ان كفالة اليتيم لا تتوقف عند يوم او شهر أو مناسبة
إنما هى منهاج إصلاح كامل لحياة اليتيم فى كل شئون حياته ماديا وعلميا وتربويا وأخلاقيا انطلاقاً من قوله تعالى(وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ) البقرة 220
فالاصلاح كلمة جامعة لكل ما يحتاج إليه اليتيم سواء أكان فقيراً محتاجاً الى الرعاية المادية والتربوية والروحية أم غنياً يحتاج إلى رعاية أمواله من جهة والقيام على رعايته أخلاقياً من جهة اخرى
لهذا كان منهج الجمعيات الشرعية ليس فقط مبالغ مالية كل شهر أو حتى زيارته فى بعض المناسبات وانما هى تربية ورعاية
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الساعى على الارملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله وزاد الراوى: وأحسبه قال :وكالصائم لا يفطر وكالقائم لا يفتر
الهدف الاساسى للكفالة التنشئة الصالحة حتى عن المرأة التى تحتاج إلى الزواج
عن سمرة بن جندب رضى الله عنه قال:أمت أمى وقدمت المدينة فخطبها الناس فقالت لا أتزوج إلا برجل يكفل هذا اليتيم فتزوجها رجل من الانصار وكانت النتيجة أن هذه التربية الصالحة أفرزت لنا سمرة البطل الذى قدم نفسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلحقه بركب المجاهدين فرده النبى عليه الصلاة والسلام لصغر سنه فصارع سمرة رضى الله عنه من هو أكبر منه فصرعه فأجازه النبى للقتال
واليتيم إذا وجد القلب العطوف واليد الحانية نشأ إنساناً سوياً بغير عقد تنغص عليه حياته ولا ضغينة يختزنها حيال المجتمع الذى تخلى عنه فى فترة محنته بل انه ليرى لزاماً عليه ان يرد الجميل للمجتمع
والنتيجة بعد ذلك لصالح المجتمع كله ففيه الافراد المترابطون برباط الأخوة يجمعهم هدف واحد وطريق واحد هو مرضاة الله وأتباع شرعته وتلك هى القوة الحقيقية
******************************