العبير عضو
عدد المساهمات : 700 السٌّمعَة : 77 تاريخ التسجيل : 29/06/2011
| موضوع: الخالق ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: الخالق .. والخلاق. الجمعة 21 أكتوبر - 3:13 | |
| الخالق
ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: الخالق .. والخلاق.
قال الله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)} ... [الزمر: 62].
وقال الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} ... [الحشر: 24].
وقال الله تعالى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81)} [يس: 81].
الله تبارك وتعالى هو الخالق الذي خلق المخلوقات كلها، وأوجدها على غير مثال سابق، كما قال سبحانه: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)} [البقرة: 117].
خلق العرش والكرسي .. وخلق السموات والأرض .. وخلق الجماد والنبات .. وخلق الإنسان والحيوان .. والروح والجان .. والملائكة الكرام .. وخلق السهول والجبال .. وخلق البحار والأنهار .. وخلق الليل والنهار .. وخلق الشمس والقمر .. وخلق الكواكب والنجوم .. وخلق الجنة والنار: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)} [لقمان: 11].
والله عزَّ وجلَّ هو الخلاق العليم، خلق جميع المخلوقات في العالم العلوي والعالم السفلي، وجعل لكل نوع قدراً:
فمنها الصغير والكبير، ومنها الطويل والقصير، ومنها القوي والضعيف، ومنها السائل والجامد، ومنها النافع والضار، ومنها الساكن والمتحرك، ومنها الناطق والصامت، ومنها الذكر والأنثى، ومنها الثابت والنامي، ومنها العذب والمالح: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)} [القمر: 49 - 50].
والله جل جلاله خلق هذا الكون العظيم، وكل يوم بل كل لحظة يخلق ما يشاء، كيف شاء، بأي قدر شاء، في أي وقت شاء: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَاكَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)} [القصص: 68].
وخلق الله عزَّ وجلَّ عظيم محكم، فلا يستطيع مخلوق أن يخلق مثله، فضلاً عن أن يخلق أحسن منه: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)} [المؤمنون: 14].
والله وحده هو الخلاق العليم، وهو خالق كل شيء، والخلق كلهم لو اجتمعوا ما استطاعوا أن يخلقا ذباباً، بل لو سلبهم الذباب شيئاً ما استطاعوا رده كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74)} [الحج: 73، 74].
وهو سبحانه الخالق الذي لا يعجزه شيء، الذي بدأ الخلق، وهو قادر على إعادته، فله وحده القدرة الكاملة، وله العزة الكاملة، وله الحكمة الواسعة، فعزته أوجد بها المخلوقات، وأظهر المأمورات، وحكمته أتقن بها ما صنعه، وأحسن فيها ما شرعه: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)} ... [الروم: 27].
وهو سبحانه خالق كل شيء، وقاهر كل شيء.
فالمخلوقات التي خلقها الله عزَّ وجلَّ، كل مخلوق فوقه مخلوق يقهره، ثم فوق ذلك القاهر قاهر أعلى منه، حتى ينتهي القهر لجميع المخلوقات لله الواحد القهار: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16)} ... [الرعد: 16].
والله جل جلاله هو الذي خلق المخلوقات كلها، وتفرد بالملك، ودبر الممالك والخلائق، وأجرى عليهم أحكامه الكونية، وأحكامه الدينية: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)} ... [الأعراف: 54].
والله عزَّ وجلَّ هو الخالق الذي له القدرة المطلقة، فخلق جميع الخلق على كثرتهم، ويبعثهم بعد موتهم بعد تفرقهم في لمحة واحدة، كخلقه نفساً واحدة، فسبحان القوي العزيز الذي لا يعجزه شيء: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّاكَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28)} ... [لقمان: 28].
ألا ما أعظم قدرة الخلاق العليم، وما أجهل البشر بعظمة ربهم وقدرته وقوته وعظمة مخلوقاته: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17)} [المؤمنون: 17].
فهذا الرب العظيم هو الذي يستحق العبادة وحده دون سواه، لأنه الذي خلقنا، وخلق الذين من قبلنا، وخلق كل شيء، وأنعم علينا بالنعم الظاهرة والباطنة، وأمرنا بعبادته كما قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)} [البقرة21 - 22].
فهل يليق بالإنسان أن يعبد مع ربه أحداً من خلقه، ويتخذ انداداً يعبدهم من دون الله، ويحبهم كما يحبه، وهم مخلوقون مثله، لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض؟
فمن أعجب العجب، وأسفه السفه أن يعلم الإنسان أن الله ليس له شريك في الخلق والرزق والتدبير، ولا في العبادة، ثم يشرك به غيره، ويعبد معه آلهة أخرى، لا تملك لنفسها ولا لغيرها نفعاً ولا ضراً.
{أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192)} [الأعراف: 191 - 192].
فسبحان الخلاق لكل مخلوق .. العليم بكل شيء .. الذي لا يخفى عليه شيء .. فاعبده واصطبر لعبادته: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86)} ... [الحجر: 86].
وإذا كان الله هو الكبير .. وهو الخلاق .. وكل ما سواه مخلوق صغير .. فهل يليق بالعاقل أن يعبد المخلوق من دون الخالق .. ويدعو الصغير من دون الكبير .. ؟.
البارئ
ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: البارئ.
قال الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} ... [الحشر: 24].
وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)} [البقرة: 54].
الله تبارك وتعالى هو الخالق البارئ، الذي برأ الخلق فأوجدهم، وخلقهم بقدرته، وفضل بعض الخلق على بعض، وأبدع الماء والتراب، والهواء والنار لا من شيء، ثم خلق الإنسان من تراب، وجعل من الماء كل شيء حي.
وهو سبحانه الذي خلق الخلق بريئاً من التفاوت، والتناقض، سليماً من التباين والاعوجاج.
فخلقه سبحانه كله مستو مستقيم، محكم متقن، دال على كمال قدرة خالقه وعظمته: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)} ... [الملك: 3].
وهو سبحانه الخالق البارئ الذي خلق المخلوقات كلها، وأحسن خلقها، فصارت في أحسن خلق، وأكمل صورة، وأبهج شكل.
خلقهم عزَّ وجلَّ خلقاً مستوياً ليس فيه اختلاف ولا تنافر، ولا نقص ولا عيب ولا خلل، أبرياء من ذلك كله.
فسبحان الخالق البارئ: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7)} [السجدة: | |
|
رجل من زمن جميل المشرف المميز
عدد المساهمات : 3688 السٌّمعَة : 453 تاريخ التسجيل : 03/03/2011
| |
Admin الادارة
عدد المساهمات : 4925 السٌّمعَة : 344 تاريخ التسجيل : 26/02/2011
| موضوع: رد: الخالق ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: الخالق .. والخلاق. الجمعة 21 أكتوبر - 5:32 | |
| | |
|