صارح نفسك (أين مرآتك)

يحتاج المرء إلى مرآة بصفة مستمرة ليضبط فيها مظهره وهندامه ويصلح ما تسبب فى تغيير شكله إلى الأسوأ حتى تعود الصورة الحسنة إلى مظهره تارة اخرى
كذلك بالنسبة للجوهر وما ينبثق عنه من كلمات وتصورات وتعاملات وحركات وأخلاقيات وسلوكيات
فطالما عشت ومضيت فى حياتك قدما دون عرض ذلك كله على مرآة فاحصة مدققة طالما بقيت العلل والعيوب والآفات كما هى إن لم تتضخم ويسوء أثرها ونحن فى تقلباتنا الدنيوية المتوالية بحاجة إلى مرآتين
مرآة من داخل انفسنا نراجع أمامها السقطات والسيئات والزلات والكامن فى القلب من الآفات
ومرآة خارج دائرة أنفسنا نسعى لتكون فى حيازتنا بكل طاقتنا
إنها مرآة الصديق التقى النقى الصدوق الذى لا يخاف فى الله لومة لائم والذى لا أبالى بالحرج من عرض زلاتى أمامه ومن مصارحته لى بعيوبى والمآخذ التى تؤخذ علي وما يضايق الناس منى وما أصر على فعله وهو يثير سخط الله أو الناس علي
وما يهدر وقتى دون فائدة وما وصلت فيه إلى درجة عالية من الحسن فى العمل ثم تقهقرت حتى فقدت الكثير والكثير من الدرجات والحسنات
وما ينبغى علي عمله حتى أقوم بالتخلية ثم التحلية بكل ما هو جميل عند الله
تلك كلها منافع الأتقياء الأنقياء المخلصين المتجردين لكنها صعبة المنال من جهتين
الأولى- صعوبة ذلك على النفس التى تهوى السير قدما دون حاجز أو دليل يعدل مسارها
فهى قانعة بحالها متصورة حسن صفاتها وكونها أفضل من غيرها فلا تتطلع إلى السمو بشأنها أو رؤية صورتها على حقيقتها لأن ذلك شىء يقلقها ويهدد راحتها ويزيد من مجهوداتها ويؤنب ضميرها
ومن الجهة الأخرى- فهؤلاء المتجردون العاملون الصادقون قليلون والبحث عنهم يتطلب إصرار وعزم ونية صادقة والحصول على مرافقتهم نعمة النعم فى الدنيا والآخرة ولا يؤتيها الله إلا للمريدين لذلك المجتهدين للوصول إليه فلنكن منهم ولنسع لذلك برؤية باطننا بمرآتنا الداخلية بوقفة صدق مع أنفسنا
ثم لنختر الصديق التقى ولنطلب منه العون فى إصلاحنا بشيئين
الأول:تسليط الضوء على الزلات والأخطاء والعيوب الواجب التخلص منها والخلق الواجب ترسيخه بدلا منها
الثانى:هو كيفية الإصلاح وخطواته ومتابعته وبذلك نحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب ونعمل للموت قبل ملاقاته ونزن أعمالنا قبل أن توزن علينا ونكون فى الآخرة من الأخلاء المتقين الذين هم فى ظل الله يوم لا ظل إلا ظله
************************

عباد الله، ما أحوجنا جميعا، إلى أن نستظل في ظل الرحمن، في يوم عصيب يعظم فيه الخطب، ويشتد فيه الكرب، يوم أن تدنو الشمس من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما. رُحماك يا رب، عفوك يا الله.

» هل تتحدث مع نفسك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
» أنت طبيب نفسك
» دور على نفسك جواك
» راجعى نفسك
» عالج نفسك بالصيام