حماس وإسرائيل تعلنان رسميا التوصل لصفقة تبادل الأسرى

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل أمس الثلاثاء/11 أكتوبر الحالي/، عن التوصل لصفقة تبادل بينهما تشمل 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط المحتجز لدى الحركة منذ عام 2006.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل في خطاب متلفز بث من العاصمة السورية دمشق، إن صفقة التبادل ستتم على مرحلتين الاولى ستكون بالإفراج عن 450 أسيرا فلسطينيا خلال أسبوع منذ هذا الوقت.

وأضاف مشعل، أن المرحلة الثانية ستكون بعد شهرين من تنفيذ المرحلة الاولى وقوامها الإفراج عن 550 أسيرا، إضافة إلى 27 أسيرة فلسطينية ما يعني أنه "لن تبق أي أسيرة في سجون العدو".

وأوضح أن الصفقة في مرحلتها الأولى تضم 315 اسيرا محكومين بأحكام مؤبدة تصل إلى عشرة مؤبدات وهم من أصل 450 اضافة من ذوي الأحكام العالية، مشيرا إلى أن المشرفين على الصفقة "التي جاءت نتاج مفاوضات شاقة أعطوا الأسرى القدامي حقهم فهؤلاء دفعوا زهرة حياتهم وفداءا للوطن وعلينا التركيز عليهم" .

وعاهد مشعل باقي الاسرى في السجون الإسرائيلية، بالعمل على الافراج عنهم جميعا ، قائلا، إن "من يفرج عن 1000 أسير سيفرج عن 8 آلاف وسنصنع المستحيل من أجل الافراج عن كافة الأسرى".

وأطلقت حماس على صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل اسم "وفاء الأحرار".

وأكدت مصادر مقربة من الحركة أن صفقة التبادل ستشمل قائد جناحها العسكري كتائب القسام في الضفة الغربية عبد الله البرغوثي والقيادي الاخر عباس السيد والقيادي في حركة التحرير الوطني (فتح) مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات.

من جانبه ، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الجندي شاليط سيعود إلى اسرائيل سليما معافى إلى أهله والى الشعب في اسرائيل خلال أيام.

وأضاف نتنياهو خلال جلسة مجلس الوزراء الطارئة التي عقدت مساء اليوم لغرض المصادقة على صفقة تبادل الاسرى مع حركة (حماس) ونقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه اتخذ "قرارا صعبا" بهذا الشأن، رغم تقديره لمشاعر العائلات الاسرائيلية التي قتل اولادها بهجمات مسلحين فلسطينيين.

واعتبر ان هذه الصفقة هي "الأفضل إذا سارت الأمور على ما يرام" التي كان بإمكاننا ان نتوصل اليها .

واشار الى انه جرت في المدة الاخيرة اتصالات مع حركة حماس عبر الوسيط الألماني "كانت صعبة للغاية" لافتا الى انه في الاسابيع الاخيرة استؤنفت المفاوضات غير المباشرة هذه المرة بوساطة مصرية، قائلا انه يتحمل كل المسؤولية.

وصرح رئيس الكنيست الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، بأنه سيعقد جلسة طارئة للكنيست لطرح قرار الحكومة حول صفقة شاليط عليها لاقراره.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ريفلين قوله، إن هذه الجلسة ستعقد دون تأخير حتى اذا اقتضى الامر عقدها لدى انتهاء اليوم الاول من عيد العرش مساء بعد غد الخميس إذ أن الافراج عن الجندي المخطوف يعتبر قضية وطنية من الدرجة الاولى.

وكانت مصادر اسرائيلية قالت في وقت سابق أن نتنياهو سعى الى إنجاز هذه الصفقة بأسرع ما يمكن إدراكا منه بأن عدم الاستقرار في بعض الدول العربية قد يعرض حياة شاليط للخطر وربما لن يتسنى إنجاز هذه الصفقة أبدا".

ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعيد وصوله كاراكاس باتفاق تبادل الأسرى، معتبرا أنه إنجاز.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن عباس قوله، "أرحب بهذا الاتفاق الذي تم وكنا انتظرناه منذ فترة طويلة"، متمنيا أن يتم إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية".

وثمن عباس في هذا الصدد "جهود مصر الشقيقة التي أسهمت بتحقيق هذا الاتفاق".

وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) أكدت رسميا في وقت سابق اليوم مساء اليوم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل لإطلاق سراح شاليط الجندي الإسرائيلي المحتجز لديها مقابل إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني من السجون الاسرائيلية.

وقالت الكتائب على موقعها الالكتروني، إن "صفقة تبادل (مشرفة) سيتم تنفيذها خلال أيام وقد تمت بمعايير لأول مرة في تاريخ صفقات التبادل".

وقال المتحدث باسم الكتائب المكني (أبو عبيدة)، إن ما تم التوصل إليه "صفقة تاريخية تحسب للشعب الفلسطيني ولمقاومته كونها أول صفقة تتم وفق هذه المعايير التي تمسكت بها المقاومة".

وأكد أبو عبيدة، أن كافة التفاصيل بخصوص الصفقة تم التوصل إليها "وفقا لشروط المقاومة منذ بداية المفاوضات"، مشيرا إلى أن ثلثي الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم هم من أصحاب الأحكام العالية.

واكد راديو اسرائيل بدوره أن إسرائيل "وافقت على العرض" ، والذي يتضمن الإفراج عن الجندي شاليط مقابل 1000 اسير فلسطيني، لكنه لفت الى ابعاد 200 سجين فلسطيني إلى غزة ودول أجنبية في الخارج.

وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن نتنياهو سوف يستعرض تفاصيل الصفقة بحذافيرها أمام الوزراء قبل المصادقة عليها.

ولم يعقب والدا شاليط المتواجدان حاليا في خيمة الاعتصام المنصوبة قبالة المنزل الرسمي لرئيس الوزراء على هذه الانباء، إلا أن مراسل إذاعة إسرائيل أفاد بأنهما أحيطا علما بالصفقة قبل ساعتين من اللمسات الاخيرة التي يتم وضعها بشأن الصفقة.

وأضاف أن العديد من الاتصالات العربية والدولية أجريت بشأن استيعاب القيادات المنوي إبعادها خارج قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.

وأشارت الإذاعة، إلى أن الأيام الأخيرة حملت تطورات كانت وراء أبواب مغلقة وبصورة سرية للغاية في مصر بوجود المبعوث الشخصي لنتنياهو لملف شاليط، وعن الجانب الفلسطيني القيادي في كتائب القسام أحمد الجعبري وعضو المكتب السياسي لحركة (حماس) محمود الزهار، بالإضافة إلى المبعوث الألماني الخاص بقضية شاليط .

وفي المقابل ، دعا رئيس مجلس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية داني ديان الوزراء الإسرائيليين المعنيين، إلى عدم المصادقة على الإفراج عن "مخربين ارتكبوا أبشع الجرائم التي أودت بحياة المئات من المواطنين الإسرائيليين".

وقال ديان - بحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية- إن "الحكومة أقسمت على قبور الضحايا بأن هؤلاء القتلة سيلاقون عقابهم الملائم".

واعتبر ديان إن "الإفراج عن هؤلاء القتلة السافلين سيكون بمثابة ضربة قاضية لقوة الردع الإسرائيلية وسيؤدي إلى المزيد من أعمال الاختطاف".

في هذه الأثناء ، خرج المئات من عناصر وأنصار حركة (حماس) وأهالي أسرى فلسطينيين في تظاهرات عفوية في أنحاء متفرقة من قطاع غزة للابتهاج بالإعلان عن إتمام صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل.

وأطلق متظاهرون النار في الهواء، فيما رفع آخرون رايات حركة (حماس) الخضراء ورددوا عبارات مؤيدة لكتائب القسام الجناح العسكري للحركة والتي أكدت التوصل لصفقة تبادل أسرى "مشرفة" وأنها ستتم خلال أيام.

وكان نشطاء من ثلاثة تنظيمات مسلحة بينها كتائب القسام استطاعوا أسر الجندي الإسرائيلي شاليط في نهاية شهر يونيو من العام 2006 خلال هجوم على ثكنة عسكرية على تخوم القطاع الجنوبية.

وخاضت الحركة مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل رعتها في البداية مصر، ثم دخل على خط الوساطة مسئولون ألمان، لكن الجهود لم تتكلل بالنجاح بسبب رفض إسرائيل مطالب حركة (حماس).

وطالبت (حماس) منذ بداية مفاوضات صفقة التبادل بإطلاق سراح 450 أسيرا من ذوي الأحكام العالية، إضافة إلى الأسرى المرضى والنساء والأطفال.

وكانت آخر جولة للمفاوضات بين (حماس) وإسرائيل أجريت بوساطة مصرية وألمانية نهاية العام الماضي، وقالت كتائب القسام التي قدمت مؤخرا شريط فيديو يظهر فيه الجندي شاليط يتكلم لحكومته أن هذا الجندي قد يلقى مصير الطيار رون أراد، الذي فقد في لبنان في 1982 إذا لم يستجب قادة تل أبيب لشروطها.

» لقاءات مع اسرى صفقة تبادل شاليط _ شاليط: سأسعد كثيرًا لو تحرر كل الأسرى الفلسطينيين
» الأسرى الفلسطينيون يهتفون: تحيا مصر حرة عربية
» حسن شحاتة يقدم استقالته رسميا من تدريب منتخب مصر
» وزارة القضاء الإسرائيلية تقرر نشر قائمة الأسرى
» صفقه تبادل الاسير الاسرائيلى والاسري المصريين اليوم