هل صحيح أن من يريد الثروة عليه أن يبيع ضميره إلى الشيطان وإلا سيظل فقيراًيكتفى بنصيبه من الرزق؟ أم فى إمكاننا البحث عن طريق ثالث يمزج بين الثروة والحفاظ على القيم؟ تختلف النظرة إلى هذه المسألة بين شخص وآخر
الثراء والقيم لايمشيان جنباً إلى جنب وذلك عند البعض هذه النظرة معتبرين أن التنازل عن القيم هو ثمن الوصول إلى الغنى وأن الرجل العصامى ما هو إلا عبارة مدرسية تربوية المقصود بها حفز الناس إلى الصبر فى طلب الرزق أما الواقع فهو مختلف تماماً
الثروة لاتأتى من دون مقابل فقد يمضى العمر ونحن نبحث عنها دون جدوى فى حين أنها قد تكون أقرب إلينا من رمش العين شرط أن نبدى استعداداً لبيع ضمائرنا
إن الأخلاق لا تنتج إلا فقراً أو حاجة فى حين أن قلة الأخلاق هى السلم الذى يوصلنا إلى عرش الثراء الكبير وخصوصاً أن الوسائل الشريفة لاتوصل إلى الغنى سوى بطلوع الروح
إن الإستعجال والرغبة فى الثراء السريع أصبح سمة ملازمة للإنسان فى عصرنا الحالى وبالتالى لابد لهما من جعله يطيح بكل القيم والاعتبارات الأخلاقية التى تقف فى طريقه (الغاية تبرر الوسيلة)
هذا الموضوع ليس معمم على جميع الأغنياء لإن التاريخ فيه أمثلة عن رجال عصاميين زرعوا وحصدوا دون أن يمس شرفهم على الإطلاق وهنا نعترف بأهمية فرصة العمر حين تأتينا وعندما تأتى الفرصة بثمارها لابد أن نحدد أهمية المال وفيما يصرف
وفى المقابل نجد من يرضى بوضعه المادى ويرى فى القليل الذى يملكه ما يرضيه ويعينه فى حياته فتراه يتعايش مع أخلاقه كنعمة ومع المال الذى يملكه كهدية من السماء
اللهم اغنينا من فضلك
اللهم لاتجعل الدنيا اكبر همنا
اللهم استرنا فوق الأرض ويوم العرض عليك