الرضا عن الله عبادة قلبية تنعكس أثارها على الجوارح فتكسوها خشوعاً وجلالاً وسكينة وطمأنينة ولأنه أثر من أثار الإيمان بالله والثقة فى قضائه وقدره والإعتقاد الجازم بأن كل شىء يحدث للإنسان- حتى ولو كان شراً فى ظاهره- إنما يحدث لحكمة عظيمة قدرهاربنا الحكيم اللطيف بعباده وقد تكون هذه الحكمة واضحة ظاهرة وقد تخفى علينا ولا تدركها حواسنا
عندما نتأمل حياتنا التى غلبت عليها المادة والشهوات نجد انها قد انحسر عنها الإيمان والرضا بالله ومن ثم افتقدنا الطمأنينة والقناعة فى بيوتنا وصار معظم الناس ساخطين على حظوظهم وواقعهم ومتطلعين إلى أشياء فوق طاقتهم ومنساقين وراء رغباتهم وشهواتهم دون حظ من إدراك أو فهم لحكمة الله التى تجرى الأمور فى إطارها
إن كل شىء فى الدنيا مقدر ومعلوم عند الله فحظ الإنسان من الرزق والزوجة والولد والعلم والصحة وغير ذلك -سابق فى اللوح المحفوظ من قبل ان يخلق الإنسان وعليه أن ينال ما عند الله بالطاعة والتزامأوامره
ولما كان الرضا عن الله من صفات المؤمنين فى الدنيا فإن جزاءهم فى الآخرة ان يرضى الله عنهم فلا يسخط عليهم ابداً
يوم ينادى ربنا تبارك وتعالى على المؤمنين بعد أن يدخلهم الجنة فيقول: يأهل الجنة -فيقولون :لبيك ربنا وسعديك فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك فيقول: أنا ـعطيكم افضل من ذلك-قالوا يارب واى شىء افضل من ذلك ؟
فيقول: أحل عليكم رضوانى فلا أسخط عليكم بعده ابداً