عدد المساهمات : 4925 السٌّمعَة : 344 تاريخ التسجيل : 26/02/2011
موضوع: Mozart الطفل المعجزة .. السبت 5 مارس - 11:33
الطفل المعجزة موتسارت (1756-1791) الموسيقى هي لغة العالم وهي ليست مجرد أنغام كما يتصورها البعض بل هي وسيلة تواصل لآلتقاء الذهن والروح عند الشخص الواحد. وتعتبر الموسيقى الكلاسيكية هي من أرقى أنواع الموسيقى . MOZART قبل عامين من ولادة الموسيقار موتسارت كانت عائلته تسكن جنوب المانيا في مقاطعة بافاليا في مدينة أوكسبورك ولايزال منزل العائلة هناك وحول الى متحف بأسم متحف موتسارت. وهاهي ذكرى مرور مئتين وخمسين عاماً على ولادته وأحتفلت النمسا والمانيا بهذه الذكرى واعتبرته حدثاً وطنياً . ولد الموسيقار موتسارت في مدينة سالزبورغ عام 1756، وكان والده عازفاُ لاالة الكمان ومؤلفاً موسيقياً في البلاط وله كتاب للتدريس على ألة الكمان، وهناك خلافاً ناشب بين المؤرخين الآلمان وزملاءهم النمساويين حول أصله البعض يقول نمساوي لآنه أنجز جميع اعماله في فيينا ولآن زالسبورغ في الوقت الحاضر مدينة نمساوية،ويصرون الآلمان على ولادته في مدينة سالزبورغ التي كانت انذاك ألمانية . بدأ ممارسته في العزف في سن الخامسة وفي سن السادسة من عمره بدأ المشاركة بالحفلات وبدأ أهتمام والده به وأصطحابه مع أخته في جولات موسيقية في الدول الآوربية. وكان حبه للموسيقى وعلم الرياضيات أيضاً التي كان بارعاً بها. لدرجة أنه كان يملآ الجدران ،والكراسي،والمناضد بحلول ومسائل حسابية عسيرة ، حتى أن والده لم يصدق بعبقرية ولده النادرة . وفي التاسعة من عمره وضع أول كونشرتو بصيغة البيانو . ولحن آول أوبرا في سن الثانية عشر ، غادر الى فيينا مدينة الموسيقى والمسارح والغناء للعمل كموسيقى وكان يتوقع من خلال رحلاته وشهرته الموسيقية ستوفر له مكانة لائقة به حتى أن بعض المختصين في حياة موتسارت قالوا أن سبب سفره أدى الى موت والده الذي كان ليس له الرغبة بسفر ولده . وعند وصوله الى فيينا شاع خبره بين الآوساط الفنية حتى أن الامبراطور النمساوي جوزيف الثاني بادر بدعوته شخصياً لغرض التعرف عليه وكذلك للعمل في البلاط النمساوي ، وبدأ العداء والمنافسة بينه وبين الموسيقيين ألايطاليين الذين تجمعوا حول كبيرهم الموسيقار الشهير انطونيو ساليري لغرض تدبير المكائد والمشاكل له ولكنها كلها باءت بالفشل بسبب عبقرية موتسارت ، وأصر موتسارت منذ البداية على ان تكون ألالمانية لغة الآوبرات التي لحنها ، ولاقى معارضة شديدة من الموسيقيين في البلاط النمساوي لآن أغلبهم كانوا أيطاليين ولغة الآوبرا الرسمية كانت أيطالية وأهتم موتسارت بالناحية التمثيلية كالملحنين الفرنسيين ولم يهتم بالميلودي كاألآيطاليين ويعتبر الموسيقار موتسارت أول مؤلف كونسرتو للبيانو. لقد أشاد هايدن بعبقرية موتسارت بما كان يتميز أسلوبه في العزف من وضوخ وبساطة وعذوبة الآلحان ، وكانت موسيقاه تختلف عن الموسيقى الكلاسيكية التي كان يعزفها باخ او الموسيقى التي تحمل أفكار فلسفية مثل موسيقى بيتهوفن حيث كانت موسيقاه عن الطبيعة والقدر ورغبة الآنسان الى الحرية ، فكانت موسيقى موتسارت تحمل أفكار جديدة وكذلك قوانين موسيقية مبتكرة . وفي روما أنعم عليه البابا لقب سامي من ألقاب الكنيسة وهو ( أماديوس ) أي المحبوب . وعندما كان طفلاً كان شديد الحساسية رقيق الطبع ، ومحبوباً من قبل امبراطورة النمسا وأرتباطه قوياَ بها ، فهو يقفز في حجرها ويقبلها بحرارة كأنه طفلها المدلل ، وفي احدى الايام عندما كان يتجول في أروقة القصر زلت قدمه على أرض القاعة فقامت بمساعدته الآرشيدوقة ماري أنطوانيت التي أصبحت ملكة فرنسا فيما بعد فقال لها ماأطيب قلبك أيتها الآميرة أني سوف أتزوجك . وتزوج بعدها حبيبته كونستانس فيبر . وعندما كان طفلا دعي موتسارت للعزف في قصر فرساي أمام الملك ، أمرت مدام دي بمبادور محظية لويس الخامس عشر أن يقف الطفل موتسارت فوق منضدة خاصة فلما تقدم لتحيتها أدارت له ظهرها وأنصرفت ، فصاح غاضباً وحزيناً من هذه التي لاتريد أن تقبلني…؟ لقد قبلتني الآمبراطورة نفسها من قبل . وعندما كلف موتسارت بتلحين أوبرا زفاف فيجارو لقد صادفه الفشل ، أذا أتفق ضده جميع المغنيين والمغنيات في الآوبرا لإسقاط هذه المسرحية العظيمة أنتقاماً منه الذي طالما أحرجهم أمام القيصر وأمام الجمهور بما يضعه من من الآلحان الصعبة وعند تمثيل الآوبرا أمام القيصر تلاعب فيها المغنون بالآلحان على وجه الخطأ مما أدى الى سقوط هذه المسرحية الخالدة ، التي لم تشتهر الإ بعد مائة عام من تأليفها . رغم تلك الرحلات والامسيات الموسيقية والفنية لم يتغير وضعه الآقتصادي لقد عانى موتسارت العسر المادي دائماً حيث رحلته الى فرانكفورت ، وباريس لم تكن أحسن حظاً ، وكان الفقر والالم يلازمه وكانت حياته بائسة وكذلك حقد الموسيقيين عليه ، الذين يشيعون أنه الطفل مضلل يعبث بأذواق الناس ، وكانت الآحزان ملازمته و في سن الثانية والعشرين توفيت والدته وهو لايملك سوى الدموع ، وكان يخفي أحزانه في مزيد من العمل والتفاني الا أنه لم يجني سوى الشقاء والعذاب في حياته رغم شهرته في بلاط الملوك والامراء حتى عمله الآصلي كعازف في الكنيسة لم يكن يدر عليه مالاً ، وكان يتوقع رحلاته وشهرته الموسيقية ستوفر له مكانة لائقة به ولكن لاتحسن في وضعه الاقتصادي وأزدادت ديونه في البلاط الآمبراطوري بعد مرض زوجته لمدة عام ونصف لدرجة أن الامبراطور سأله يوماً لماذ لم يتزوج أمرأة غنية ؟ فأجابه موتسارت بأنفه وكبرياء .. مولاي أنني أعتقد أن عبقريتي ستمكنني دائماً من الآنفاق على المرأة التي أحبها … ومن المعروف عن موتسارت كانت علاقته غير جيدة مع الطبقة الحاكمة والبلاط رغم عمله عندهم ولم يكن سلوكه يليق دائماً بمقام الآمبراطور والعائلة المالكة . وفي أخر أيامه تلقى موتسارت مبلغ من المال من زائر مجهول ودفع نصف المبلغ لغرض تأليف له قداس ، فأراد موتسارت السفر الى براغ جاء له الزائر الغريب ليسأله عن انتهاء اللحن فوعده موتسارت سيكمله بعد عودته من السفر ، وسقط مريضاً في براغ وكان في داخله شعور جاف بأنها لحظة النهاية وأستسلم لنوبة من الكأبة وأوهام أن خصومه جرعوه السم ، وقال لزوجته عندما عاد الى فيينا بأنه لايكتب اللحن الحزين الى الزائر المجهول وأنما سيكتبه لنفسه ثم ألقى نظرة أخيرة على اللحن الحزين والدموع تترقرق في عينيه . وقال أنني أذوق الموت ألم أقول لكم كنت أكتب هذا اللحن لنفسي ، ثم سقط ميتاً ودفن بإحدى ضواحي العاصمة النمساوية فيينا في مقبرة جماعية شأنه شأن أهل المدينة عن عمر يناهز 35 سنة ولكن أعماله شملت جميع الآوبرات والسيمفونية والسوناتات وكونشرتات البيانو والكمان والكلارينيت وأهم أعماله ( زواج فيغارو ) وهي أوبرا هزلية ، والخطف من السراي )و ( دون جيوفاني ) وهي دراما مرحة ، وقد قامت في هوليود فيلم عن حياة وموسيقى موتسارت عام 1948 ، وقام ببطولة الفلم ممثل من أب سوري أسمه ( F-Abraham) . قام بدور أنطونيو ساليري الموسيقار الآيطالي الذي كان منافساً لموتسارت ، وحقق الفلم نجاحاً كبيراً وفاز بثمان جوائز أوسكار في ذلك العام . واقيمت أحتفالات وأمسيات موسيقية في مدينة سالزبورغ مسقط راس الموسيقار وبقية المدن النمساوية والالمانية بمرور مئتين وخمسون عاماً على ولادة الطفل المعجزة.