أطفالي يرفضون النوم ما العمل؟

أطفالي يرفضون النوم ما العمل؟


تضر قلة النوم بالإنسان جسديا ونفسيا لأنه حاجة ضرورية للجسم، فهو يجدد خلاياه ويعزز مقدراته الدفاعية ويجري عبره الحصول على الطاقة الحيوية اللازمة.
قلة النوم يعاني منها الكبار والصغار على حد سواء، لذلك من الضروري على الأهل الاهتمام جديا بمسألة توفير نوم هادئ ومريح لأطفالهم، خاصة أنهم يعرفون من تجربتهم العملية ان الطفل الذي لا ينام بشكل كاف يكون عادة عنيدا، ويقوم بإزعاج الآخرين حتى في الليل.
عوامل متنوعة
الأبحاث المختلفة تؤكد ان الصعوبات التي يلقاها الأطفال في النوم تسبب جملة من العوامل، من أهمها الطاقة الزائدة التي تكون لديهم ولا يتم إفراغها على شكل لعب وحركة خلال النهار، وكثرة الأحداث التي يعيشونها نهارا، وتسبب للبعض مشاكل في النوم لأنهم يفكرون فيها باستمرار.
كما يلعب الوسط غير المناسب الذي ينام فيه الاطفال دورا في صعوبة النوم لديهم، مثل التدفئة الزائدة في المكان أو لون جدران غرفتهم أو لون السرير الذي ينامون فيه أو وجود الكثير من لعبهم إلى جانبهم في السرير.
أيضا يحاول بعض الأطفال تمديد فترة بقائهم يقظين عن طريق إثارة الاهتمام بهم من خلال المطالبة بشرب الماء بشكل متكرر، وبالتالي الحاجة إلى تكرار الذهاب إلى الحمام.
ويحدث لدى العديد من الأطفال أنهم لا يريدون النوم لأنهم يخافون من الظلام، وفي مثل هذه الحالة يوصي المختصون الأهل بالإبقاء على إضاءة خفيفة في المكان حتى يشعر الطفل بالأمان.
ويجد الأطفال الذين يريدون تحقيق نتائج ممتازة في المدرسة مصاعب أيضا في النوم، لأنهم يعيشون حالة من التوتر خوفا من أن لا يحققوا النتائج المرجوة أو أن يحدث تراجع في مستواهم الدراسي.
المختصون يشددون على انه في حال وجود مشاكل في النوم لدى الأطفال لفترة طويلة، فانه من الضروري طلب مشورة المتخصصين، أي أطباء الأطفال أو الأطباء النفسيين المتخصصين بالأطفال، غير أنهم ينبهون في الوقت نفسه، إلى انه في حال استيقاظ الطفل في الليل عدة مرات أو الغفو بشكل سيئ، فان الأمر لا يعني بالضرورة وجود خلل في النوم.

لنوم مريح
ولتأمين نوم مريح وسلس للأطفال ينصح المختصون بالاهتمام بالنواحي التالية:
- من الضروري بمكان للأهل توجيه أطفالهم، حتى اليافعين منهم، إلى السرير في الوقت نفسه كل مساء، وأن يكونوا صارمين في هذه المسألة وأن لا يسمحوا للطفل بخرق هذا النظام أحيانا، لان عدم التقيد بالنظام ممكن فقط عندما يتعلق الأمر بفترة زمنية طويلة نسبيا كالعطلة المدرسية في الصيف. وفي هذه الحالة يمكن السماح للطفل بان يذهب إلى النوم متأخرا طوال فترة العطلة الصيفية، لكن يجب تعويده من جديد على تغيير هذا النظام قبل أسبوع من بدء المدرسة، حتى لا يجد مشكلة في النوم وفي الاستيقاظ.
- من الأهمية بمكان تعويد الطفل على التكرار اليومي لعدة خطوات بالتسلسل نفسه قبل التوجه إلى النوم، فترتيب اللعب التي استخدمها خلال النهار هو بمنزلة إشارة إلى أن وقت اللعب بها انتهى، وانه حان وقت العشاء.
وبعد العشاء تأتي الخطوة الأخرى وهي الاستحمام وتنظيف الأسنان وارتداء البيجاما. وبعد هذه الخطوات يجب أن يعرف الطفل أن الوقت حان لكي يهدأ. أما في حال سماح الأهل له بان يتفرج بعد ذلك على التلفزيون، فعليهم أن يعرفوا أنه يحتاج إلى نحو ساعة بعد انتهاء البرنامج أو الفيلم الذي يتفرج عليه كي «يهضم الانطباعات» التي تكونت لديه مما شاهده. أما عند الأطفال الصغار فان العادات المحببة لديهم والمتبعة قبل النوم فتتمثل بقراءة الحكايا والقصص لهم.
- في حال استيقاظ الطفل ليلا أثناء النوم وهو يبكي من جراء كابوس شاهده، فمن الضروري هنا الاستماع إليه وتهدئته، وبعد ذلك يمكن في النهار التحدث إليه مطولا عما شاهده.
- تمثل الأحلام جزءا من الحياة الليلية للأطفال مثلما هو الأمر بالنسبة للبالغين، لان النشاط النفسي للإنسان لا يتوقف حتى في حالة النوم. غير ان أحلام الصغار تكون عادة اقل تعقيدا منها عند البالغين. أما أهم نوعيات الأحلام عند الأطفال فتتمحور حول الأمنيات التي لم تتحقق لهم.
ويحدث أحيانا أن يحلم بعض الأطفال أحلاما مزعجة، أما سببها فيكون عادة المصاعب التي يواجهونها في حياتهم. فالمشاكل التي لم تحل أو عدم مقدرتهم على استيعاب بعض القضايا يمكن أن تعود إليهم في مناماتهم مثلما هو الوضع بالنسبة للكبار.
- ضرورة عدم حل الأهل هذه القضايا عن طريق القول لهم ان هذه مجرد أحلام، بل التحدث معهم لمعرفة سبب معاناتهم التي قد تكون مشاجرة بين الأهل أو خلافا في المدرسة، كما قد يكون سببها أحيانا أن الطفل لا يثق بنفسه ويحتاج إلى تعزيز ثقته بنفسه، أو أنه موجود في وضع لا يمكنه أن يحله بنفسه.
وجود الأهل في الوقت المناسب مع الأطفال والعمل معهم على حل مشاكلهم، يمكن أن يجنبهم حدوث صعوبات لهم في النوم