وبشر الصابرين

الولد زينة الحياة الدنيا, وزهو الحاضر وأمل المستقبل يفتقد عند الصعاب ويستدعى عند المحن بفقده تضيق الأرض بما رحبت, حيث المصاب به جلل وجرح فقده عميق لا يندمل ولكن لا يوجد دواء لهذا البلاء غير الصبر والتعلق بما عند الله عز وجل فمنه الخير ولديه العاقبة الحسنة وأجر الصبر عليها وحسن العزاء فيها ويرشدنا الله سبحانه وتعالى الى كيفية إدراك إدراك تلك المحنة بالصبر بقوله( إنَّا لله وإنَّا إليْهِ رَاجعُون)- البقرة 156
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: إذا مات ولد لعبد قال الله عز وجل لملائكته: قبضتم ولد عبدى ؟ فيقولون نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون نعم. فيقول: ماذا قال عبدى ؟ فيقولون حمداك واسترجع, فيقول: ابنوا لعبدى بيتاً فى الجنة وسموه بيت الحمد

عن عياض بن عقبة الفهرى أنه مات له ابن فلما نزل فى قبره قال له رجل: والله إن كان لسيد الجيش فاحتسبه. فقال: وما منعنى وقد كان بالأمس من زينة الحياة الدنيا وهو اليوم من الباقيات الصالحات ؟ فهذا رجل صابر راض محتسب, أحسن تعزيته نفسه بثقته بما أعطاه الله من ثواب الصابرين

وعن أبى سلمة- رضى الله عنه- راعى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال سمعت رسول الله(ص) يقول:"بخ بخ" وأشار بيده لخمس ما أثقلهن فى الميزان: سبحان الله , والحمد لله,ولا اله إلا الله, والله أكبر, والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أصاب عبداً مصيبة إلا بإحدى خلتين, إما بذنب لم يكن الله ليغفر له إلا بتلك المصيبة, أو بدرجة لم يكن الله يبلغه إياها إلا بتلك المصيبة

عن سعيد بن جبير قال "ما أُعطى أحد ما أعطيت هذه الأمة ولو أعطيها أحدٌ لأعطيها يعقوب -عليه السلام-

وعن شريح قال:" إنى أُصاب المصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات:
أحمده إذ لم تكن أعظم مما هى
أحمده إذ رزقنى الصبر عليها
أحمده إذ وفقنى للاسترجاع لما أرجو من الثواب
أحمده إذ لم يجعلها فى دينى

أختي الغالية
إن الدنيا دار أبتلاء ولكل شخص في هذه الدنيا أبتلاء
لا تقولي أنا ليس لدي ابتلاء.. لا والله حتى حين تنعمين بالنعم فيما حولك
فهذا ابتلاء.. هل تشكرين الله عليها أم لا ...
((اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطان))

فإن الصبر من أعظم خصال الخير التي حث الله عليها في كتابه العظيم،وأمر بها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة، وقد وردت مادة (صبر) في القرآن الكريم في مائة وأربعة مواضع، على تنوع في مواردها وأسباب ذكرها.

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه

تسلم أيدك ،،،

» وبشر الصابرين