رجل من زمن جميل المشرف المميز
عدد المساهمات : 3688 السٌّمعَة : 453 تاريخ التسجيل : 03/03/2011
| موضوع: وصايا الرسول للمرأة المسلمة الثلاثاء 31 مايو - 20:07 | |
| الوصية الأولى .. الإيمان والعمل توأمان
قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ) " يونس : 9 " وقال سبحانه : (وَالْعَصْر إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) " العصر". وقال سبحانه : (وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونََ) " البقرة : 25 " وجميع الآيات الكريمة التي وردت في القرآن قرنت الإيمان المؤدي إلى الخير و الجنة بالعمل و اعتبرت أنه لا انفصال أبداً بين الإيمان و العمل ، من هنا جاء تعريف العلماء للإيمان بأنه ما وقر في القلب و صدقه العمل . فإذا شعرت بالإيمان غضاً طرياً يداعب قلبك و عقلك و رأيت نفسك و قد وقفت على بوابات التصديق بما أمر الله أن نصدق به ، و أحسست بدبـيب اليقين يتسرب إلى روحك فاعلمي أن أولى درجات القبول لهذا اليقين أن يقترن بالعمل ، و العمل هنا معروف و واضح تماماً فالقرآن و السنة حافلان بالأوامر والنهي ، و الإسلام جعل تشريعاً لكل صغيره و كبيره في حياة المسلم . و ما عليه سوى أن يشد العزم ويدفع بمهمته نحو البحث و المعرفة والسؤال وطلب النصيحة ليجد الطريق أمامه مفتوحاً . و أنت يا أخت الإسلام لا تتحرجي من دفع همتك نحو العلم و المعرفة والسؤال ، و اسألي أهل الذكر إن كنت لا تعلمين ، فإذا فعلت ذلك و عملت بعلمك انطبق عليك قول الله عز وجل : (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا) و لو نظرت قليلاً في الكتب التي تحدثت عن المسلمين و المسلمات في عهد النبوة ، عهد الرسول صلى الله عليه وسلم و الرجال الذين من حوله وهم خير القرون في تاريخ البشرية ، و رأيت سيرتهم وسيرتهن لوجدتهن انه لم يرد ولا أي خبر عن أي مسلم أو مسلمة حدث أن آمن دون عمل أو وصلة حكم من الأحكام ولم يسارع إلى تطبيقه مهما كانت الصعوبات التي تواجهه و الرغبات التي تحول دونه و دون تنفيذ هذا الحكم أو ذاك ، و إلا كيف يمكن أن ينطبق عليهم لفظ الإسلام ؟ أي الاستسلام لأحكام الله و هم لا يطبقون أحكام الله و لا يقيمون شرائعه؟ . وإن لك في مسلمات القرن الأول قدوة حسنة بعد النبي صلى الله عليه وسلم و زوجاته الطاهرات والمطهرات ، اللواتي كن يبحثن في كل الأحكام التي تحفظ عليهن دينهن دون حرج أو حياء لأنه لا حياء في الدين . و اعلمي أن من سلك طريقاً يطلب به علماً يزيده يقيناً و عملاً بأحكام الله فإن الله سوف يـيسر له طريقاً إلى الجنة كما ورد في الحديث الشريف ، لذا كوني مؤمنه و اعلمي علم اليقين أن إيمانك هذا لا يكفي وحده لينجيك من عذاب الله و لكن لا بد له من قرين آخر لا يقل عنه أهمية ألا و هو العمل .. إنهما توأمان لا يعيش أحدهما دون الآخر و هما معاً يحملانك إلى عتبات الجنة بفضل الله سبحانه و رحمته
الوصية الثــانيـــة .. طلب العلــم والحـــرص على التعلم
قالت النساء يوماً للنبي صلى الله عليه وسلم : {يا رسول الله ، لقد غلبنا عليك الرجال ، فاجعل لنا يوماً من نفسك ، فوعدهن يوماً يلقاهن فيه فأمرهن بالصدقة ، فجعلت المرأة تلقي القرط والخاتم ، و بلال يأخذ بطرف ثوبه . . } (رواه البخاري ومسلم) وقال تعالى : (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) " المجادلة"
إن الدرجات التي يرتفع بها المسلم والمسلمة عند الله ليست كدرجات الدنيا و ترقياتها .. إنما يرفع الله هؤلاء المؤمنين بما عملوا من أمور في دينهم و ما استقاموا على أصوله و التزموا شرائعه ، ولا يمكن للمرء أن يلتزم إلا بشيء قد جاءه العلم به ، لذا حث الإسلام الناس على العلم و التعلم و جعل الذين يعلمون أعلى درجة من الذين لا يعلمون بل و تساءل سبحانه و تعالى مؤكداً الجواب في ذات السؤال بقوله : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) " الزمر : 9 " و لا يمكن لمسلم ولا مسلمة أن يرتقي بإيمانه و يرتفع في معارج التقى والصلاح ما لم يكن عالماً بأمور دينه باحثاً ، و بإلحاح لا يتوقف عن تفاصيل الأحكام التي تهمه في حياته و أخرته ، يؤمن بها و يتعلم منها و يلتزم بها و يكون من الذين لا يستوون مع الذين لا يعلمون .. وأنت يا أختي المسلمة.. لك في النساء المسلمات في عصر النبوة تلك القدوة الطيبة لذا فعندما حدثهن عن الصدقة و اقترن إيمانهن بالعلم اتجهن الاتجاه الطبيعي في تنفيذ أحكام الصدقة وقمن بالتبرع بأقراطهن و حيلهن ،
واعلمي يـا أختي المسلمة أن العلم الذي نتحدث عنه ليس علم الدين فقط ، و علوم القرآن و الفقه فحسب ، بل كل علم يوصل إلى مزيد من اليقين و الإيمان لأن الله عز وجل يأمر بذلك ، هو القائل جل شأنه : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) " آل عمران" إن التفكر في خلق الله يعني دراسة هذا الخلق والتعرف عليه عن قرب ، هذا التفكر يوجد العلم الذي يعرفك بمقدار عمة هذا الخالق سبحانه في خلقه ، لذا لا مانع من أن تدرسي الكيمياء و الفيزياء و الأحياء والزراعة وغيرها من العلوم التي تزيدك معرفة بخلق الله و كائناته فتزدادين علماً وإيماناً و تقرباً إلى الله .. ولا تسمحي لأي كان يقف دون أن تتعلمي و ترتقي في مدارج العلم ، وعليك أن لا تسمعي كلام الجهلاء الذين يقولون أن المرأة يجب أن تكون جاهلة .. إنهم بهذا يسيئون إليك وإلى دينهم الذي حث في آياته الكثيرة على طلب العلم و على السير في الأرض للبحث في مخلوقات الله الكثيرة للوصول بالمسلم إلى أرفع درجات العلم ، وأذكرك هنا بتلك الفترة الذهبية من تاريخ الإسلام عندما كان المسلمون منشغلين بعلوم الطب والأحياء و غيرهما و يقدمون للبشرية أرقى الحضارات ..
أختي المسلمة .. يومك يومك تسعدي .. أشغلي فيه نفسك بالأعمال النافعة .. واجتهدي في لحظاته بالصلاح والإصلاح .. استثمري فيه لحظاتك في الصلاة .. في ذكر الله .. في قراءة القرآن .. في طلب العلم .. في التشاغل بالخير .. في معروف تجدينه يوم العرض على الله .. يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا
| |
|