من سيرة خير الأنام

الإسلام دين الفطرة وكل مولود يولد على الفطرة ولكن البيئة والثقافة السائدة فى المجتمع تضع عليها غواشى وحجبا تحتاج إلى من يزيلها بلطف وحكمة لتلتقى هذه الفطرة بشريعة الفطرة
لهذا كانتمهمة سيد الدعاةأن يزيح هذه الغشاوة ولأن سيدنا محمد قد أعد منذ صغره لتلك المهمة حُبِّب إليه التحنث فى غار حراء إلى أن أذن الله للأرض أن تستنير بالوحى الخالد وأنزل عليه أول قبسات هذا النور وتبعه الأمر بالتزود من الطاقة الروحية بقيام الليل(يَا أَيُها الْمُزَّمِّلُ قُمْ اللَّيْلَ إلاَّقَليلاً نصْفَهُ أوْ انْقُص منْهُ قَليلاً أو زِدْ عَليْهِ ورَتِّلْ الْقُرنَ تَرْتيلاً إنَّا سنَلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقيِلاً)-المزمل 1-5
كانت وسيلة المصطفى (ص) لجلاء هذه الفطرة هى البيان وساعده على ذلك أنه قد أوتى جوامع الكلم وفصاحة اللسان وجرأة الجنان وخشية الرحمن ومن هنا سمى فى القرآن(البينة)

قال تعالى لَمْ يَكُنْ الَّينَ كَفَرُوا منْ أَهْلِ الْكتَاب والْمُشْركينَ مُنفَكَّين حَتَّى تَأْتيهُمْ الْبَيِّنةُ رسُولٌ منْ الله يَتْلُوا صُحُفُاً مُطَهَّرَةً فيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ وَمَاَ تَفَرَّقَ الْينَ أُوتُوا الْكِتَاَب إلاَّ منْ بَعْد مَا جَاءتْهّمْ الْبَيِّنة) -البينة 1-4
مهمته هى بيان ما أإنزله الله لعباده من تشريعات وبيان ما اختلف فيه أهل الكتاب وكان رسولنا (ص) قمة فى التزام الأخلاق والقيم التى يدعو إليها فهو الصادق الأمين الذى لم يجربوا عليه كذباً قط
كان يشعرهم بالمسئولية تجاه هذا الكتاب الذى نزل مباركا وهدى للعالمين بلسان عربى مبين حتى لا يحتجوا بأن الكتاب الذىنزل على اليهود والنصارى ليس بعربى ولذلك لم يفهموه ولو نزل بلسانهم لكانوا أفضل منهم
تميز المصطفى (ص) بالحرص الشديد على هداية قومه لدرجة جعلت القرآن كثيرا ما يخاطبه بأن يهوّن على نفسه حتى لا يهلكهل فيقولفَلَعَلْكَ بَاخعٌ نَفْسَكَ عَلَى اثَارِهِمْ إنْلَمْ يُوْمنُوا بِهَذَا الْحَديث أَسَفاً) - الكهف 6 وبأن الله لم يكلفه بالرسالة ليشقيه
كما تميز بالصبر على الأذى فكان يتحلى بالصمود والتنصميم مهما كانت الأخطار والصعاب والتهديدات
كان يستخدم التودد وكان يستخدم الأدلة والبراهين العقلية ولم يلجأ إلى الحرب إلا دفاعا عن الإسلام وردا للعدوان
صلوات الله عليك سيدى رسول الله يا من جعلك الله رحمة للعالمين

» منهج الحوار والبيان فى سيرة خير الأنام
» سيرة موجزة لفضيلة الشيخ المحدث خالد الراشد
» سيرة و تاريخ و مؤلفات طة حسين
» سيرة الشيخ محمد جبريل
» ذكر ابن القيم الجوزية رحمه الله في كتاب " جلاء الأفهام في فضل الصلاة و السلام على خير الأنام "