-
وقالت
( إني استغفر الله وأطيع الله ورسولـه ،
افعل يا رسول الله ما رأيت )
فزوّجها الرسول -صل الله عليه وسلم- زيداً ،
فكانت أزراً عليه ، وشكاها زيد الى الرسول الكريم ،
فعاتبها الرسول -صل الله عليه وسلم- وقال لزيد
( أمسِكْ عليك زوجك واتّق الله )
فقال زيد ( أنا أطلقها ) وطلقها زيد -رضي الله عنه-

تزويج من السماء


وبينما الرسـول -صل الله عليه وسلم- عند السيـدة عائشـة ،

إذ أخذتـه غشيـةٌ فسُـرِّي عنه وهو يبتسـم و يقـول
( من يذهب الى زينـب يُبشِّرُها ؟)
وتـلا
( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ
وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ
فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا )
الأحزاب-37
فعندما انقضت عِدّة زينب -رضي الله عنها- قال الرسول
-صل الله عليه وسلم-
لزيْد بن حارثة ( اذهب فاذْكرها عليّ )
فانطلق حتى أتاها وهي تخمّرُ عجينها ، قال
( فلمّا رأيتها عظمَتْ في صدري حتى ما أستطيع أن أنظـر إليها ،
وأقول إن رسـول الله -صل الله عليه وسلم- ذكرها فولّيتُها ظهري ،
ونكصت على عقبي وقُلتُ
( يا زينب أبشري أرسلني رسول الله -صل الله عليه وسلم- يذكرك ؟)
قالت ( ما أنا بصانعةٍ شيئاً حتى أؤامِرَ ربيّ عز وجل )
فقامت الى مسجدها ونزل القرآن وجاء
الرسول -صل الله عليه وسلم- فدخل عليها
تقول السيدة زينب
( لمّا انقضتْ عِدّتي لم أعلم إلا ورسول الله -صل الله عليه وسلم-
قد دخل عليّ بيتي ، وأنا مكشوفة الشعر ، فعلمت أنه أُمِرَ من السماء ،
فقلت ( يا رسول الله : بلا خطبة ولا إشهاد ؟!)
قال -صل الله عليه وسلم-
( الله زوّجَ وجبريل الشاهد )
وتزوّج الرسول -صل الله عليه وسلم- امرأة زيد بعده ،
وانتفى ما كان أهل الجاهلية يعتقدونه من أن الذي يتبنى
غيره يصير ابنه وكانت وليمة العرس حافلة مشهودة ،
ذبح النبـي -صل اللـه عليه وسلم- شاة ، وأمر ( أنس بن مالك )
أن يدعوَ الناس الى الوليمـة ،
فترافدوا أفواجاً أفواجاً ، يأكل كل فوج ويخرج ،
ثم يدخل فوجٌ آخر ، حتى أكلوا كلُّهم

الفخر


لقد كانت السيدة زينب تفتخر بزواجها من الرسول -صل الله عليه وسلم-
وتقول

( يا رسول الله إني والله ما أنا كإحدى نسائِكَ ،
ليست امرأة من نسائِك إلا زوّجها أبوها أو أخوها أو أهلها ،
غيري زوّجِنيك الله من السماء )
وقد كانت -رضي الله عنها- تفتخر على نساء
النبي -صل الله عليه وسلم- فتقول
( زوّجكُنّ أهاليكنّ ، وزوّجني الله تعالى من فوق سبع سموات )
فلمّا سمعتها السيدة عائشة -رضي الله عنها-
قالت ( أنا التي نزل عذري من السماء )
فاعترفت لها زينب -رضي الله عنها-

السخاء والجود


لقد سميت السيد زينب بأم المؤمنين ومفزع اليتامى وملجأ الأرامل ،

وقد اكتسبت تلك المكانة بكثرة سخائها وعظيم جودها ،
وبعد وفاة الرسول -صل الله عليه وسلم- كان عطاؤها اثني عشر ألفاً ،
لم تأخذه إلا عاماً واحداً ، فجعلت تقول
( اللهم لا يدركني هذا المالُ من قابل ، فإنه فتنة )
ثم قسّمته في أهل رَحِمِها وفي أهل الحاجة ، فبلغ عمر فقال
( هذه امرأة يُرادُ بها خيراً )
فوقف عليها وأرسل بالسلام ، وقال
( بلغني ما فرّقت ، فأرسل بألف درهم تستبقيها )
فسلكت به ذلك المسلك

وفاتها


توفيـت السيـدة زينـب سنـة عشريـن من الهجـرة

وهي بنـت خمسيـن ،
وصلّى عليهـا عمـر بـن الخطـاب أميـر المؤمنيـن ،
ودُفنـت في البقيـع
-رضـي اللـه عنها-
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رجل من زمن جميل
المشرف المميز
المشرف المميز
رجل من زمن جميل


عدد المساهمات : 3688
السٌّمعَة : 453
تاريخ التسجيل : 03/03/2011

سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم   سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 31 مارس - 14:15


8-جويرية بنت الحارث




هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار
بن حبيب بن عائذ بن مالك من خزاعة ،
كان أبوها سيد وزعيم بني المصطلق .
عاشت برة في بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز
وفي بيت تسوده العراقة والأصالة ،
وفي حداثة سنها تزوجت برة من مسافع بن صفوان

أحد فتيان خزاعة وكانت لم تتجاوز العشرين من عمرها.



بدايات النور


بدأ الشيطان يتسلل إلى قلوب بني المصطلق ويزين لهم بأنهم
أقوياء يستطيعون التغلب على المسلمين،
فأخذوا يعدون العدة ويتأهبون لمقاتلة المجتمع
المسلم بقيادة الرسول صل الله عليه وسلم
فتجمعوا لقتال رسو ل الله صل الله عليه وسلم ،
وكان بقيادتهم سيدهم الحارث بن أبي ضرار،
وقد كانت نتيجة القتال انتصار النبي صل الله عليه وسلم
وهزيمة بني المصطلق في عقر دارهم.
فما كان من النبي إلا أن سبى كثيرا من الرجال والنساء،
وكان مسافع بن صفوان زوج جويرية من الذين
قتلتهم السيوف المسلمة وقد كانت السيدة جويرية بنت الحارث
من النساء اللاتي وقعن في السبي فوقعت في
سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري رضي الله عنه،
عندها اتفقت معه على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها؛
لأنها كانت تتوق للحرية.




زواج جويرية من الرسول

صل الله عليه وسلم

شاءت الأقدار أن تذهب السيدة جويرية إلى رسول الله
صل الله عليه وسلم فرأتها السيدة عائشة
أم المؤمنين فقالت تصفها : كانت حلوة ملاحة.
وقالت : فو الله ما رأيتها على باب حجرتي إلا كرهتها،
وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت.
جاءت جويرية رسول الله وقالت :
" أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه،
وقد أصابني من الأمر ما قد علمت،
فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على نفسه
تسع أوراق فأعني على فكاكي".
ولأن بني المصطلق كانوا من أعز العرب دارا وأكرمهم حسبا،
ولحكمة النبي صل الله عليه وسلم قال لجويرية :
" فهل لك في خير من ذلك؟".
قالت : " وما هو يا رسول الله ؟" .
قال: " أقضي عنك كتابتك وأتزوجك" .
وكانت قبل قليل تتحرق طلبا لاستنشاق عبير الحرية،
ولكنها وجدت الأعظم من ذلك.
ففرحت جويرية فرحا شديدا وتألق وجهها لما سمعته
من رسول الله صل الله عليه وسلم ،
ولما سوف تلاقيه من أمان من بعد الضياع والهوان
فأجابته بدون تردد أو تلعثم :
" نعم يا رسول الله".
فتزوجها النبي صل الله عليه وسلم
وأصدقها 400 درهم.
قال أبو عمر القرطبي في الاستيعاب:
كان اسمها برة فغير رسول صل الله عليه وسلم
اسمها وسماها جويرية.
فأصبحت جويرية بعدها أما للمؤمنين
وزوجة لسيد الأولين والآخرين



بركة جويرية


وخرج الخبر إلى مسامع المسلمين فأرسلوا
ما في أيديهم من السبي وقالوا متعاظمين:
هم أصهار رسول الله صل الله عليه وسلم.
فكانت بركة جويرية من أعظم البركات على قومها.
قالت عنها السيدة عائشة – رضي الله عنها -:
فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق،
فما أعلم امرأة أعظم بركة منها.



صفاتها وأهم ملامحها


كانت السيدة جويرية من أجمل النساء،
كما أنها تتصف بالعقل الحصيف والرأي السديد الموفق الرصين ،
والخلق الكريم والفصاحة ومواقع الكلام
كما كانت تعرف بصفاء قلبها ونقاء سريرتها،
وزيادة على ذلك فقد كانت
واعية ، تقية، نقية، ورعة ، فقيهة ،
مشرقة الروح مضيئة القلب والعقل.



الذاكرة القانتة


راحت السيدة جويرية تحذو حذو أمهات المؤمنين في الصلاة
والعبادة وتقتبس من الرسول ومن أخلاقه وصفاته الحميدة
حتى أصبحت مثلا في الفضل والفضيلة .
فكانت أم المؤمنين جويرية من العابدات القانتات السابحات الصابرات،
وكانت مواظبة على تحميد العلي القدير وتسبيحه وذكره .



ناقلة الحديث


حـــدث عنـــها ابن عبــــاس، وعبـــيد بن السباق،
وكريب مولى ابن عباس ومجاهد
وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي
وجابر بن عبد الله.
بلغ مسندها في كتاب بقي بن مخلد سبعة أحاديث
منها أربعة في الكتب الستة،
عند البخاري حديث وعند مسلم حديثان.
وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم،
في عدم تخصيص يوم الجمعة بالصوم،
وحديث في الدعوات في ثواب التسبيح،
وفي الزكاة وفي إباحة الهدية للنبي صل الله عليه وسلم
وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدقة،
كما روت في العتق.
وهكذا وبسبعة أحاديث شريفة
خلدت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها
اسمها في عالم الرواية،
لتضيف إلى شرف صحبتها للنبي صل الله عليه وسلم
وأمومتها للمسلمين،
تبليغها الأمة سنن المصطفى صل الله عليه وسلم، ما تيسر لها ذلك.
ومن الأحاديث التي أخرجها الإمام البخاريُ رحمه الله
عن قتادة عن أيوب عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها
أن النبي صل الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة،
وهي صائمة فقال: " أصمت أمس" ؟ قالت : لا ،
قال: "تريدين أن تصومي غدا"؟ قالت : لا ،
قال: "فأفطري" ،
وهذا يدل على كراهية تخصيص يوم الجمعة بالصوم
والنهي عن صيامه.

وفاتها


عاشت السيدة جويرية بعد رسول الله راضية مرضية،
وامتدت حياتها إلى خلافة سيدنا معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنهما.
وتوفيت أم المؤمنين في شهر ربيع الأول
من السنة الخمسين للهجرة النبوية الشريفة،
وشيع جثمانها في البقيع
وصلى عليها مروان بن الحكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رجل من زمن جميل
المشرف المميز
المشرف المميز
رجل من زمن جميل


عدد المساهمات : 3688
السٌّمعَة : 453
تاريخ التسجيل : 03/03/2011

سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم   سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 31 مارس - 14:18


9-السيدة صفية

نسبها

هي صفية بنت حيي بن أخطب.
يتصل نسبها بهارون النبي عليه السلام.
تقول:" كنت أحب ولد أبي إليه، وإلى عمي أبي ياسر
لم ألقهما قط مع ولدهما إلا أخذاني دونه.
فلما قدم رسول الله المدينة، غدا عليه أبي وعمي مغسلين،
فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس،
فأتيا كالين ساقطين يمشيان الهوينا فهششت إليهما كما كنت أصنع،
فوالله ما التفت إلي أحد منهما مع ما بهما من الغم.
وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي: أهو هو؟
قال نعم والله. قال عمي: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم.
قال: فما في نفسك منه؟ أجاب: عداوته والله ما بقيت".

مولدها ومكان نشأتها

لا يعرف بالضبط تاريخ ولادة صفية، ولكنها نشأت في الخزرج،
كانت في الجاهلية من ذوات الشرف.
ودانت باليهودية وكانت من أهل المدينة.
وأمها تدعى برة بنت سموال.

صفاتها

عرف عن صفية أنها ذات شخصية فاضلة،
جميلة حليمة، ذات شرف رفيع ،

حياتها قبل الإسلام

كانت لها مكانة عزيزة عند أهلها،
ذكر بأنها تزوجت مرتين قبل اعتناقها الإسلام.
أول أزواجها يدعى سلام ابن مشكم كان فارس القوم و شاعرهم.
ثم فارقته وتزوجت من كنانة ابن الربيع ابن أبي الحقيق النصري
صاحب حصن القموص، أعز حصن عند اليهود. قتل عنها يوم خيبر.

كيف تعرفت على
رسول الله صل الله عليه وسلم

في السنة السابعة من شهر محرم،
استعد رسول الله عليه الصلاة والسلام لمحاربة اليهود.
فعندما أشرف عليها قال: " الله أكبر، خربت خيبر،
إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين".
واندلع القتال بين المسلمين واليهود،
فقتل رجال خيبر، وسبيت نساؤها ومن بينهم صفية،
وفتحت حصونها. ومن هذه الحصون كان حصن ابن أبي الحقيق.
عندما عاد بلال بالأسرى مر بهم ببعض من قتلاهم،
فصرخت ابنة عم صفية، وحثت بالتراب على وجهها،
فتضايق رسول الله من فعلتها وأمر بإبعادها عنه.
وقال لصفية بأن تقف خلفه، وغطى عليها بثوبه حتى لا ترى القتلى.
فقيل ان الرسول اصطفاها لنفسه.
وذكر أن رسول الله صل الله عليه وسلم غزا خيبر ،
فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس ،
فركب نبي الله صل الله عليه وسلم ،
فلما دخل القرية قال : الله أكبر ، خربت خيبر ،
إنا إذا نزلنا بساحة قوم ، فساء صباح المنذرين .
قالها ثلاثا ،
قال : وخرج القوم إلى أعمالهم ، فقالوا :
محمد - قال عبد العزيز : وقال بعض أصحابنا : والخميس ،
يعني الجيش - قال : فأصبناها عنوة ، فجمع السبي ،
فجاء دحية ، فقال : يا نبي الله ، أعطني جارية من السبي ،
قال : اذهب فخذ جارية . فأخذ صفية بنت حيي ،
فجاء رجل إلى النبي صل الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ،
أعطيت دحية صفية بنت حيي ، سيدة قريظة والنضير ، لا تصلح إلا لك ،
قال : ادعوه بها . فجاء بها ، فلما نظر إليها النبي صل الله عليه وسلم قال :
خذ جارية من السبي غيرها . قال :
فأعتقها النبي صل الله عليه وسلم وتزوجها .
فقال له ثابت : يا أبا حمزة ، ما أصدقها ؟
قال : نفسها ، أعتقها وتزوجها ،
حتى إذا كان بالطريق ، جهزتها له أم سليم ،
فأهدتها له من الليل ، فأصبح النبي صل الله عليه وسلم عروسا ،
فقال : من كان عنده شيء فليجيء به . وبسط نطعا ،
فجعل الرجل يجيء بالتمر ، وجعل الرجل يجيء بالسمن ،
قال : وأحسبه قد ذكر السويق ، قال : فحاسوا حيسا ،
فكانت وليمة رسول الله صل الله عليه وسلم .
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: [صحيح] -
المحدث: البخاري -
المصدر: الجامع الصحيح -
الصفحة أو الرقم: 371

إسلامها

كعادة رسول الله لا يجبر أحداً على اعتناق الإسلام
إلا أن يكون مقتنعاً بما أنزل الله من كتاب وسنة.
فسألها الرسول صل الله عليه وسلم عن ذلك،
وخيرها بين البقاء على دين اليهودية أو اعتناق الإسلام.
فإن اختارت اليهودية اعتقها، وإن أسلمت سيمسكها لنفسه.
وكان اختيارها الإسلام الذي جاء عن رغبة صادقة في التوبة
وحباً لهدي محمداً صل الله عليه وسلم.
عند قدومها من خيبر أقامت في منزل لحارثة بن النعمان،
وقدمت النساء لرؤيتها لما سمعوا عن جمالها،
وكانت من بين النساء عائشة - رضي الله عنها-
ذكر بأنها كانت منقبة. و بعد خروجها سألها رسول الله عن صفية،
فردت عائشة: رأيت يهودية، قال رسول الله :
" لقد أسلمت وحسن إسلامها".

يوم زفافها لمحمد
عليه الصلاة السلام

أخذها رسول الله إلى منزل في خيبر، ليتزوجا ولكنها رفضت،
فأثر ذلك على نفسية رسولنا الكريم. فأكملوا مسيرهم إلى الصهباء.
وهناك قامت أم سليم بنت ملحان بتمشيط صفية وتزينها وتعطيرها،
حتى ظهرت عروساً تلفت الأنظار. كانت تغمرها الفرحة،
حتى أنها نسيت ما ألم بـأهلها. وأقيمت لها وليمة العرس،
أما مهرها فكان خادمةً تدعى رزينة.
وعندما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام على صفية،
أخبرته بأنها في ليلة زفافها بكنانة رأت في منامها قمراً يقع في حجرها،
فأخبرت زوجها بذلك، فقال غاضبا:
لكأنك تمنين ملك الحجاز محمداً ولطمها على وجهها.
ثم سألها الرسول عليه الصلاة والسلام
عن سبب رفضها للعرس عندما كانا في خيبر،
فأخبرته أنها خافت عليه قرب اليهود.
قالت أمية بنت أبي قيس سمعت أنها لم تبلغ سبع عشرة سنة
يوم زفت إلى رسول الله صل الله عليه وسلم.

مواقفها مع زوجات النبي

بلغ صفية أن حفصة قالت بنت يهودي فبكت
فدخل عليها النبي صل الله عليه وسلم
وهي تبكي فقال ما يبكيك قالت قالت لي حفصة إني ابنة يهودي
فقال النبي صل الله عليه وسلم وإنك لابنة نبي وإن عمك لنبي
وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك
ثم قال اتقي الله يا حفصة
" الراوي: أنس بن مالك -
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح -
المحدث: الألباني -
المصدر: مشكاة المصابيح -
الصفحة أو الرقم: 6143

أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه
حتى إذا كان ببعض الطريق نزل رجل فساق بهم فأسرع
فقال النبي صل الله عليه وسلم كذاك سوقك بالقوارير
يعني النساء فبينا هم يسيرون برك بصفية ابنة حيي جملها
وكانت من أحسنهن ظهرا فبكت وجاء رسول الله صل الله عليه وسلم
حتى أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده وجعلت تزداد بكاء
وهو ينهاها فلما أكثرت زبرها وانتهرها وأمر الناس فنزلوا
ولم يكن يريد أن ينزل قالت فنزلوا وكان يومي فلما نزلوا
ضرب خباء رسول الله صل الله عليه وسلم ودخل فيه
قالت فلم أدر على ما أهجم من رسول الله صل الله عليه وسلم
فخشيت أن يكون في نفسه شيء فانطلقت إلى عائشة
فقلت لها تعلمين أني لم أكن لأبيع يومي من
رسول الله صل الله عليه وسلم أبدا
وإني قد وهبت يومي لك على أن ترضي
رسول الله صل الله عليه وسلم عني
قالت نعم قال فأخذت عائشة خمارا لها قد ثردته بزعفران
فرشته بالماء ليذكى ريحه ثم لبست ثيابها ثم انطلقت إلى
رسول الله صل الله عليه وسلم فرفعت طرف الخباء فقال
مالك يا عائشة إن هذا ليس بيومك قالت ذلك فضل الله
يؤتيه من يشاء قال مع أهله فلما كان عند الرواح قالت
لزينب بنت جحش أفقري أختك صفية جملا وكانت من أكثرهن ظهرا
فقالت أنا أفقر يهوديتك فغضب النبي صل الله عليه وسلم
حين سمع ذلك منها فهجرها فلم يكلمها حتى قدم مكة وأيام منى
في سفره حتى رجع إلى المدينة والمحرم وصفر فلم يأتها
ولم يقسم لها حتى يئست منه فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها
فرأت ظله فقالت إن هذا لظل رجل وما يدخل علي
النبي صل الله عليه وسلم فدخل النبي صل الله عليه وسلم فلما دخل
قالت يا رسول الله ما أدري ما أصنع حين دخلت علي
قال وكانت لها جارية وكانت تخبؤها من رسول الله صل الله عليه وسلم
فقالت فلانة لك فمشى النبي صل الله عليه وسلم إلى سرير زينب
وكان قد رفع فوضعه بيده ثم أصاب أهله ورضي عنهم.
الراوي: صفية بنت حيي -
خلاصة الدرجة: [فيه] شمية أو سمية [الراوي عن صفية]
فإن كانتا واحدة فالحديث صحيح -
المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة -
الصفحة أو الرقم: 7/621

وفاة النبي عليه
الصلاة و السلام

عن زيد بن أسلم قال : اجتمع نساء النبي صل الله عليه وسلم
في مرضه الذي توفي فيه ، واجتمع إليه نساؤه ،
فقالت صفية بنت حيي : إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي ،
فغمزن أزواجه ببصرهن ، فقال : مضمضن ، فقلن من أي شيء ؟
فقال : من تغامزكن بها ، والله إنها لصادقة
الراوي: زيد بن أسلم -
خلاصة الدرجة: إسناده حسن -
المحدث: ابن حجر العسقلاني -
المصدر: الإصابة -
الصفحة أو الرقم: 4/347

وبعد وفاته صل الله عليه وسلم افتقدت الحماية و الأمن،
فظل الناس يعيرونها بأصلها.

مواقف أخرى لصفية

كان رسول الله صل الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا
فحدثته وقمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها
في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا
النبي صل الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صل الله عليه وسلم
على رسلكما إنها صفية بنت حيي .
قالا : سبحان الله يا رسول الله ! !
قال : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ،
فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا – أو قال : شرا -
الراوي: صفية -
خلاصة الدرجة: صحيح -
المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح أبي داود -
الصفحة أو الرقم: 4994

وفي عهد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- ،
جاءته جارية لصفية تخبره بأن صفية تحب السبت وتصل اليهود،
فلما استخبر صفية عن ذلك، فأجابت قائلة"
فأما السبت لم أحبه بعد أن أبدلني الله به بيوم الجمعة،
وأما اليهود فإني أصل رحمي".
وسألت الجارية عن سبب فعلتها
فقالت: الشيطان. فأعتقتها صفية.

روايتها للحديث

لها في كتب الحديث عشرة أحاديث.
أخرج منها في الصحيحين حديث واحد متفق عليه-
روى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ويزيد بن معتب،
وزين العابدين بن علي بن الحسين،
واسحاق بن عبدالله بن الحارث،
ومسلم بن صفوان.

وفاتها

توفيت في المدينة، في عهد الخلفية معاوية،
سنة 50 هجرياً.
و دفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين،
رضي الله عنهن جمعياً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رجل من زمن جميل
المشرف المميز
المشرف المميز
رجل من زمن جميل


عدد المساهمات : 3688
السٌّمعَة : 453
تاريخ التسجيل : 03/03/2011

سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم   سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 31 مارس - 14:22


10-السيدة أم حبيبة

بنت ابي سفيان رضي الله عنها


نسبها

هي أم المؤمنين رملة ابنة أبو سفيان بن حرب
بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
و هو جد الرسول صل الله عليه و سلم
و ليس في أمهات المؤمنين من هي أقرب الى
رسول الله صل الله عليه و سلم نسبا منها

و امها هي صفية بنت ابي العاص بن أمية بن عبد شمس
وهي من بنات عم الرسول صل الله عليه و سلم
و أخوها هو أمير المؤمنين معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه

كانت رضي الله عنها زوجة لابن عمة رسول الله صل الله عليه و سلم
عبيد الله بن جحش الاسدي اخي أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش
زوجة رسول الله صل الله عليه و سلم و كان زوجها عبيد الله رضي الله عنه
قد أسلم فأسلمت معه و أبوها أبو سفيان على الكفر و خشيت رضي الله عنها
اذى ابيها فهاجرت مع زوجها الى الحبشة –بلد النجاشي رضي الله عنه-
و كانت مثقلة بحملها و في الحبشة وضعت بنتها حبيبة التي كنيت بها بعد ذلك

غربة و وحدة


كانت رضي الله عنها تحاول ان تجد في زوجها عوضا عما فارقته من الاهل و العشيرة
و لكنها قامت ذات ليلة من نومها مذعورة و قد روعها حلم مرعب فقد رأت زوجها
عبيد الله في أسوأ صورة و لما أصبحت اخبرها انه قد ارتد عن دينه
و دخل النصرانية دين الاحباش فعاشت رضي الله عنها في غم و حزن
وحيدة في بلد غريبة حتى اعتزلت الناس شاعرة بالخزي لفعلة زوجها

زواجها برسول الله
صل الله عليه و سلم

و مرت فترة من الزمن و هي في عزلتها
وحيدة الى ان جاءتها في أحد الايام
جارية من جواري النجاشي رضي الله عنه تدعى ابرهة
فبشرتها بخطبة رسول الله صل الله عليه و سلم لها فأعطتها أم حبيبة
سوارين من فضة و خدمتين -خلخالين- و خواتم من فضة لبشارتها اياها بذلك
و كان وكيلها في الزواج خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس
و قد اصدقها رسول الله صل الله عليه و سلم اربعمائة دينار
و قيل اربعة الاف فكانت اكثر نساء رسول الله صل الله عليه و سلم مهرا
و كانت الوحيدة من بين نسائه صل الله عليه و سلم التي تزوجها و هي غائبة
و قد أولم لها النجاشي وليمة زواج عظيمة قائلا : اجلسوا فأن سنة الانبياء اذا تزوجوا
ان يؤكل طعام على التزويج و أولم عليها عثمان بن عفان رضي الله عنه لحما و ثريدا

و كان النجاشي قد أمر نساءه ان يهدينها فأخذن يتبارين في اهدائها
العطر و غيره كرامة لرسول الله صل الله عليه و سلم
واصبحت فجاءتها جارية النجاشي تحمل هدايا نساء الملك من عود و عنبر و طيب
فقدمت اليها أم المؤمنين خمسين دينارا من صداقها قائلة :
كنت أعطيك السوارين بالأمس و ليس بيدي شئ من المال و قد جاءني الله عز و جل بهذا
فأبت الجارية ان تمس الدنانير و ردت السوارين و قالت ان الملك
قد أجزل لها العطاء و أمرها الا تأخذ من أم المؤمنين شيئا

و عندما بلغ أبوها خبر الزواج المبارك و كان لا يزال على الكفر
قال : ذلك الفحل لا يقدع انفه أي انه كفء كريم لا يرفض نسبه

فلما انتصر المسلمون في غزوة خيبر
عادوا الى المدينة ليجدوا مهاجري الحبشة
وقد جاءوا في صحبة عمرو بن أمية الضمري
الذي بعثه النبي صل الله عليه و سلم
الى النجاشي ليعود بمن بقى
في بلاده من المهاجرين الاولين

فلما لمح رسول الله صل الله عليه و سلم اصحابه قد عادوا
وثب صل الله عليه و سلم من فوق راحلته
و التزم ابن عمه جعفر بن ابي طالب
معانقا و قبل عينيه و هو يقول في غبطة :
ما أدري بأيهما انا أسر :
بفتح خيبر أم بقدوم جعفر
و كان من بين العائدات أم حبيبة رضي الله عنها
و قد مضى على زواجه بها بضع سنين مذ كانت مهجرها بالحبشة
فاحتفلت المدينة بدخول بنت ابي سفيان بيت النبي صل الله عليه و سلم
و أولم عثمان بن عفان رضي الله عنه وليمة حافلة
و كانت السيدة أم حبيبة تدنو من عامها الاربعين

أم حبيبة في بيت النبوة

و عاشت أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها في بيت النبوة كريمة مطمئنة
و ان كانت تشعر في اعماقها حزنا قاسيا لان اباها لا يزال على الوثنية الضالة
و كانت رضي الله عنها حريصة على كل ما يخص رسول الله صل الله عليه و سلم
حتى أمام أقرب الناس اليها فيروى انه عندما نقضت قريش صلح الحديبية
علمت ان رسول الله صل الله عليه و سلم لن يسكت على ظلم
فارسلوا ابي سفيان يفاوض رسول الله صل الله عليه و سلم
في تجديد الهدنة خوفا من ان يغزو رسول الله صل الله عليه و سلم مكة
فدخل ابو سفيان على بنته أم حبيبة عندما اتى
المدينة ليفاوض رسول الله صل الله عليه و سلم
فأراد ان يجلس على فراش رسول الله صل الله عليه و سلم فطوته عنه
فقال : يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه ؟
فقالت رضي الله عنها: بل هو فراش رسول الله صل الله عليه و سلم
و انت امرؤ مشرك فلم أحب ان تجلس عليه
فقال : يا بنية لقد اصابك بعدي شر

استجابة الله تعالى دعائها

أتت أم حبيبة رضي الله عنها عثمان بن عفان عندما حوصر
فجاء رجل فأطلع في خدرها فجعل ينعتها للناس
فقالت رضي الله عنها : ما له قطع الله يده و ابدى عورته ؟
فدخل على هذا الرجل الفاسق داخل فضربه بالسيف فألقى بيمينه فقطع
فانطلق هاربا اخذا ازاره بفيه بادية عورته
فاستجاب بذلك الله تعالى لدعوتها رضي الله عنها

حرصها على سنة
رسول الله صل الله عليه و سلم

في حديث رواه البخاري تروي زينب بنت ابي سلمة و تقول :
دخلت على أم حبيبة زوج النبي صل الله عليه و سلم
حين توفي ابوها أبو سفيان رضي الله عنه
فدعت ام حبيبة بطيب فيه سفره خلوف او غيره فدهنت منه جاريه
ثم مست بعارضيها ثم قالت : و الله ما لي في الطيب من حاجة
غير اني سمعت رسول الله صل الله عليه و سلم يقول :
لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الاخر ان تحد على ميت
فوق ثلاث ليال الا على زوج أربعة أشهر و عشرا
فمست رضي الله عنها الطيب –و لا حاجة لها فيه- حتى
لا تكون راغبة عن سنة رسول الله صل الله عليه و سلم

عبادتها

كانت رضي الله عنها عابدة لله تعالى
كثيرة الصلاة فعنها رضي الله عنه قالت :
سمعت رسول الله صل الله عليه و سلم يقول :
من صلى اثني عشرة ركعة في يوم و ليلة بني له بيت في الجنة
قالت أم حبيبة : فما ترتكتهن منذ سمعتهن
من رسول الله صل الله عليه و سلم

رواية الحديث


روت أم حبيبة رضي الله عنها خمسة و ستين حديثا

وفاتها

عن عائشة رضي الله عنها قالت :
دعتني أم حبيبة زوج النبي صل الله عليه و سلم
عند موتها فقالت : قد كان بيننا ما يكون بين الضرائر
فغفر الله ذلك كله و تجاوزه و حللتك من ذلك كله
فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها :
سررتني سرك الله و ارسلت الى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك
و توفيت رحمها الله سنة اربعة و اربعين
في خلافة أخيها معاوية بن ابي سفيان
و دفنت بالبقيع فجزاها الله تعالى عنا جميعا كل الخير
واكرمنا بلقياها في الجنة ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فاطمة الزهراء
المدير العام
المدير العام
فاطمة الزهراء


عدد المساهمات : 1508
السٌّمعَة : 249
تاريخ التسجيل : 15/06/2011

سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم   سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم I_icon_minitimeالسبت 31 مارس - 19:35


حبيبى يا رسول الله
سيرته العطرة تحتاج الى المزيد والمزيد من الكتابات وستظل الأجيال تليها أجيال الى يوم القيامة تكتب وتتكلم عنه صلوات الله وسلامه عليك يا رسول الله
سلمتْ وسلمت يداك يا برنس
===========================
=========
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة مختصرة لزوجات النبي صل الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأهداف من دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
» السر في إسم "محمد"
» موعدك مع النبي صلى الله عليه وسلم
»  أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم...
» من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أنا الحب ال كان :: المكتبه الاسلاميه :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: