اختار الله هذه الأمة لتقود سفينة المتعبدين والمصلحين وهداية الحائرين الضالين ولا سبيل إلى ذلك إلا بأشياء منها اليقين مصداقاً لقول رب العالمين ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون) السجدة 24
اليقين هو الأمر الواضح الثابت وهو العلم الذى لاشك معه وهو الحق الذى لا ريب فيه وهو الخير الذى لا يحتمل الكذب كما فى قوله تعالى عن هدهد سليمان( فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأٍ يقين) النمل 22 وهو الحق الذى يروى بالرؤية أو السمع وإن رواه كافر أو مجرم كما فى قوله تعالى ( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون) السجدة 12
يقال أن اليقين هو الإيمان ويقصد به الإيمان الجازم الذى لا يخالطه شك ولا يعتريه شبهة وهذا ينطبق تماماًعلى ما جاء به أنبياء الله ورسله صلوات الله عليهم وسلامه ومن ثم كان المطلوب من المؤمنين ان يصل إيمانهم باليوم الأخر كالذى قاله الله تعالى ( والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالأخرة هم يوقنون) البقرة 4وبهذا يتحقق اليقين
أحبائى-دخول الجنة مشروط بأن تعتقد إلى درجة اليقين ان لا اله إلا الله مصداقاً لما قاله أفضل الموحدين(ص) عن أبى هريرة رضى الله عنه قال له الرسول صلى الله عليه وسلم - ومن لقى ربه يشهد أن لا اله إلا الله مستيقناً بها قلبه دخل الجنة
ولقول الرسول الكريم لبلال رضى الله عنه بعد أن نادى للصلاة قال له- من قال مثل هذا يقيناً دخل الجنة-
قال ابن القيم رحمه الله ومتى وصل اليقين إلى القلب امتلأ نوراً وإشراقاً وانتفى عنه كل شك وريب فامتلأ محبة لله وخوفاً منه ورضى به وشكرا له وتوكلا عليه