عدد المساهمات : 700 السٌّمعَة : 77 تاريخ التسجيل : 29/06/2011
موضوع: نظرة إلى لب القمر المنصهر الخميس 17 نوفمبر - 1:11
عندما قام رواد أبولو بزيارة للقمر، لم يتجاوز عمق ما حفروه ثلاثة أمتار. غير أن الأجهزة التي تركوها وراهم ما فتئت تساعدنا حتى اليوم في معرفة المزيد حول الحياة الباطنية لجارنا السماوي. وهكذا فإن آخر تحليل لبيانات أجهزة قياس الزلازل لأربعة عقود مضت تؤكد أن أعماق هذا الكوكب البارد والجاف، تحوي في جوفها لُبّاً ساخناً وسائلاً. “إن اللب المنصهر يخبرنا الكثير عن تطور القمر”، تقول رينيه ويبر، من وكالة “ناسا”. وقد قامت هذه الباحثة بدراسة البيانات المسجلة من عام 1969 حتى 1977؛ والتي لم يحظ سوى ربعها بالتحليل منذ بعثات أبولو. وقد تمكنت ويبر وزملاؤها، بفضل قوة أجهزة الكمبيوتر الحديثة، من دراسة ماتبقى من هذه البيانات، مع تركيزهم على الزلازل القمرية العميقة. وعلى غرار الأرض، يتوفر القمر على مركز يتألف من طبقات صلبة وأخرى سائلة، حيث أن أعمق هذه الطبقات هي الأكثر سخونة لكنها صلبة بسبب الضغط الشديد. وفيما يتوفر لب الأرض على خاصية الحمل الحراري (Convection) – أي أنه ديناميكي، وتنشأ عنه صفائح تكتونية، ونشاط بركاني، وكذا مجال مغناطيسي – فإن لُب القمر راكد، حسب ما يعتقده العلماء.
وتقول ويبر إن السائل الموجود في اللب الخارجي للقمر يشير إلى أن هذا الكوكب ربما انصهر كلياً عندما تشكل قبل 4,5 مليار عام. وتضيف “رغم أن الأرض والقمر تشكلا خلال زمنين مماثلين، إلا أن القمر أصغر حجماً، ولذلك فإنه فقد الحرارة والطاقة على نحو أسرع”. ففي فترة زمنية ما ربما كان لب القمر يخضع للحمل الحراري أيضاً. لكن كيف عرفنا ذلك؟ إنها الآثار المغناطيسية على عينات من سطح القمر التي جلبها رواد الفضاء معهم. – لونا شاير المناطق الداخلية في لب القمر (الصورة في الأعلى):