خير أمه أخرجت للناس ...

كثيراً مانردد فى اقوالنا وكتاباتنا قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ ) ال عمران 110 مستشهدين بها على خيريتنا على بقية الأمم
وقد وقع كثير من المسلمين فى حيرة بين منطوق الآية وبين واقع المسلمين اليوم فالله -عز وجل - يصف المسلمين بأنهم خير أمة أخرجت للناس ولكن حالهم وأوضاعهم اليوم تؤكد أنهم ليسوا كذلك ولو أكمل الناس قراءة الآية الكريمة ولم يقفوا عند اخرجت للناس لذهب شكهم وانتهت حيرتهم وبقية الآية هى (تَأْمُرُونَ بالْمَعْروف وتَنْهَوِنَ عَنْ الْمُنكَر وَتُومِنُوُن بالله ) ال عمران 110

إن الله عز وجل هو الأصدق قيلا وكتابه هو الأقوم سبيلا لم ولا ولن يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لذلك فإن هذه الخيرية التى يصف بها الأمة هى خيرية مشروطة بتأدية هذه الأمة افرادا وجماعة وما أُمرت به من أمر المعروف ونهى المنكر
المعروف هو كل قول أو فعل حسَّنه الإسلام ودعا اليه وأمربه وحث عليه ورغب فيه
والمنكر هو كل قول أو فعل قبحه الإسلام ونهى عنه وشنع به وعاقب عليه

أما الذين لم يستجيبوا لدعوته وكذبوا رسوله واستحبوا العمى على الهدى فهم الذين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف
إن الأمة اذا قامت بمهمة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حققت عدة فوائد هى ما سماه القرآن الكريم (الخيرية ) ومنها
نيل رضوان الله واستقامة أمرها وصلاح شأنها
أما اذا تخلت عن تلك المهمة فقد باءت بغضب من الله وجلبت على نفسها أمراضا وآفات اجتماعية ومن انحلال وفوضى واضطراب أمن مما يؤدى الى ضعفها

تسلم أيدك ... فى موازين حسناتك